التحالف العربي في اليمن.. تحديات ما بعد تحرير المدن من الحوثيين
كثف التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية ضرباته الجوية مستهدفا معسكرات ومراكز قيادة لمسلحي تنظيم القاعدة في محافظات لحج وأبين وشبوة وحضرموت، خلال الأيام القليلة الماضية، مخلفا العشرات من القتلى والجرحى في صفوف التنظيم. يمن مونيتور/ خاص/ من خالد الشودري
كثف التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية ضرباته الجوية مستهدفا معسكرات ومراكز قيادة لمسلحي تنظيم القاعدة في محافظات لحج وأبين وشبوة وحضرموت، خلال الأيام القليلة الماضية، مخلفا العشرات من القتلى والجرحى في صفوف التنظيم.
وحسب مراقبين، فإن الوقت قد حان لتدشين مرحلة تطهير المدن المحررة من الجماعات المسلحة والمتطرفة بعد تحريرها من مليشيا صالح والحوثي، كونها تقوض عمل الدولة وتعمل كوجه آخر لإرهاب تلك المليشيات.
ضربات التنظيمات المتطرفة لم تتوقف لزعزعة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة والتي غالبا ما تصب لصالح الانقلابيين سياسياً واضعاف موقف الحكومة الشرعية وقدرتها فيما يتعلق بملف محاربة الإرهاب.
وتستغل التنظيمات المتطرفة ضعف الدولة وانشغالها في مواجهة انقلاب مليشيا صالح والحوثي والفراغ الذي أحدثه الانقلاب، لتوجيه ضربات مباغتة بين الحين والآخر لإثبات وجودها ومحاولة سيطرتها على بعض المناطق.
وكان محافظ عدن، اللواء عيدروس الزبيدي، قد اتهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بالوقوف خلف الاغتيالات والهجمات الانتحارية بالسيارات المفخخة التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن الجمعة الماضية.
وقال الزبيدي في تصريح صحفي تلقاه (يمن مونيتور) إن “تلك الهجمات تهدف لتقويض النجاحات التي تحققت في العاصمة المؤقتة عدن بالتعاون مع قوات التحالف العربي ولجهود تطبيع الحياة وعودة الأمن والاستقرار إلى عدن”.
الزبيدي توعد منفذي الهجمات والداعمين لها بـ”العقاب الرادع، طال الزمن أم قصر”. وتنشط الجماعات المتطرفة في المحافظات المجاورة لعدن في محافظتي لحج وأبين تحديدا.
ويرى نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة أكتوبر للصحافة والنشر الرسمية “عبدالرقيب الهدياني” أنه لا معنى لكل الانجازات التي تحققت بتحرير المحافظات الجنوبية طالما وهي غير مستقرة أمنياً.
وأشار الهدياني في حديثه لـ(يمن مونيتور) إلى “ظهور تحدٍ خطير، يتمثل بالجماعات الإرهابية، وهو ما دفع بالحكومة الشرعية وقوات التحالف لتكثيف ضرباتها لغرض التطهير بعد التحرير والتصدي للإرهاب، وهو ما ظهر خلال الأيام الأخيرة الماضية من خلال الضربات الجوية على مواقع الارهابيين في عدن ولحج وابين وحضرموت”.
ولا يستبعد “الهدياني” وجود “ضغوط دولية تمارس على الحكومة الشرعية والتحالف بسبب تنامي نشاط الارهاب في أربع محافظات مهمة، وتقع على الممر الدولي، بل واتخذها الانقلابيون في صنعاء ذريعة للتشكيك بالشرعية والتحالف واستدعاء التدخلات الدولية فكان لزاما ان تسقط هذه الورقة التي يستخدمها الانقلابيون ويدعمونها”.
ولفت إلى “قيام تحالف اسلامي لمكافحة الارهاب تقوده الرياض وهذه العمليات الحربية قد تندرج في صلب مهامه”.
من جهته يرى الكاتب والمحلل السياسي “فؤاد مسعد” أن “هذا التطور يأتي في سياقه الطبيعي، إذا ما أدركنا أن الهدف من عمليات التحالف هو دعم الشرعية ضد أي قوى سياسية أو عسكرية تنازعها السلطة”.
ويضيف مسعد لـ(يمن مونيتور)، لذلك فإن “المعركة واحدة والهدف واحد، فالجماعات المسلحة أياً كان اسمها وصفتها باتت أكبر خطر يهدد الأمن والاستقرار في هذه المحافظات وفي مقدمتها العاصمة المؤقتة عدن”.
واستدرك بالقول “إن العلاقة متبادلة بين تأخر الحسم العسكري في المناطق التي لاتزال تحت سيطرة مليشيا صالح والحوثي، وتوسع انتشار هذه الجماعات، فكلما تأخر الحسم زاد نشاط الجماعات والمجموعات المسلحة، وبالمقابل فكلما زادت عمليات تلك الجماعات تأخر الحسم”.
وشدد على فاعلية تلك الضربات لصالح استعادة حضور الدولة وتوسيع نطاق سيطرتها على حساب تلك المجموعات التي باتت تحكم سيطرتها على عدد من المناطق”، لافتاً إلى “ضرورة دعم الحكومة لعمليات التحالف بكل ما أوتيت من وسائل وإمكانات حتى يحقق هذا العمل أهدافه”.
وعلى الرغم من تحرير عدن وعدد من المدن من قبضة الحوثيين وقوات موالية للرئيس السابق، إلا أن التحدي الأمني ما يزال قائماً، فهي تشهد بين حين وآخر اغتيالات تطال قيادت أمنية وعسكرية وقادة المقاومة، غالباً يتبناها تنظيم مسلح يطلق على نفسه “الدولة الإسلامية” داعش.