احتدام الخلافات بين إيران والقوى الدولية بشأن الاتفاق النووي
يمن مونيتور- رويترز -الأناضول
تصاعدت الخلافات، يوم السبت، بين إيران والدول الأوروبية بشأن العودة إلى الاتفاق النووي، حسبما كشفته تصريحات وبيانات متبادلة.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن إيران رفضت بياناً أصدرته فرنسا وبريطانيا وألمانيا، السبت، وقالت فيه إن مطالب طهران تهدد محادثات إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى العالمية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن البيان «غير بناء»، مضيفاً «ننصح الدول الأوروبية الثلاث بلعب دور أكثر فاعلية في ما يتعلق بتقديم حلول لإنهاء الخلافات القليلة المتبقية»، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الحكومية.
وكانت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، قالت في بيان مشترك السبت، “لدينا شكوك في التزام إيران بإحياء الاتفاق النووي”.
وأضافت: “تفاوضنا نحن حكومات فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة مع إيران، بحسن نية، منذ أبريل/ نيسان 2021، لاستعادة خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، وتنفيذها بالكامل”.
وأشار البيان المشترك إلى أن “إيران طالبت مؤخرا بتغييرات إضافية نقلتنا إلى أقصى حد لمرونتنا”.
وأردف: “لسوء الحظ، اختارت إيران عدم اغتنام هذه الفرصة الدبلوماسية الحاسمة، وبدلا من ذلك، تواصل تصعيد برنامجها النووي بطريقة تتجاوز أي تبرير مدني مقبول”.
وتابع أنه “مع الاقتراب التوصل إلى اتفاق، أعادت إيران فتح قضايا منفصلة تتعلق بالتزاماتها الدولية الملزمة قانونا بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) واتفاقية الضمانات الخاصة بها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية المبرمة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
واعتبر البيان أن “هذه المطالب الأخيرة تثير شكوكا جدية في نية إيران وتصميمها على تحقيق نتيجة إيجابية بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة”.
“أوروبا تحتاجنا”
وقال مستشار الوفد الإيراني في مفاوضات فيينا محمد مرندي، في وقت سابق السبت، إن الدول الأوروبية بحاجة إلى إحياء الاتفاق النووي أكثر من طهران “بسبب حاجتهم للغاز”، مشيراً إلى أن بلاده “تبيع غازها ونفطها، وقادرة على الحصول على الموارد المالية”.
وأضاف في تصريحات إعلامية أن إيران “جاهزة لتوقيع الاتفاق”، مشيراً إلى أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا لا تريد إغلاق تحقيق “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” الذي وصفه بأنه “مسيس”، مضيفاً: “لا يمكننا الثقة بالأميركيين والأوروبيين”.
وقال مرندي أنه “كلما تأخر الاتفاق كلما زادت المشكلة لدى أوروبا التي تريد الغاز مع اقتراب فصل الشتاء”.
واتهم المستشار الإيراني الدول الثلاث باتباع سياسات أي رئيس يدخل البيت الأبيض، مؤكداً أن طهران لم تكن الطرف الذي انتهك الاتفاق وانسحب منه، وذلك في إشارة إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
من جهته، قال المندوب الروسي في المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف إن البيان الأوروبي يأتي في “توقيت غير مناسب”، مضيفاً عبر “تويتر” أنه جاء في “لحظة حرجة” بالنسبة لمحادثات فيينا، وقبيل اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
فجوة قائمة
وقبل أيام، قالت واشنطن إنها تلقت من خلال الاتحاد الأوروبي الرد الإيراني على ملاحظاتها بشأن مسودة الاتفاق النووي، ووصفته بأنه “غير بناء”.
وقال متحدث الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، إن “الجواب الإيراني لم يضعنا على طريق إحياء الاتفاق النووي، والفجوات ما زالت قائمة”.
وفي أغسطس/ آب المنصرم، قدم الاتحاد الأوروبي اقتراح تسوية “نهائيا”، داعيا طهران وواشنطن للردّ عليه، أملا بتتويج المباحثات بالنجاح.
ومنذ شهور، يتفاوض دبلوماسيون من إيران وواشنطن و5 دول أخرى في العاصمة النمساوية فيينا، بشأن صفقة إعادة القيود على برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية التي أعاد فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعد انسحاب بلاده من الاتفاق في مايو/ أيار 2018.