الباحث في الحضارات خزعل الماجدي يصدر كتابة الأول عن “الحضارة اليمنية”
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
أصدر الشاعر العراقي والباحث في الحضارات القديمة وتاريخ الأديان الدكتور خزعل الماجدي، كتابة الأول عن الحضارة اليمنية بجزئين “الأول والثاني”، وذلك ضمن سلسلة كتبة السابقة التي أصدرها في “تاريخ الحضارات”.
وقال الباحث الماجدي في بيان على حسابه بفيسبوك، “بعد جهود طويلة في التأليف والتصميم والإخراج استغرقت سنوات طوال نُشر كتابي ( الحضارة اليمنية) بجزئين، عن دار الرافدين في بيروت ومنشورات تكوين في الكويت”.
وأشار إلى أن صدور كتاب الحضارة اليمنية، يأتي بالتزامن مع افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يفتتح اليوم الخميس 29 / 9 / 2022، بجناح منشورات تكوين H218 ، وهو متوفر في مكتبة ودار الرافدين في شارع المتنبي ببغداد.
يتكون كتاب الحضارة اليمنية، الجزء الأول من ثمانية فصول وقد جاء في كلمة الغلاف الأخير مايلي: “الحضارة اليمنية جوهرة نادرة بين حضارات العالم القديم، فهي تتناظر وتلتقي، بإطارها العام مع تلك الحضارات، لكنها تنفرد عنها بخصوصيتها التي تُعطيها مكانة خاصة بينها”.
يرى الكتاب أن هذه الحضارة استطاعت ترويض بيئتها الجغرافية والمناخية لصالح بناء قاعدةٍ زراعية متقدمة رغم تذبذب أمطارها الموسمية وعدم وجود أنهارٍ فيها، وقد دفع ذلك بها نحو الإبتكار العبقري لبناء السدود العظيمة والصهاريج والأحواض الصخرية، ثم التحكم بسيول الطمي والأمطار وخلق بيئة زراعية خصبة تكفّلت بتوفير معظم غذاء أهلها طيلة زمن تلك الحضارة. ثم منحت أرضها، دون بقاع العالم كلّه ، مصادر البخور والُبان واللادن والمرّ والعطور والتوابل ، فصارت اليمن مركز العالم التجاريّ بها ، ومنحها هذا المنجز فرصة التلاقح مع حضارات وشعوب العالم .
ويصف ويحلل ويناقش الجزء الأول من الحضارة اليمنية، ثمانية فصولٍ مزودة بالمراجع والجداول والصور، سبعة منها مخصصة لعناصر هذه الحضارة وهي العناصر “الجغرافية، التاريخية ، السياسية ، القانونية ، العسكرية، المدنية، الإقتصادية”، ويقدّم لها بفصلٍ تمهيديّ هو عبارة عن مدخلٍ لليمن والتعريف به وبمراجع الدراسات الخاصة به ، والعلماء الذين عملوا على تنقيب آثاره وتدوين وقراءة نقوشه المكتوبة .
ويتناول الجزء الثاني بقية عناصر هذه الحضارة مع فصلٍ ختاميّ لمعايرتها والحكم عليها وعلى منجزاتها ، ويستكمل الجزء الثاني من كتاب الحضارة اليمنية صورة هذه الحضارة بتسعة فصولٍ جديدة ، بعد الفصول الثمانية للجزء الأول ، حيث يصفُ ويناقشُ ويحللُ ثمانية عناصر من حضارتها هي العناصر “الفكرية ، الاجتماعية ، النفسية ، المادية ، الدينية ، العلمية ، الفنية ،الأخلاقية” ويختتمها بفصلٍ خاصٍ بتقييمها وذكر منجزاتها المتفردة .
ويقول الباحث الماجدي، إن “الإنسان اليمنيّ صنع حضارة عظيمة واستطاع أن يقدّم، في سبيكة واحدة متقنة السبك ، الكثير من المتوازيات أو المتناقضات التي جمعها بعبقريةٍ نادرة، فهي حضارة خضراء بين الصحارى والبحار، وبين الممالك والقبائل ، وبين المدن والقرى، وبين العبادات القديمة والتوحيدية، وبين الزراعة والتجارة، وبين التوق لتوسيع نفوذها والإنكماش على ذاتها ، حضارة سادها توتّرٌ خلاّقٌ أنتج ، في جدله، حلولاً جديدة تنمُّ عن عبقريةِ شعبها وقدرته على التكيّف والإبتكار “.
وقد استعان الكاتب بأفضل وأكثر البحوث العلمية أكاديمية، وكانت رسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه عن اليمن عوناً له على تقديم صورة علمية عن هذه الحضارة، لافتاً إلى ابتعاده عن جميع المرويات الدينية والتاريخية بسبب عدم دقتها، وكانت الآثار فقط هي سبيل الكاتب للبحث حول الحضارة اليمنية القديمة.