ثورة سبتمبر هي شعلة من نور تتوهج في وجدان المتطلعين للحرية والكرامة , والطامحين للدولة المحترمة الضامنة للمواطنة , نورا تعرض الأعاصير لم يفل , ولازال هذا النور يعيش في وجدان شعب , يحاول ان يكسر كل الحواجز التي تحاول ان تعترض نور سبتمبر , وتعيق اضاءة هذا النور للمسار الثوري , ليحقق أهدافه , وتحقيق طموحات المتطلعين بالحرية والكرامة والمواطنة , وتضع الثورة مولودها المنتظر الدولة الوطنية .
هي فكرة والفكرة لا تموت ,هي كالروح باقية لا تفنى ,تحمل على عاتقها امل الناس في الخلاص , فيها مبادئ ذلك الخلاص , قد تعترضها منافع ,اوجاع والام , سماتها اصيله حيث يعلو فيها الحق وإن كان ضعيفا , ويزهق الباطل وان كان قويا .
والفكرة تحمل في داخلها التحدي والإرادة التي لا تعرف المستحيل, والانطلاقة التي لا تضع للحسابات المادية والنفعية أي اعتبار.
فكرة الثورة هي امانة يحملها ثائر , يقاوم من اجلها الى الرمق الأخير، ويقدم روحه من أجلها , تتعرض للفشل , وتتعلم منه وتنهض, والفشل خيرا من الاستسلام للعدو والرضوخ والارتهان والتبعية , والخيانة لعنة أبدية .
لم تكن سبتمبر يوما عابرا , بل يوما من الدهر لم تصنع اشعته شمس الضحى بل صنعناه بدماء طاهرة , وايدي بيضاء , وعقول ناصعة, وطموح وتطلع للعلاء , يوما من المستحيل ان لا يثمر , رغم كل المؤامرات .
فالثورة فكرة تتخمر في العقول, وتبقى جذوتها مشتعلة لا تخبو لعلها تتقد يوما نارا ملتهبة تحرق الاستبداد والظلم والقهر , وكل محاولات اغتيال فكرة الثورة, ومحاولات تدميرها او تشويهها , لتفسح المجال للضلال والرداءة , واي أفكار بالية رفضتها سبتمبر وأكتوبر العظيمتين .
لن يستطيع البغاة مهما كانت قوتهم وجبروتهم , ان يقدموا بديلا ل 26 سبتمبر التي ظلت 60 عاما تتخمر في وجدان الإنسان اليمني في الشمال والجنوب, وتسكن الذهنية العامة للوطن ,لن يستطيع الحوثي اقناع ذلك الرجل البسيط ان سبتمبر هي 21 الصورة المزورة , وظل يردد امام كاميرا المسيرة 26 سبتمبر , والمذيع يكرر 21, 21, والمواطن البسيط وحوله مدججين بالسلاح والتعصب الامامي الكهنوتي, وهو يردد 26 سبتمبر , فكرة لا تستطيع أي قوة تنتزعها من وجدان هذا المواطن, فكرة تعيش في ذهنية مجتمع بحاله 60 عاما, توارثها أجيال , ومن الصعب ان يخذلوها , سوى اقتنع الحوثي او لم يقتنع .
وهكذا بالنسبة للمشاريع الأخرى التي تريد ان تدمر سبتمبر وانجازاتها على مستوى الجنوب والشمال, ستبقى ثورة 14 أكتوبر هي امتداد للفكرة ذاتها , وشكلا معا ثورتي الوطن الكبير, وتعرض معا للمؤامرة التي تحاول إجهاض مولود الثورتين وهي الدولة الوطنية , التي تتعرض اليوم لمؤامرة الخارج واذنابه بالداخل .
ستبقى سبتمبر الفكرة الحقه التي تقاوم للخلاص , من الظلم والقهر والاستبداد والطغيان , تقاوم الارتهان والتبعية, والتدخلات الخارجية, الإقليمية والدولية, وتحمل في احشائها مولودها المنتظر الدولة الوطنية, دولة المواطنة والحريات والكرامة والعدالة, والبقية هم الطرف الاخر , الفكر الضال, والباطل الذي يتصدى ويعيق نهضة اليمن وتطوره, حريته وكرامته وعزته, وتقدمه , بالضرورة ان تنتصر سبتمبر , لأنه انتصار للحق ضد الباطل ان الباطل كان زهوقا .