أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

جندي يمني قتلته الجراح بالهند… لم تدفن جثته بسبب الديون

يمن مونيتور/تقرير خاص

في يوم الجمعة 11 أغسطس 2017 بدأت معاناة القائد الميداني في الجيش الوطني سعيد معاذ العلواني، عندما أطلق عليه مسلحون مجهولون وابلا من الرصاص لتصيب واحدة منها رأسه أثناء مروره في منطقة المجلية جنوب مدينة تعز “.

العلواني نجا حينها من الموت بأعجوبة لكنه منذُ ذلك الحين دخل في مرحلة الأوجاع جراء الإعاقة التي خلفتها الرصاصة في رأسه.

وبعد أن مكث العلواني فترة من الزمن في أحد مستشفيات تعز، شاءت الأقدار أن يكون إحدى الجرحى الذين يسافرون إلى الهند لتلقي العلاج.

وجاء سفر العلواني عبر اللجنة الطبية لجرحى تعز التي تم تشكيلها 2017 بقرار من رئيس الوزراء، وخصصت لها ميزانية أولية بمليوني دولار.

وعام 2020 أغلقت اللجنة الطبية ملف الجرحى في الهند، وقبل أن تقوم بإغلاق ملفهم بشكل كلي مارست عليهم ضغوطا كبيرة، على الرغم من  عدم استكمال عدد منهم، بالتحديد المصابين بالشلل، لفترة علاجهم، الأمر الذي تسبب بتدهور حالتهم الصحية والاقتصادية بالأخص مع أزمة تفشي وباء كورنا، وكل ذلك انعكس سلب على مشاعرهم النفسية.

وخلال عامي ظل الجرحى ومن ضمنهم العلواني يواجهون متاعب الحياة وأوجاع جراهم وقهر التخلي عنهم من قبل سلطات ضحو في سبيل الدفاع عن شرعيتها في جبال تعز.

ويقول الجرحى إن اللجنة الطبية المبتعثة للجرحى لم تكلف نفسها حتى عناء السؤال عن الجرحى الذين لم تستكمل ملفات علاجهم منذ أن أغلقت اللجنة الطبية ملفات الجرحى في الهند في يونيو 2020م بصورة مهينة ومخزية.

ومنذُ تخلي السلطات اليمنية عن ملف الجرحى في الهند بدأت حالة العلواني الصحية تتراجع حتى وصل به الأمر إلى الدخول في غيبوبة ومفارقة الحياة.

يقول الجريح أسامة الذي كان بالقرب من العلواني إن حالة سعيد كانت في تحسن مستمر حتى تم إيقاف مستحقاته وقطع العلاج وضعف الرعاية الصحية من عامين، حتى بدأت حالته بالتدهور شيئا فشيئا، وكان آخر ما آل إليه قبل الموت هو الدخول في غيبوبة”

يروي أسامة قصة سعيد وعينيه تذرفان الدموع قائلا: لا يقل الألم النفسي شأنا عن الألم الجسدي، عند إدراك الجريح أن تقديمه لأغلى ما يملك لم يسفر إلا بصنع عالة منه وسبب للخسائر.

ويصف عمل اللجنة الطبية بغير المؤسسي معتبرا إغلاق ملفات بعض الجرحى وتجميد مستحقات آخرين رغم اعتمادهم بل وتركهم لمواجهة مصيرهم في بلاد الخارج، عالقين بين جدران عجزهم لا يمكن أن يكون فعلا يبدر عن مؤسسة حكومية وطنية.

ويفيد أن تلك الممارسات أوصلت سعيد إلى النهاية، وبسببها تضاعفت معاناته الصحية والنفسية حتى وافته المنية منذُ أكثر من شهرين في أحد مستشفيات “ميسور” في الهند؛ وذلك بسبب الإهمال الطبي والمعاناة النفسية معًا.

ولم تنته معاناة سعيد العلواني حتى بعد موته، فقد كان مثقلا بالديون لتترك جثته معلقة حتى اليوم دون ان تنالك كرامة الدفن بسبب الديون المتراكمة عليها.

يقول شقيقه سعد في تصريح ل “يمن مونيتور”، إن جثة سعيد لم تدفن بعدا بسبب الديون المتراكمة عليه.

وقال رئيس اللجنة الطبية صادق النمر إن اللجنة على تواصل بأخ الشهيد وفي صدد حل إشكال الديون المتراكمة “.

وأضاف النمر أن اللجنة الطبية عاجزة أمام التهاون الحكومي بشأن احتياجات الدعم والتمويل واعتماد ميزانية ثابتة تضمن منح جميع الجرحى حقوقهم كاملة دون انتقاص أو تأخير”.

ركلته الحرب إلى صفوف الجرحى

وبعد أن أكمل أسامة عابد حديثه عن رفيق الغربة والأوجاع سعيد العلواني، بدء بالحديث عن قصته ومعاناته في البحث عن العلاج والضياع في شوارع الهند.

يروي أسامة قصته ليمن مونيتورز موضحًا أنه سافر إلى الهند بصورة شخصية في 2017م لتلقي العلاج وذلك بعد أن ركلته الحرب إلى صفوف الجرحى.

يقول أسامة “أنه تم اعتماده من قبل اللجنة الطبية في مشارف العام 2020م وذلك بعد قيامه بمطالبة اللجنة الطبية بحقوق العلاج”.

وفي هذا الصدد يضيف “قمت بعدها بزيارة العديد من المراكز وإجراء عدة فحوصات طبية، فيما زرت مركزا واحدا للأطراف وعليه فقد قرر لي عملية ليدي المبتورة تشمل تصحيح البتر وإزالة الأعصاب المنتفخة وتركيب طرف صناعي”

يضيف: لكن سرعان ما تعود اللجنة الطبية إلى اهمالها مبرهنةً بذلك على فشلها الذريع في تلبية احتياجات الجرحى المنوطة بهم؛ فقد تقاعست عن إجراء العملية المقررة بعد اعتمادها، وهكذا الحال مع معظم المستحقات التي تعتمد ومن ثم لا تصرف.

يقول أسامة “قام بدعم عمليتي فاعل خير في ظل إهمال واضح المعالم من قبل اللجنة الطبية، ما يعني أنه وبالرغم من اعتمادهم مارست اللجنة الطبية والهيئات المنوطة بهم سياسة الإهمال الصريح مكتمل الأركان بحق الجرحى.

ويتهم أسامة اللجنة الطبية بالتعامل بطائفية كبيرة مع الجرحى رغم أننا نطالب بحقوقنا لكنها بمنحنا بعضًا منها تشعرنا بالتفضل”

يؤكد هذا بعض السلوكيات التي انتهجتها اللجنة ضد الجرحى وأهمها التشهير فبعد احتجاج بعض الجرحى على إهمالهم بشكل علني على مواقع التواصل الاجتماعي، تمت مقابلة هذه المطالبة المستحقة بالتشهير وذلك بذكر أرقام وإحصائيات لدعم سبق تم تقديمه لهذه الشريحة التي قدمت كل ما تملك في حين قوبلت بالإهانة والتفضل.

يقول أسامة “تم استخدام أسلوب التشهير مع بعض الجرحى في بيان رسمي من قبل اللجنة الطبية” ويستطرد “ان كلا من هيئة الأركان ومجلس الوزراء والسلطة المحلية مشتركون في إذلال الجريح وإهماله وزيادة معاناته”.

يضيف أسامة “لقد تم اعتماد مبلغ مالي لي في فبراير من هذا العام إلا أنه لم يصلني حتى اللحظة”

بهذا الشأن يقول أسامة “قمت بمراسلة رئيس اللجنة الجديد قبل أسبوعي شارح الوضع له وكوني منذ عام 2020 وأنا أقوم بتجديد الفيزا بشكل شخصي، فيما يخص تجديد الفيز المرضية فإنها تتطلب تجديدا كل ثلاث شهرا وهناك غرامات مالية ناتجة عن عدم التجديد.

ويعلق رئيس اللجنة الطبية صادق النمر على حالة أسامة قائلا: لقد اعتمدنا للجريح أسامة عابد مبلغ خمسة آلاف دولار لكننا لم نتمكن من إرسالها حتى اللحظة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى