اخترنا لكمتراجم وتحليلاتتقاريرغير مصنف

مراكز أبحاث أجنبية: مصير “صالح” في المفاوضات القادمة يعقد الحل باليمن

نشرت العديد من مراكز الأبحاث الأجنبية تحليلاتها عما ستؤول إليه المفاوضات اليمنية المقبلة في دولة الكويت التي ستبدأ 18 ابريل الحالي، منقسمة بين متشاءم ومتفاءل مع الكثير من الحرص أنها لن تكون سهلة. يمن مونيتور/ صنعاء/ تقرير خاص
نشرت العديد من مراكز الأبحاث الأجنبية تحليلاتها عما ستؤول إليه المفاوضات اليمنية المقبلة في دولة الكويت التي ستبدأ 18 ابريل الحالي، منقسمة بين متشاءم ومتفاءل مع الكثير من الحرص أنها لن تكون سهلة.
يقدم هذا التقرير عرضاً لأبرز الأبحاث والتوقعات لمراكز الأبحاث الأجنبية بشأن اليمن ونشرت في النصف الثاني من شهر مارس الماضي.
في هذا الشأن يرى ديفيد أوتاواي  الذي كتب في مركز وودرو ويلسون للأبحاث تحليلاً بعنوان “بعد عامٍ من الحرب. السعوديون والحوثيون يستكشفون السلام في اليمن” عن توجيه الحرب أشرعتها صوب مفاوضاتٍ بالغة الصعوبة.
وتوقع أوتاوي ألا تكون مفاوضات السلام سهلة. فيما تبقى القضية الملحة الأكثر حساسية هي مصير الحليف الرئيس للحوثيين، علي عبدالله صالح، الذي رفض حتى الآن عروضا بالخروج الآمن إلى المنفى سواء في إثيوبيا أو المغرب أو الإمارات حيث يعيش ابنه الآن.
اتساع الفجوة
من جانبه نشر موقع المونيتور الأمريكي مقالا لـ بروس ريدل بعنوان “هل سيكون هناك سلام في اليمن؟” قال فيه: “الفجوة بين الجانبين واسعة. ذلك أنه لا توجد أي إشارة بشأن مستقبل الرئيس السابق علي عبد الله صالح وعائلته، الذين كانوا حلفاء رئيسيين للحوثيين، ووفروا أسلحة متطورة مثل صواريخ سكود. ثمة سؤال آخر حول ما إذا كان سيتم إعادة تنصيب خليفة صالح، الرئيس عبدربه منصور هادي في صنعاء، وهو الهدف الأصلي من عملية عاصفة الحسم التي انطلقت قبل عام. ذلك أن سيطرة هادي على عدن ضعيفة، في ظل تكرار الاغتيالات والتفجيرات. كما أنه لا يحظى بدعم شعبي كبير، وقد أثبتت التجربة أنه زعيم ضعيف”.
وأضاف: “قد يكون تشكيل حكومة وطنية ما حلا، لكن الشيطان يكمن دوما في التفاصيل. وربما يكون وقف القتال لفترة طويلة هو الخطوة التالية الأكثر واقعية، لكن سيكون من الأفضل بكثير أن يُنصَّ على ذلك في اتفاق هدنة رسميّ بدلا من الاكتفاء بمجرد تفاهم غامض”.
وأردف المحلل الدولي: “هناك الكثير من المخربين الحريصين على منع أي تحرك لإخماد نيران الحرب. وبإمكان كلا من تنظيم الدولة والقاعدة إحداث فوضى. فيما لم تكن القاعدة في جزيرة العرب بمثل هذه القوة في أي وقت مضى. كما استمتعت إيران بمشاهدة تورط السعودية في اليمن، والبعض في طهران بلا شك يريد أن أن يزداد مستنقع المملكة عمقًا.
أما الولايات المتحدة فقد استعدَت جيلا من اليمنيين بتسليحها الحملة الجوية السعودية. ورغم أن فرص التسوية لا تزال ضئيلة، يجب على واشنطن ممارسة بعض الضغط لدفع الأمور في هذا الاتجاه”.
انهيار الشراكات
من جانبه يرى مركز ستراتفور للأبحاث الأمنية إن: تشكلت تحالفاتٌ قوامها المصلحة، على مدار العام الماضي، في خضم الحرب الأهلية التي طال أمدها. لكن مع زيادة احتمالية التوصل إلى حلٍ للصراع، سوف تنهار الشراكات وتتغير الولاءات؛ ما يُفسِح المجال للمنافسات والمشكلات القديمة كي تطفو على السطح.
ورجح التحليل “أن تدفع الرياض للتوصل قريبًا إلى اتفاق سلام ما. لكن نهاية نشاط التحالف الذي تقوده المملكة في البلاد سيمثل فقط بدايةً لمرحلةٍ جديدةٍ من الصعوبات بالنسبة لليمن. ومع استئناف المحادثات، ستعود المقترحات السابقة حول تبني الفيدرالية أو تقسيم البلاد إلى الطاولة، لكن أيًّا منهما لن يخفف التوترات المزمنة بين الفصائل اليمنية المختلفة.
وأضاف: “في غضون ذلك، ستضطر صنعاء إلى الاعتماد على مساعدة الرعاة الأجانب للتعامل مع ندرة المياه والتهديدات الإرهابية. ورغم استمرار الحديث عن وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات السلام، من الواضح أن الأزمة لم تنته بعد”.
الوجه الآخر من الصورة
فيما تطرقت دورية ميدل إيست بريفنج إلى جانب آخر من الصورة الظاهرة في الإعلام الغربي: “يصمم البعض على ألا يروا سياسة دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة المتمردين الحوثيين في اليمن من أي منظور إيجابي”. ولتقديم وجهة النظر الأخرى، رصد التحليل مراحل الصراع بدءًا من رفض الحوثيين الحل المتوازن الذي قدمه مؤتمر الحوار الوطني في يناير 2014، وقضي بمنحهم نصيبا عادلا من التمثيل السياسي، وصولا إلى تحالفهم مع القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ومهاجمتهم معسكرات الجيش والقصر الرئاسي.
وأضافت الدورية: “بدأ التدخل العسكري الخليجي لإعادة الحكومة الشرعية والعودة إلى مسار المحادثات بين ممثلي القوى السياسية المنتخبين في اليمن. لكن المعايير المزدوجة ترتدي ثوبا مختلفا في اليمن، لدرجة أن البعض ينكر حتى وجود صلة بين الحرس الثوري الإيراني والحوثيين رغم تأكيد جميع وكالات الاستخبارات الغربية، وشحنات الأسلحة التي يرسلها الحرس الثوري إلى المتمردين. ويستخدم البعض في الغرب قناعا مزيفًا من الموضوعية، ويذهب إلى حد رفض بيانات وقرارات الأمم المتحدة بشأن اليمن، تمهيدًا لإدانة التدخل الخليجي وإنكار التورط الإيراني”.
تقييم نتائج التحالف
معهد واشنطن القريب من اللوبي الصهيوني المؤثر على صنع القرارات في الولايات المتحدة نشر تقييمًا لنجاحات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن وإخفاقاته في كل مرحلة من مراحل الحرب، وذلك عبر ثلاث تقارير، ناقش الجزء الأول منها الحملة البرية، بينما حلل الجزاءان الثاني والثالث الحملات الجوية والبحرية، على التوالي:
– حققت الحملة البرية حتى الآن نجاحا جديرا بالثناء، إذ أعادت حكومة هادي إلى عدن وحررت تعز من الحوثيين ومارست ضغوطا على كل من صنعاء والموانئ التي يعتمد عليها الحوثيون لإعادة التجهيز.
– الحملة الجوية أظهرت إتقانا وجَلَدًا مفاجئين، ولكن اتصالات التحالف الاستراتيجية، والجهود المبذولة للحد من الأضرار الجانبية، كانت مفتقدة إلى حد بعيد.
– التحالف كبح جماح الإمدادات الإيرانية للحوثيين عن طريق الجو والبحر، وقد تكون إعادة فتح الموانئ اليمنية بشكل انتقائي نتيجة وقوعها في قبضة القوات الموالية لهادي”.
دور روسيا في محادثات السلام
لفت تحليل نشره ستراتفور إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا في اليمن، واحتمالية استقبالها الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بهدف نزع فتيل التوترات بين مختلف الفصائل المعنية في اليمن. علاوة على أن صالح يمثل كنزًا معلوماتيًا حول ديناميكيات الشرق الأوسط، وهو ما يمكن أن تراه موسكو لا يقدر بثمن.
وأضاف التحليل: “مثل الأزمة السورية، تعتبر حرب اليمن ساحة صراعٍ تصطدم فيها المصالح الإيرانية والسعودية، ويمكن أن تكون روسيا وسيطًا في الحل. وبشكل عام، فإن الانخراط في صراعات من هذا الطراز يمنح روسيا نفوذًا في البلاد.
ولأن روسيا ليس لديها مصلحة حقيقية في ساحة السياسة اليمنية أو الاتجاه المستقبلي في البلاد؛ يمكن أن تستغل موسكو التواصل الذي سيحدث مع السعودية بشأن اليمن، لتوجيه رياح المفاوضات السورية إلى حيث يشتهي الكرملين”.
وختم ستراتفور بالقول: “يمثل الصراع في اليمن رقعة شطرنج تتبارى فوقها القوى العالمية. وبالنسبة لروسيا، فإن امتلاكها قطعةً على الرقعة يمكن أن يكون وسيلة أخرى لتشكيل ديناميكيات المنطقة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى