هل أثر قرار إلغاء الاختبار الوزاري للمرحلة الأساسية على تعليم الطلاب؟ معلمون يجيبون
يمن مونيتور/ من موسى المليكي
بعد أكثر من ثلاثة أعوام على إلغاء الاختبارات الوزارية للشهادة الأساسية (الصف التاسع) من قبل وزارة التربية والتعليم في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الخاضعة للحكومة الشرعية، يخوض معلومون وتربويون في فوائد وسلبيات القرار، ويرى البعض أنه فقد العملية التعليمية إحدى حلقاتها التقويمية لتبقى العملية التعليمية محصورة بمرحلة تقويمية مركزية واحدة متمثلة بالثانوية العامة.
وقبل أكثر من عقدين، ألغيت الاختبارات الوزارية للشهادة الابتدائية التي كانت تجرى في الصف السادس، حين دمجت المرحلتان الابتدائية والإعدادية في مرحلة واحدة سميت بالأساسية وبقيت الاختبارات الوزارية عند الصف التاسع..
وفي عام 2018/2019 ألغيت الاختبارات الوزارية عن طلاب الصف التاسع وألحقت بسابقاتها من السنوات تجرى على مستوى المدرسة، ليمضي الطالب 11 سنة دون اختبار مركزي من الوزارة حتى يصل إلى الصف النهائي متمثلا في ثالث ثانوي.
لكن مسؤولين في مكاتب التربية والتعليم في محافظات عدن ولحج وتعز قدموا وجهات نظر مختلفة حول القرار، بين مؤيد ومعارض، تحضر فيها الظروف المعيشية للمواطنين وضعف إمكانات وزارة التربية والتعليم ومكاتبها في ظل ظروف الحرب كمبرر رئيسي وحاجز كبير أمام أي نقاشات حول سلبيات القرار.
إلغاء الوزاري.. أفضل!
وقال مدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة لحج فهمي عبدالله لـ “يمن مونيتور” إنه يعتقد أن عملية إلغاء الامتحانات الوزارية للصف التاسع في الوضع الحالي أفضل خيارا لعدة اعتبارات.
وأضاف بأن أبرز تلك الاعتبارات الصعوبات المالية التي تعاني منها الوزارة وكذلك الوضع المعيشي لدى ولي أمر الطالب خصوصا أن كثيرا من الطلاب في المناطق الريفية يحتاج ولي أمره إلى وسيلة مواصلات لنقله إلى مراكز الامتحانات.
ويرى أن الأمر مثقل لكاهل كثير من الأسر التي تحتاج كثيرا ًمن المصاريف الأخرى لتوفير بعض الاحتياجات للطالب وخصوصاً مع الأوضاع المعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد.
وأشار إلى أنه بدون إلغاء الاختبار الوزاري، ومع عدم قدرة الوزارة على فتح مراكز امتحانية على مستوى كل مدرسة فيها الصف التاسع، فإن ذلك يعني أن كثيراً من المتقدمين والمتقدمات لأداء الامتحانات قد يتغيبون عنه لعدم قدرتهم على الانتقال إلى مراكز امتحانية بعيدة.
خطوة صحيحة.. تحت التجريب
مدير عام الاختبارات بمكتب التربية والتعليم بمحافظة عدن “أبوبكر العدني” أرجع إلغاء الاختبار الوزاري للشهادة الأساسية “للتخلص من الأعباء الاقتصادية والنفقات المالية التي تحتاج لها الاختبارات الوزارية”.
وقال في تصريح لـ “يمن مونيتور” إن الوزارة رأت أن “إجراء اختبارات الشهادة الأساسية مع مراحل النقل خطوة صحيحة للنهضة بالتعليم بخلاف ما يصاحب اختبارات الوزارة من غش”.
وأضاف بأن إلغاء الاختبار الوزاري في نظره تجريبية ويجب أن يوضع لها فترة زمنية محددة لا تزيد عن 10 سنوات تخضع بعدها للتقييم خلال الفترة المحددة للحكم على نجاحها أو فشلها.
ويقول العدني، إنه من المهم الاستمرار فيها لأن اختبارات النقل أصبحت منضبطة وصارمة أكثر من الاختبارات الوزارية.
قرار سيادي
ويذهب نائب مدير الاختبارات بمكتب التربية والتعليم بمحافظة تعز العرومي عزي إلى أن هناك إن هناك فرقا بين القرارات السيادية للدولة وقرارات السلطة المحلية.. وهذا القرار سيادي..
والاجراء إلى تعطل الدستور وانقسام الدولة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد، إضافة لسبب جوهري يتمثل في عدم توفير الإمكانيات المالية.
الوزاري أفضل
لكن مدير الاختبارات بمديرية “صبر الموادم” بمحافظة تعز “امين المحيا” يخالف العدني في رأيه إذ يؤكد أن إجراء الاختبارات الوزارية لطلاب الصف التاسع كانت أفضل لأنها تجعل الطالب يجتهد أكثر ويشعر أنه أنهى مرحلة التعليم الأساسي بجدارة.
وشدد المحيا في حديثه لـ”يمن مونيتور” على ضرورة إعادة اختبار الشهادة الأساسية وعمل اختبار وزاري يتكون من نماذج في الفصل الواحد وكذلك توفير المناهج الدراسية من بداية أول أسبوع دراسي وتوفير الإمكانيات اللازمة لتجهيز الاختبارات.
أمور ذات أولوية
ويذهب العدني نحو قضايا ذات أولوية ويجب النظر إعادة النظر فيها أكثر من إعادة الاختبار الوزاري للصف التاسع.
وأكد على ضرورة الاهتمام بالمعلم والرفع من مستواه الاقتصادي حتى يتفرغ للعطاء والبناء للأجيال وكذلك توفير الكتاب المدرسي للطلاب لأنه أصبح العائق الأكبر في التحصيل العلمي في مختلف المراحل التعليمية.
كما شدد على ضرورة عقد دورات تدريبية للمعلمين لمواكبة الحضارة بكل جوانبها ومعارفها بحيث لا يبقى متقوقعاً على حالته التي أصبحت قديمة ولا تواكب العصر.
مميزات وعيوب إلغاء الاختبار الوزاري.
يرى البعض أن هناك مميزات وعيوبا لإلغاء الاختبارات الوزارية للشهادة الأساسية مع ما تعيشه البلاد منذ انقلاب الحوثيين على الدولة ويرى الأستاذ عبدالله محمد غالب الذي يعمل مدير الاختبارات في فرع مكتب التربية والتعليم بمديرية جبل حبشي تعز أن هذا الموضوع له مميزات وعيوب سوى بالطريقة الأولى او الثانية واعتقد الطريقة الأخيرة هي الأفضل ومناسبة في ظل هذه الظروف التي تمر به البلاد.
وأضاف عبدالله أن المميزات للوضع الأول لا تصلح إلا في ظل وجود دولة قوية وإمكانيات مالية شاملة ويكون الوضع الاقتصادي قويا جدا وأما الطريقة الثانية هي الأنسب لأنها تتماشى مع الوضع الحالي.
وفي سياق متصل توجد حالة من الاستياء في أوساط غالبية أولياء الأمور لقرار إلغاء الاختبارات الوزارية للشهادة الأساسية، بحجة أنها تقلل من اهتمام الطلاب والطالبات بتحسين مستواهم الدراسي على حدا سواء، ويجعل تخرجهم من المرحلة الأساسية حدثا عاديا وليست مرحلة تحديد مستوى المراحل التعليمية السابقة.
ويفيد الأستاذ صادق المليكي وهو يعمل في السلطة المحلية أن إلغاء الامتحانات الشهادة الأساسية فكره غير ناجحة وهي أول سبب في تدهور التعليم باليمن، كون الطالب يظل مهملا لتعليمه ولا يأبه وكذلك مدربي الفصول الأساسية لكونه يعتبر قارب نجاه له حتى بسيال عن مخرجات التعليم.
ويضيف المليكي: القرار يعني أن التعليم الأساسي المتوسط بمعنى سادس أو الصف التاسع، لا يستفيد منه الطالب وهو سبب من اسباب تحطمه وإهماله في المرحلة الثانوية: مؤكدا في الوقت ذاته على أهمية إعادتها لتقويه الطالب وتشجيعه وإلزام المدرسين بإعطاء الطالب كافة الدروس المقررة وزاريا لكي يكتسب الطالب شجاعة الاعتماد على نفسه وإزالة الخوف منه لما بعد المرحلة.
ويفيد أن الاختبار الوزاري يمنح الطالب أول وثيقة وزارية رسمية بتعليمه وحصوله على المؤهل الدراسي ووثيقة رسمية للحصول بطاقة شخصية أو جواز سفر لإثبات هويته التي دائماً يواجه الطالب أو البالغ في العمر أي سن البلوغ صعوبة إذا لم يستطع استكمال تعليمه وحصوله على فرصة عمل فالاختبار والوثيقة مهمة جدا.
ويختتم تصريحه قائلا: الكل يطمح في إعادة نور التعليم إلى ما كان عليه سابقاً الذي كان يصل الطالب إلى الصف السادس وهو يجيد القراءة والإملاء التي أصبح يعاني منها خريجو الثانوية العامة بسبب إهمال الجهات المعنية بالتعليم الذي قد يؤدي إلى انتشار الأمية بين فئة الشباب لأن بالتعليم تبنى الأمم والأوطان.