رئيس “منسقية دعم اسر ضحايا الاغتيالات بعدن”: الحكم في قضية الشيخ “راوي” تحريك لقضايا الاغتيالات
يمن مونيتور/عدن/خاص
وصف رئيس “منسقية أسر ضحايا الاغتيالات” بالعاصمة المؤقتة عدن، عمر السقاف، حكم الإعدام الصادر الأحد الماضي، بحق المتورطين باغتيال الشيخ سمحان الرواي “بداية بتحريك ملفات قضايا الاغتيالات التي حدثت منذ ما بعد تحرير عدن والمحافظات الجنوبية”.
وأضاف: فيما يتعلق بالموقف القانوني من الأحكام او الإجراءات فذلك يخص رابطة ضحايا الاغتيالات وفريق المحامين الموكل من قبلهم وأولياء الضحايا.
وقال السقاف في تصريح لـ”يمن مونيتور”: إن موقفنا نحن سيظل داعم ومؤازر لموقفهم ، كما هو داعم بتحريك القضاء تلك القضايا التي ظلت معرقلة لسنوات”.. دون أن نتدخل في شأن القضاء كون ذلك شأن القانونيين والمحامين الموكلين بذلك ..
وأضاف السقاف: اننا نكرر ونعيد بأننا بمختلف جهودنا لا نتدخل في عمل وإجراءات الأمن وأحكام القضاء ، بل نحن عونًا للعدالة وعونًا للمظلومين”.
مؤكدًا أن قضية الشيخ الراوي، كانت من أولى القضايا التي أحيلت إلى القضاء، قبل نحو عامين، إلا أن سيرها القانوني كان متعثرًا بسبب العديد من المعوقات والظروف التي أعاقت سير العدالة، إذ انعكست حالة عدم الاستقرار والتوافق السياسي خلال الفترة الماضية بشكل سلبي على مختلف مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها الأمن والقضاء، وهو ما ألحق ضررًا جسيماً بقطاعات واسعة من المجتمع، كان في مقدمتها أسر ضحايا الاغتيالات والمخفيين والمعتقلين على ذمة القضايا المختلفة.
وأشار السقاف إلى الجهود الكبيرة المبذولة في هذا الجانب من قبل “رابطة أسر ضحايا الاغتيالات والمخفيين ومنسقية أسر ضحايا الاغتيالات ومبادرة قوى ومكونات الحراك الجنوبي لشؤون المخفيين والقتلى والمعتقلين، كقوى مجتمعية مؤازرة وداعمة لموقف أسر ضحايا الاغتيالات وأسر المخفيين قسرًا على ذمة الشبهة بقضايا اغتيالات أو انتماءات لتنظيمات محظورة”.
موضحًا، أن هذه القوى المجتمعية مع أسر الضحايا وأسر أولئك المخفيين قسرًا، ظلّت طوال الفترة الماضية، تمارس ضغوطًا على مختلف السلطات الأمنية والسياسية، لإحالة الملفات والتهمين إلى القضاء ليقول كلمته بحق من يثبت جرمهم والذين جميعنا نستعجل نيلهم عقابهم العادل ، وإطلاق الأبرياء الذين ستثبت براءتهم مما اتهموا به.
وقال إن منطوق الحكم من قبل المحكمة الجزائية المتخصصة بعدن في قضية اغتيال الشيخ الراوي، يعدّ إيجابيًا لأسر ضحايا الاغتيالات كخطوة أولى في درجات التقاضي، وإحدى ثمار الجهود المبذولة الرامية إلى تحقيق العدالة في هذه القضية وغيرها من القضايا المماثلة التي تتجاوز 200 قضية وعلى رأسها قضية اغتيال المحافظ الشهيد جعفر محمد سعد رحمه الله.
وقال: إن إطلاق سراح حوالي 14 شخص من قبل المحكمة الجزائية، قبل حوالي شهر، لبراءتهم من تهم الاشتراك في تلك الجرائم المنسوبة إليهم، لهو دليل على “صواب منطقنا ومطالبتنا بإحالة المتهمين للقضاء وهو صاحب الكلمة الفصل مع كفالة سلامة الإجراءات القانونية التي موكل بها المحامين”.
وأضاف متابعًا: “نحن واضحون في دعمنا للأمن والقضاء للتسريع من سير التحقيقات والعدالة لينال المجرمين الحقيقيين بالاغتيالات عقابهم العادل، ولسنا مع ظلم أي مواطن بمجرد الشك به، دون أبسط دليل، وهو ما ألحق الضرر الجسيم بعدد كبير من الأسر وأبنائها، كون غالبيتهم معيلهم الوحيد مخفي، وأصبحوا غير قادرين على المتابعة ولا باستطاعتهم تأمين لقمة عيشهم، في ظل الظروف التي يعيشها الشعب عامة”.
ودعا عمر السقاف، السلطات الأمنية والقضائية إلى الإسراع في سير بقية القضايا، وفي الكشف عمّن لا تزال أسرهم وذوييهم لا يعلمون شيئًا عنهم، “وآخرهم، الشيخ أبو أسامة السعيدي، الذي تجاوزت مدة اعتقاله أكثر من عام، بينما لازالت أسرته وأولاده لا يعلمون شيئاً عن مصيره أو مكان تواجده، وذلك مخالف للقوانين الوطنية ومواثيق حقوق الإنسان الدولية، وإن كانت عليه أي تهمة فليحال للقضاء، دون حرمان أسرته من زيارته والاطمئنان عليه واطمئنانه عليهم، ونفس الأمر لكل الحالات المماثلة”.
وأضاف قائلاً : علماً أنه قبل أشهر قليلة تم إطلاق المناضل مدرم ابو سراج بعد جهود كبيرة وتواصل معلن وغير معلن وذلك بعد أن قضى أكثر من عام أيضاً دون علم اسرته بمكان احتجازه أو التهمة المحتجز بسببها..وفي الاخير م اطلاقه من قبل الجهة التي احتجزته لعدم ثبوت جرم عليه..وسبق واطلق العشرات ممن كانوا بعداد المخفيين او المعتقلين.
واغتيل الشيخ سمحان عبد العزيز عبدالملك الشهير بـ”الراوي”، في مساء يوم 30 يناير/كانون الثاني من عام 2016، ضمن سلسلة حوادث قتل استهدفت خطباء وأئمة مساجد، ودعاة ومصلحين في مدينة عدن.
وعُرف عن الشيخ الراوي بلاغته في الخطابة، وتأثيره في محاضراته ودعوته الدينية، كما اشتهر بدوره في الإصلاح المجتمعي بين الناس في مديرية البريقة، وكان من أوائل المقاومين لتواجد جماعة الحوثي في عدن.
وقاد الراوي مقاومة البريقة التي مثلت مددًا للمقاتلين والمقاومة الجنوبية ضد الحوثيين في مدينة عدن، واستقبل أول طلائع القوات الإماراتية التي نفذت إنزالًا بحريًا إلى المدينة عبر سواحل البريقة.