وسط مساعٍ دولية مكثفة.. هل اقترب اليمنُ من السلام؟ (تقرير خاص)
يمن مونيتور/ من إفتخار عبده
مع استمرار الحرب منذ نحو ثماني سنوات، تتواصل الجهود الدولية والأممية الرامية لوقف الصراع الذي خلف واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم.
يرى البعض أن هذه المساعي تزيد الوضع في اليمن سوءًا وتعقيدًا فيما ينظر البعض الآخر بعين الأمل تجاهها.
هل سيجد الشعب اليمني من هذه المساعي نتائج إيجابية تخرجه من المأساة التي يعيشها في ظل الحرب والغلاء المعيشي وهل يمكن للسلام أن يتحقق في اليمن؟
يقول نبيل البكيري/صحفي وباحث “لا شك أن حديث السلام في اليمن أصبح مملًا ومضحكًا في الوقت نفسه، وفي حقيقة الأمر ليس هناك مسائل جادة لإحلال السلام، نحن الآن في السنة الثامنة من الحرب، ودخلنا مرحلة هدنة اللا حرب، اللا سلم، وهي استمرار لمرحلة ثماني سنوات من هذه الحال التي طال أمدها”.
وأضاف البكيري لـ” يمن مونيتور” كل الجهود التي تقال إنها من أجل السلام في اليمن، هي ليست من أجل السلام، إنها في حقيقة الأمر جهود لمصالح دولية تسعى للحفاظ على هذه المصالح واستدامة هذه المصالح على حساب تمزق الشعب اليمني، وعلى حساب الدولة اليمنية وعلى حساب الوحدة وكثير من المنجزات التي حققها اليمنيون على امتداد السنوات”.
وتابع ” لا المجتمع الدولي معنيٌ بالسلام في اليمن ولا الإقليم معني بالسلام في اليمن، السلام اليوم أصبح المعني الرئيسي به هو المواطن اليمني، المواطن الذي اكتوى بنار هذه الحرب، واكتوى بنار اللعبة الإقليمية والدولية التي حولت اليمن إلى ساحة حرب”.
وواصل”كل الأطراف وخاصة الطرف الذي أشعل هذه الحرب وهي جماعة الحوثي الانقلابية ليست في وارد السلام؛ لأنها جماعة لا يمكن أن تعيش بدون حرب، هي جماعة نشأت بالحرب وستظل في الحرب ولا نهاية لها إلا بالحرب”.
ووضح أنه” إن افترضنا ذهاب الجميع للسلام بقرار دولي فإن هذا السلام لا يعني اليمنيين في الداخل بقدر ما يعني الأطراف الإقليمية فاليمنيون في الداخل هم الذين سيقررون هذه الحرب؛ لأنه لا يمكن لهذه الجماعة أن ترفع يدها عن انتهاك حرية الناس وكرامتهم وترويعهم وسرقة مقدراتهم ومصادرة حقهم في الحياة”.
وبين البكيري أنْ سوف” تستمر دوامة الحرب بشكل أو بآخر وبالتالي سيكون مطلب السلام هو مطلب تعجيزي أو هو مطلب مضحك في الوقت ذاته؛ لأنه ليس هناك مقدمات حقيقية لهذا السلام كاستعادة الدولة، كتقديم مبادرة حسن النوايا لكل الأطراف”.
وأكد أن “كل هذا يغيب وخاصة أن المجتمع الدولي اليوم أصبح يرعى ويدلل المليشيات على حساب الدولة وعلى حساب مؤسسات الدولة شمالًا وجنوبًا”
واختتم” مطلب السلام مطلب حقيقي لكن الحديث عن السلام اليوم أصبح مضحكًا لا يقدم حلولًا بقدر ما يصنع محطات لمزيد من الحرب ومحطات لمزيد من الدماء التي يفترض أن يقف نزيفها في هذه المرحلة”.
في السياق ذاته يقول شكري حسين/ صحفي” لا أتصور أن يتحقق سلام دائم وشامل في اليمن، طالما والأمم المتحدة، الراعية لتلك الجهود، لا تتعامل بجدية وحزم مع طرفي النزاع في اليمن وخاصة مع الحوثيين”.
وأضاف حسين لـ”يمن مونيتور” الحوثيون أظهروا فيما مضى من هُدن سابقة عدم احترام وتقدير للاتفاقات التي يوقعونها؛ بل وعدم مبالاة حتى بالقرارات الأممية ذاتها”.
وتابع “على الرغم من أن شروط واتفاقات الهُدن الثلاث السابقة، تصب مجملها لصالح الشعب ورفع معاناته، من خلال الوصول السلس لبعض شحنات الوقود إلى ميناء الحديدة لتخفيف النقص الحاد في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون وتيسير بعض الرحلات الجوية التجارية من صنعاء، ودفع رواتب الموظفين وفتح المعابر والطرقات خصوصا في محافظة تعز”
وواصل” إلا أن الحوثيين يمارسون عادتهم فيما هم ملزمين بتنفيذه، دون أن يكون هناك موقفًا حازمًا من قبل الأمم المتحدة ومبعوثها الذي لا يزال يتماهى وطلبات الجماعة الانقلابية غير المشروعة وغير المقبولة من قبل الحكومة الشرعية”.
وأشار إلى أن ” بناء الثقة بين طرفي النزاع لا يزال بعيدًا ونقاط الالتقاء ستظل متفرقة، في حال استمرت الأمم المتحدة على النهج ذاته، المحابي للمليشيات الحوثية وعدم قدرتها على إلزامها بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه”.
وبين أن” التسوية السياسية الشاملة في البلاد وإنهاء الصراع بشكل كامل، ستظل مجرد أمنيات تراوح مكانها وتدور في حلقة مفرغة”.
بدوره يقول المواطن، عبد المجيد الوصابي” اليمن اليوم تعيش حربًا مستمرة ولا توجد أي مؤشرات السلام في اليمن على الإطلاق، وإن كانت هناك مساعي دولية فهي مجرد وهم لا أكثر”.
وأضاف الوصابي لـ” يمن مونيتور” الأطراف السياسية في اليمن تسعى نحو الحكم والسطو والسيطرة على مقدرات البلاد من نفط و موانئ وجزر… والطرف الذي يسعى وراء إقامة دولة لا يتم دعمه بالشكل المطلوب”.
وتابع ” في الحقيقة ليس هنالك طرف يعمل بجدية لصالح الشعب، فالشعب اليوم ما يزال يتجرع ويلات الحرب والحصار حتى في زمن ما يسمى بالهدنة الوهمية، اليوم الشعب يتجرع مرارة الحرب السياسية والاقتصادية وهو ضحيتهما معًا”.
وواصل الوصابي حديثه لـ” يمن مونيتور” الأمم المتحدة عملها في اليمن هو إشعال فتيل الحرب وإن كان هذا الأمر مغلفًا بالسعي وراء السلام لليمن، فما نجده في أرض الواقع عكس ذلك تمامًا”.
وأوضح أن ” الضحية في الأول والأخير هو المواطن اليمني المستضعف الذي بالكاد يحصل على لقمة العيش والكثير منهم لا يجدها وكلما مر الوقت تزداد مأساته وتكثر عليه المصائب”.