“هفوات” الإعلام السعودي.. نقطة التقاء مع الخطاب الإيراني
قبل أيام، وجه إعلاميون وناشطون يمنيون حملة انتقاد واسعة لصحيفة “عكاظ” السعودية، على إثر (مانشيت) عريض في صفحتها الأولى وصفت فيه عملية تبادل الجندي السعودي الأسير بسبعة مسلحين حوثيين بأنها: عملية تبادل “جندي سعودي” بسبعة “يمنيين”.
يمن مونيتور/ خاص/ من هشام المسوري
قبل أيام، وجه إعلاميون وناشطون يمنيون حملة انتقاد واسعة لصحيفة “عكاظ” السعودية، على إثر (مانشيت) عريض في صفحتها الأولى وصفت فيه عملية تبادل الجندي السعودي الأسير بسبعة مسلحين حوثيين بأنها: عملية تبادل “جندي سعودي” بسبعة “يمنيين”.
يرفض غالبية اليمنيين صيغة الخطاب الذي تضمنه (مانشيت عكاظ)، كون الحرب الدائرة ليست حرباً يمنية سعودية، وإنما حرب يمنية تقودها السلطة الشرعية لاستعادة الدولة اليمنية من قبضة المليشيات الانقلابية بإسناد عربي عبر التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، التي باتت مصالح أمنها الإقليمي في مرمى الخطر الإيراني المباشر، بعد تنامي دور وكلاء إيران في اليمن، وبالتالي دخول عامل التحالف العربي جاء مساندًا لحرب الشرعية اليمنية ضد المليشيات المدعومة إيرانياً.
تعمقت إيران في اليمن والهدف الرئيس لها هو السعودية وأمن الخليج، وبلغ النفوذ الإيراني ذروته في اليمن، عند استكمال سقوط الدولة اليمنية في قبضة تحالف الانقلاب تحت الرعاية الإيرانية، ومن هنا تتحدد صورة الخطر على أمن السعودية في هيئة تحالف طرفي الانقلاب، وليس في هيئة اليمن.
غير أن الأخطاء تتكرر في الخطاب الإعلامي السعودية إزاء ما يجري في اليمن، ولم تتوقف تلك الأخطاء على مساحة التناول الإعلامي، وإنما جاءت الأخطاء هذه المرة في صيغة الخطاب الرسمي السعودية.
فوكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) نقلت عن بيان للتحالف، اليوم الإثنين، أن “قوات التحالف تتسلم 9 سعوديين مقابل الإفراج عن 109 يمنيين”.
بيان التحالف، بحسب وكالة الأنباء السعودية، يتعاطى مع صفقة تبادل الأسرى وكأنها بين السعودية واليمن، وليس بين التحالف العربي الذي يعتبر اليمن والسعودية جزءاً منه من جهة، وبين المليشيات الانقلابية (الحوثي والمخلوع) من جهة أخرى.
هل هي مجرد أخطاء إعلامية، أم ان السعودية ترى الحرب بصيغة تعبير بيان التحالف التي تحمل إيحاء بأنها حرب يمنية سعودية؟
تتحدث بيانات وتصريحات ومواقف السعودية عن حرب يمنية ضد الانقلاب المدعوم من إيران، بقيادة السلطة الشرعية وبإسناد من السعودية والتحالف العربي، إلا أن الحديث عن صفقات تبادل أسرى جنود سعوديين بآخرين “يمنيين” يتناسق مع الخطاب الإيراني الذي يتعمد تصوير ما يجري في اليمن، على أنها حرب عدوانية سعودية على اليمنيين.
صيغة الخطاب على هذا النحو الذي يظهر في بيان دول التحالف العربي حول صفقات تبادل الأسرى بين السعودية والمليشيات الانقلابية المدعومة إيرانياً، تعطي الانقلابيين الحوثيين شرعية تمثيل اليمنيين، وتصنف جميع اليمنيين ضمن المليشيات الحوثية.
إن الاستمرار في هذه الصيغة، لا شك، يعزز في الذهنية، ما يسعى إليه الخطاب الإيراني، من أن الحرب الدائرة في اليمن إنما هي حرب ثنائية تمثل السعودية فيها طرف معتدي، واليمن الطرف الآخر المدافع، فضلاً عن التقاء هذا الخطاب بلغة المنظمات الدولية الإنسانية التي تدين ما تسميها “جرائم الحرب السعودية بحق اليمنيين”.