كتابات خاصة

هل احتفلت عدن بحلفاء إيران؟

ياسين التميمي

نسي الحراكيون، أو أنهم خجلوا، عن أن يرفعوا صورة ثالثة في مهرجانهم المتواضع بميدان الحبيشي بعدن، احتفاء بالذكرى الأولى لانطلاق عاصفة الحزم. نسي الحراكيون، أو أنهم خجلوا، عن أن يرفعوا صورة ثالثة في مهرجانهم المتواضع بميدان الحبيشي بعدن، احتفاء بالذكرى الأولى لانطلاق عاصفة الحزم.
فقد رفعوا علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، الدولة التي لم تعد موجودة أبداً، ورفعوا صورة علي سالم البيض، وكأنه هو الذي طرد الإيرانيين والحوثيين من عدن، وكأنه لا يقيم تحالفاً مع إيران وحزب الله.
لهذا ربما ارتأوا عدم جدوى رفع صور علي خامنئي أو حسن نصر الله، لكنهم أظهروا ازدراء تجاه شعارات الجمهورية اليمنية، يتقدمهم شلال شائع الذي أخذ المنصب والرتبة والمرتب من الجمهورية اليمنية، ومضى يتصرف ضد مبادئ هذه الجمهورية وأهدافها..
استطاعت هذه الجمهورية أن تتخلص من الحكم الجهوي والطائفي، وانفتح الناس على مرحلة جديدة من بناء الدولة على أساس الشراكة والمواطنة، وعلى أساس الاقتسام العادل للثروة المحدودة جداً، إذا كان الأمر يتعلق بالموارد الطبيعية، ولكن في تقديري الثروة الحقيقية تتمثل في العنصر البشري الذي يمكن أن يصنع معجزة اقتصادية في جنوب شبه الجزيرة العربية دون أن يكون مضطراً إلى أن يتشظى إلى دويلات متناحرة لن تستقر أبداً.
كان احتفال عدن طعنة حقيقية في دور التحالف العربي ونزاهته ومقاصده، وقد قام الحراكيون بتوجيه هذه الطعنة، بصفتهم ذراعاً إيرانياً.. قد يلجأ البعض لسوق التبريرات ولنفي صلة الحراك بإيران، ولكن كيف تفسرون وجود صور علي سالم ا لبيض، وكأنه هو الذي قاد التحالف، وأنتم تعلمون أنه منتج سياسي وإعلامي إيراني، وتشهد على ذلك الضاحية الجنوبية لبيروت حيث أقام لفترة طويلة، وأسس البنية التحتية للحراك بدعم إيراني.
لا يزال معظم قادة هذا الحراك يقيمون هناك في الضاحية الجنوبية، وهناك قادة حراكيون موجودون في مناصب مهمة في عدن أيضاً على ارتباط وثيق بالمشروع الإيراني.
كان عليكم أن ترفعوا أعلام دول التحالف وكفى، إذا كانت لديكم حساسية من علم الجمهورية اليمنية، وكان الأمر سيُفهم على أنه مهرجانٌ للتعبير عن الامتنان لهذه الدول، لكن الذي حصل أنكم ورطتم دول التحالف في مشروعكم المشبوه.
دول التحالف تدخلوا بناء على طلب من الرئيس الشرعي للجمهورية لليمنية، ولم يكن يعنيهم ما إذا كان هذا الرئيس من محافظة أبين الجنوبية.
لكنكم أصريتم على أن الرئيس هادي لا يمثلكم وعلى أنكم لم تنتخبوه، مع أنه هو الذي طرد أعداءكم الافتراضيين، وأنا أشك إن كانوا أعداءكم، لكن على الأقل هو الذي جعلكم اليوم قادرين على فرض السيطرة العسكرية والأمنية على مناطق كانت تحت السيطرة الكاملة لجيش المخلوع صالح وميلشيا الحوثي.
هل جاء التحالف ليدعم مخطط الانفصال، أم جاء لإعادة السلطة الشرعية إلى صنعاء ودعم عملية انتقال سياسي في البلاد، تهدف إلى إقامة دولة يستظل بها الجميع على قدم المساواة، وينعمون فيها بالحرية، وتتحقق فيها المبادئ الديمقراطية.
لقد وقعتم في نفس فخ السلوك المزدوج الذي وقع فيه حلفاؤكم في الشمال، حيث تظهرون حماساً للتحالف ولعاصفة الحزم ولكنكم تتصرفون ضد أهدافها، أي أنكم تقولون للعالم إن هؤلاء جاؤوا لكي يرتبوا انفصالاً ناجزاً للجنوب.
وفي صنعاء ترتفع نبرة الانقلابيين بالعداء للتحالف وبالإصرار على مواصلة الحرب، وفي الميدان تجري الاستعدادات والترتيبات لإنهاء الحرب على قاعدة الاستسلام غير المشروط.
هي مدرسة واحدة، مدرسة تقدم دروساً سيئة كثيرة، لكنها فقيرة للدرس الأهم وهو المصداقية والنزاهة والأخلاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى