ظل بحاح يتصرف كرئيس غير متوج إلى جانب رئيس الجمهورية، وأغفل واجباته كرئيس للحكومة، وكان ذلك محل إشكال في قيادة الدولة التي ظلت تعاني بالإضافة إلى تداعيات الإنقلاب من ثنائية القيادة المشتتة بين هادي وبحاح، وخلافاتهما التي وصلت حتى إلى الأمور الصغيرة والتافهة.
ظل بحاح يتصرف كرئيس غير متوج إلى جانب رئيس الجمهورية، وأغفل واجباته كرئيس للحكومة، وكان ذلك محل إشكال في قيادة الدولة التي ظلت تعاني بالإضافة إلى تداعيات الإنقلاب من ثنائية القيادة المشتتة بين هادي وبحاح، وخلافاتهما التي وصلت حتى إلى الأمور الصغيرة والتافهة.
في الأخير كان هادي هو الرئيس وبحاح نائبه، إلا أن بحاح كان لا يريد الاعتراف بهذه الحقيقة، فهو كان يرى في هادي رئيسا منتهي الصلاحية، فيما يرى في نفسه الرئيس القادم في أقرب توافق سياسي بين معسكري الانقلاب والشرعية.
المشكلة أن هذه المسألة أثرت على أداءه، وبدا أقرب لشخصية المحايد منه كشخص مسؤول عن قيادة دولة منقلب عليها، صحيح أن التوافق هو من أتى به رئيسا لحكومة السلم والشراكة، إلا أن تلك المرحلة كانت قد انتهت بالإنقلاب، ومع ذلك عاد بحاح لرئاسة الحكومة بالاضافة لشغل منصب نائب الرئيس وهو لم يغادر فكرة التوافق المنقلب عليها، ظنا منه أنها وقد أتت به لرئاسة الحكومة ستأتي به لرئاسة الجمهورية أيضا.
ولم تكن حسابات الرجل صحيحة، فطرحه كرئيس توافقي من طرف الانقلابيين، واكتشاف تماهيه مع تلك الفكرة، كان بمثابة الباب الذي سينفذ منه الإنقلابيون لهزيمة الشرعية، وكان واجبا عليها غلق ذلك الباب وطي صفحته.
فالعبرة ليست في الشخوص، وانما فيما يمثلونه من فكرة، وإلا فإن البديل عن بحاح في رئاسة الحكومة “بن دغر” كان هو مرشح عفاش لشغلها قبل التوافق على بحاح، وكان ينظر له في حينه على أنه مرشح الانقلاب وغدا مرشح الشرعية بتبدل المواقع.
الآن يمكن القول أن معسكر الشرعية قد توحد خلف قيادة واحدة وواضحة، وهذا الأمر هو جيد في حد ذاته، هل يسهم ذلك في التوصل إلى السلام أم إلى المزيد من الحرب هذا ما نتركه للأيام القادمة.
مع ان ثمة حدس يقول لي إن المجيء بمحسن وبن دغر قد يؤسس للمصالحة مع أحد طرفي الانقلاب والذي هو طرف عفاش، ما لم يكن كنتيجة لتسوية قد تمت معه بالفعل.