هي فرقة من فرق الاسطول الأمريكي الخامس، وهي قوة المهام البحرية المشتركة المختصة امنيا بمنطقة البحر الأحمر الواقعة ما بين باب المندب وقناة السويس غربا، وكذا منطقة بحر العرب الواقعة ما بين خليج عدن وبحر عمان ومضيق هرمز شرقا، وهي القوة التي اطلقت عقب مؤتمر الامن والتنمية الدولي المنعقد في جدة اثناء زيارة الرئيس “بايدن” باعتبارها بديلة لفكرة ” النيتو العربي” التي رفضها مؤتمر جدة..
مهمة هذه القوة وفق الروايات والتصريحات المتداولة هي الحيلولة دون حدوث اي اختراقات امنية ايرانية لهذه المنطقة الحيوية، وهي مهمة امنية متعددة الأوجه: فهي من جهة اولى تسعى الى تجفيف مصادر دعم مليشيات الحوثي بالسلاح من خلال عمليات التهريب عبر البحر، والذي بموجبه ستفقد المليشيات الحوثية قدرات عسكرية كبيرة على النحو الذي يؤدي الى اضعافها ومن ثم ارغامها على الانصياع للسلام.
ومن جهة ثانية من شانها الحيلولة دون عمليات تهريب السلاح التي تستخدم اليمن ومضيق باب المندب كمنطقة عبور لإيصال الاسلحة الإيرانية عبر مضيق باب المندب وقناة السويس الى سواحل غزة.
ومن جهة ثالثة كونها تختص بمكافحة الإرهاب فضلا عن أنها تهدف لتامين مصالح اقتصادية دولية، واستثمارات نفطية، إضافة الى مهام أخرى
من شانها التحكم بمخرجات النظام الأمني لدول البحر الأحمر والنظام الأمني لدول بحر العرب.
من الواضح ان منطقة باب المندب من البحر الأحمر، وكذا منطقة خليج عدن من بحر العرب ستشكلان كمنطقتي ارتكاز لعمليات هذه القوة، وكل المعلومات تفيد بأن ميزانية هذه المهام الأمنية ستكون كبيرة جداً سواء في التسليح ونشر القوات، أو في مصاريف النقل، كما ان السلاح المستخدم في هذه المهام هو السلاح الأمريكي، وأن القوات الامنية الفاعلة هي قوات امريكية، إضافة إلى قوى امنية اخرى متعددة الجنسيات من كل الشركاء الدوليين والدول الحليفة لأمريكا من كل من دول البحر الأحمر، ودول بحر العرب، ودول المحيط الهندي.
بحسب المعلومات المتوفرة، فإن القيادة الامريكية لهذه القوة لن تستمر أكثر من اشهر قليلة من انطلاقها، وسينتقل زمام القيادة بعد ذلك إلى دولة أمنية محورية حليفة لأمريكا في الشرق الاوسط.
وفي المقابل هناك توقعات من امكانية تجزئة مهام هذه القوات الى محورين:
الأول: محور البحر الأحمر ويمتد نطاق اختصاصه من باب المندب وحتى قناة السويس، وربما يكون بقيادة “مصر”.
الثاني: محور بحر العرب ويمتد من خليج عدن وحتى بحر عمان وصولا إلى مضيق هرمز، وربما يكون بقيادة دولة اقليمية لصيقة ببحر العرب.
بعض المراقبين لا يستبعدون أن تكون الأحدث التي شهدتها محافظة شبوة تأتي ضمن تهيئة المنطقة لهذا الدور القيادي لمحور بحر العرب، الأمر الذي ينبغي أن يشار إليه في هذا السياق بأن اليمن كان في فترة الحرب الباردة ينتمي إلى نظامين امنيين اقليميين في آن واحد، بحكم موقعه الاستراتيجي على مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر ببحر العرب:
الأول: النظام الأمني لدول بحر العرب، ويبدأ من خليج عدن، إلى خليج عمان شرقا، وصولا الى مضيق هرمز في إطار الامتداد الطبيعي للمحيط الهندي… ويتشكل هذا النظام من: اليمن (الجنوب) إضافة إلى الصومال، وعمان، وإيران، وباكستان، والهند.
الثاني: النظام الأمني لدول البحر الأحمر، ويبدأ من باب المندب جنوبا، وصولاً إلى خليج العقبة شمالا، ويتشكل هذا النظام من: اليمن (الشمال) إضافة الى، جيبوتي، واريتريا، والسودان، ومصر، والسعودية، والأردن، وفلسطين (اسرائيل).
لكل نظام من هذين النظامين مصالحه، ومناطق نفوذه التي عادة ما تكون مناطق نفوذ تنافسيه بين النظامين، وهو التنافس الذي قد يؤدي إلى التصادم بين النظامين الأمنيين وتكون النتيجة انفصال النظام الأمني لبحر العرب عن النظام الأمني للبحر الأحمر وبالتالي انفصال اليمن إلى شطرين (شمالي، وجنوبي).
مع انتهاء الحرب الباردة وقيام الوحدة اليمنية انتهت هذه الثنائية الأمنية.
الى الان لا تتوفراي معلومات ولا اشارات تؤكد مدى قبول الإدارة الامريكية بتجزئة مهام القوات المشتركة الى محورين احدهما يختص بالنظام الأمني للبحر الأحمر ، والأخر يختص بالنظام الأمني لبحر العرب..
لكن بعض التوقعات تشير الى عدم قبول الادارة الامريكية بإعادة تجزئة المعادلة الامنية الواحدة في هذه المنطقة الى نظامين امنيين كون ذلك يعد خروجا عن مألوف الثابت الأمريكي الذي ترسخ عقب انتهاء الحرب الباردة وسيادة القطبية الأحادية، حيث كل الإدارات الامريكية ظلت تعتبر ان اجتماع النظامين الأمنيين في هذه المنطقة في سياده واحدة يعد نتيجة طبيعية لانهزام المحور الشرقي السوفياتي في بحر العرب ومن ثم سيادة القطب الواحد الذي تمثله امريكا ..