في اليوم العالمي للقهوة.. رائحة الأجداد تجذب اليمنيين إلى المقاهي القديمة (تقرير خاص)
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من محيي الدين فضيل
لا تزال الكثير من المٌدن اليمنية، تحافظ على العشرات من المقاهي القديمة، وتجذب الشباب وكبار السن وكذلك الصغار، ففيها يجد الزبائن رائحة أجدادهم، ومصدر لراحة البال وتبادل الحديث والهروب من يوميات العمل والمنزل، ولا يزال القائمون على هذه المقاهي يحرصون على عدم إجراء أي تغييرات جذرية في تصاميم تلك المقاهي للحفاظ على هويتها المتصلة بالماضي وذكرياته.
“مقهى علاية” واحد من تلك المقاهي اليمنية القديمة التي يعود تاريخها للعام 1990، وتقع في عزلة النجيبة بمديرية المخا بمحافظة تعز (جنوب غربي اليمن)، وإليها يحج عدد كبير من الكبار والشباب وصغار السن، على نحو معتاد ويومي، يشربون القهوة ويتبادلون الضحك والابتسامة”.
ففي الصباح الباكر، يجتمع كبار السن في المقهى مع بعض الشباب لشرب الشاي والقهوة في هذا المقهى، ومن ثم الدخول في نقاشات يومية عن الوضع السياسي والاقتصادي والزراعي في البلد، في جلسة ملتقى لا يشبه كثير من الملتقيات لكنه بات يمثل واحد من أبرز الملتقيات التراثية الشهيرة لكبار السن وبعض الرواد للمقهى منذ أكثر من عقدين من الزمن على نحو يومي”.
يقول محمد المشرقي، في حديث لـ”يمن مونيتور”، إن “المقهى يعد أحد المعالم الشعبية التاريخية للمدينة والذي يشتهر بتقديم الشاي والقهوة لزواره، بالإضافة إلى وجبة الخمير خلال فترة الصباح كنهج يومي اعتاد عليه الناس، غير أن طريقة صناعة القهوة حولت كبار السن إلى مدمنين يأتون لزيارته يوميا وارتشاف الشاي منه وتناول وجبة الفطور به بدلا عن منازلهم”.
من جانبه، يقول الحاج علي محمد صالح (60 عاما)، إن “الناس تأتي إلى المقاهي هذه لإعجابها في الأماكن القديمة والتراثية، فضلاً من أن مقهى علاية أول مقهى شعبي في المنطقة، ولدى الناس فيه ذكريات وجلسات يسترجعون ذكرياتها حينما يلتقون بعد غياب طويل في ذات المكان”.
وأضاف الحاج علي أن “الكثير من الناس تأتي إلى هذا المقهى على نحو شبه يومي لتناول الشاي والقهوة وتبادل الحديث حيث يسمح المقهى للزوار بقضاء ساعات طويلة في فناءه”.
وأوضح، “أن الناس في المقهى يتبادلون الحديث في شتى المجالات بما فيها المجال الزراعي الذي يهتم كبار السن في الحديث حوله، إضافة إلى قضايا الوطن، والأحداث الرياضية التي تهم طيف واسع من الشباب في المنطقة”.
يضيف الحاج علي حديثه عن المقهى بالقول: “إن ساحة المقهى تكتظ بالزوار لساعات طويلة طوال اليوم لشرب الشاي خاصة خلال فترة الصباح الباكر أو في فترة بعد الظهيرة”.
وأوضح أن “المقهى يستقبل عشرات الزوار من خارج المنطقة لسمعته، وفي المقهى يجتمع حب الناس للأشياء التي مضى عليها سنوات لاستذكار شيء من الزمن الجميل” حد تعبيره.
يأتي هذه التقرير الميداني، بالتزامن مع اليوم العالمي للقهوة الذي يصادف الواحد من شهر أكتوبر من كل عام، وهو مناسبة للاحتفال بمشروب القهوة في جميع أنحاء العالم، وللقهوة تاريخ عريق واهتمام خاص لدى كثير من اليمنيين، أحد أقدم الدول المصدرة للقهوة “موكا”.