الوحدة (تي) الإماراتية (1/3).. “عمليات خاصة” و”شراء ولاءات” كيف تدير أبوظبي حربها على مأرب؟ (حصري بوثائق سرية)
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
كشفت وثائق خاصة حصل عليها يمن مونيتور، الوحدة الخاصة الإماراتية التي تستخدمها أبوظبي لإدارة كل أدواتها في اليمن من المجلس الانتقالي الجنوبي، وقوات الساحل الغربي، والقاعدة العسكرية في ميناء عصب بارتيريا، والتي تستخدم في مراسلاتها مؤسسة الهلال الأحمر الإماراتي ومعظم الموقعين على الوثائق هم ممثلين عن الهلال الأحمر في المناطق التي يديرها جهاز أمن الدولة الإماراتي.
ترسل المرسلات إلى الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان رئيس الهلال الأحمر الإماراتي، لكنها في الحقيقة لا تحتوي أي عمليات إنسانية عدا كونها عليات تابعة للمخابرات.
وحسب 53 وثيقة ضمن تقريرين في 2019 و 2020م، للوحدة الخاصة، وتقرير اجتماع خاص لقادة الوحدة الخاصة مع مستشار أمني ولي عهد أبوظبي -في ذلك الوقت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان- فإن الوحدة الخاصة (تي) تضم تحت مضلتها: المجلس الانتقالي الجنوبي، قوات طارق صالح وبعض ألوية العمالقة، الوحدات التابعة لعمار صالح، والقواعد العسكرية الإماراتية ومراكز الاحتجاز في اليمن وارتيريا؛ والأدوات في سقطرى، وفي شبوة. وعدد من الوحدات الخاصة، الأخرى بينها وحدة خاصة بعمار صالح وتخضع لسلطة مباشرة من الإمارات العربية المتحدة.
الوثائق عبارة عن تقريرين سنويين ترسله الوحدة إلى مستشار جهاز أمن الدولة الشيخ طحنون بن زايد، وقيادة جهاز أمن الدولة الأخرين حسب ما أفاد مسؤول في جهاز المخابرات اليمني. وتقرير الاجتماع خاص داخلي سري لهذه الوحدة مع مستشار ولي عهد أبوظبي.
في وثيقة واحدة وقعت الوثيقة في سبتمبر/أيلول2019 من قِبل مبارك سالم المسؤول المالي، صالح الطائي ممثل الهلال الأحمر بسقطرى، محمد الجنيبي مدير الشؤون الإنسانية بالساحل الغربي، سعيد البدواوي ممثل الهلال الأحمر بعد، سعيد علي خميس الكعبي مدير العمليات الإنسانية باليمن.
الجزء الأول من الوثائق نناقش العمليات الخاصة للوحدة (تي) في محافظة مأرب، وفي الجزء الثاني سنناقش النفوذ والعمليات الإماراتية في سقطرى وحضرموت، والثالث العمليات الخاصة والقوات في الساحل الغربي وميناء عصب في ارتيريا.
العمليات الخاصة والتجسس على قوات الجيش في مأرب
قامت الوحدة الخاصة تي (t)، بعدة علميات في مأرب بأوامر مباشرة من المسؤولين الإماراتيين، بينها عمليات في مأرب، وقامت الوحدة على التقرير (2019) بتدريب أربع فرق خاصة، كل فريق مكون من ثمانية أشخاص في مأرب للقيام بمهام رصد مخابراتية. كما منحت بدل سفر وتنقلات لخبراء الأمريكيين لمدة ثلاثة أشهر.
وقالت الوثائق إن جرى “نشر فريق خاص بالاختراق لاتصالات قيادات الاخوان (حزب الإصلاح)، وتأسيس ثلاث مراكز بث اتصالات واختراق لقيادات وضباط جيش الشرعية في محافظة مأرب”.
وتشير الوثائق إلى تنفيذ ثلاث عمليات خاصة (a1.a2.a3 marom) ضد جيش الشرعية في مأرب. لم تحدد أي معلومات حول هذه العمليات.
وقالت الوثيقة إن الوحدة الخاصة قامت بتكوين فريق اعلامي في مهمة استهداف القبائل في محافظة مارب يربط الأعمال الخاصة بهم مرفق في الملحق رقم 4 كشف بأسماء الإعلاميين. يشير الكشف إلى أسماء سبعة وصفوا بالإعلاميين من عدة محافظات ليس بينهم من مأرب.
تشير الوثيقة إلى أنها الوحدة الخاصة t قامت بتنفيذ 23 عملية خاصة من 25 عملية خاصة تم تكليفها بها في محافظة مأرب خلال 2019م، وقالت الوثيقة “نشير لسموكم بأن الرقم 14 والرقم 7 من تلك العمليات (لم يعرف تفاصيلها) من تلك العمليات استطاعا الخروج من عدن إلى محافظة مأرب”.
كانت تحقيقات سابقة قد أشارت إلى اعتماد الإمارات على وحدة عمليات خاصة من إسرائيليين وأمريكيين في الفترة بين 2015-2018م.
وأشارت الوثيقة إلى أنه تم تدريب عدد 34 مجند تدريب استخباراتي عالي ومكثف.
شراء ولاء شيوخ قبائل مأرب
لم تغفل الوحدة عن شراء الولاءات في محافظة، وهو سلوك -كما تشير الوثائق- استمر في معظم المحافظات اليمنية الجنوبية، وأوصت الوحدة (t) بشراء ولاء عدد من 4 الشخصيات القبلية في محافظة مأرب، خاصة قبيلة مراد الذين بدأوا التجاوب مع الوحدة، وهم: الشيخ ناصر التام، الشيخ عبدربه النهمي المرادي، الشيخ ذياب معيلي، والشيخ قاسم عبدالله بحيبح.
وقال التقرير: نقترح تساوقاً مع ضم المشائخ شراء ولاء كلاً من: العميد الركن مراد طريق المرادي، العميد الركن سعيد النعمي المرادي، العميد الركن أحمد سعيد دركم المرادي، العميد حسن غالب الأجدع المرادي.
وتضيف الوثيقة: علماً بأن جميعهم قد أبدو رغبتهم وتفهمهم للعمل معنا تحت توجيهنا لذا نقترح تقديم دعم مالي لكل فرد منهم مبلغ خمسة مليون سعودي لكل فرد كبداية على أن يتم تنفيذ كافة توجيهات سموكم وما يخدم أعمالنا.
ولم يستطع “يمن مونيتور” الوصول إلى من ذكرت أسمائهم للحصول على تعليق على الفور.
في وقت لاحق تم تأسيس قوة عرفت بقوات “سبأ” من محافظة مأرب، وشاركت في المعارك الأخيرة ضد قوات الجيش والأمن في “عتق” بمحافظة شبوة.
"نأمل عطف سموكم في منع المسؤول في الشركة المحلية اليمنية للغاز المسال التي تسيّرها "توتال" ببلحاف بعدم الاحتكاك أو التدخل في ما تقوم به فرقتنا من عميات امداد انابيب الضخ إلى النقطة السرية (b) والخاصة بالسفن".
تقرير كاملاً: https://t.co/6PzQVCaFsT #اليمن #شبوة pic.twitter.com/xrCY7p9hOG— يمن مونيتور (@YeMonitor) August 20, 2022
ومن ناحية أخرى تقترح الوحدة العمل على تفريق تجميع شباب قبائل مأرب الذين يسعون للتصالح مع جماعة الحوثي الإيرانية. كما تقترح الوحدة (t) ضم هاكرز يدعى أمين أحمد ضمن خلايا الإمارات في اليمن ونشرت رقم هاتفه اليمني.
سرقة الغاز في شبوة
تشير إلى الوثيقة -كما يبدو- إلى شبوة في النصف الثاني من عام 2019، لافتة إلى “نقل وحدة عسكرية لحراس الجمهورية إلى جانب عناصرنا من الوحدة الخاصة (t) وبشكل سري إلى ميناء بلحاف في محافظة شبوة”، تملك الإمارات قاعدة عسكرية متقدمة في ميناء بلحاف، والذي كان سبباً للتوتر مع الحكومة اليمنية وصولاً للاشتباك المباشر أكثر من مرة بعد 2019م.
يشير التقرير “نقل قادة القوات الجنوبية من بعض الجزر والقواعد العسكرية الهامة إلى محافظة أبين واحلال ضباط وعسكريين تابعين لقوات العميد طارق صالح محلهم”.
كانت المعارك في محافظات شبوة وابين وعدن على أشدها في فترة صدور التقرير السنوي، ويشير إلى قيام الإمارات بنقل قوات عسكرية ضخمة إلى تلك المناطق حيث تشتعل المعارك ضد الجيش اليمني.
وتكشف الوثيقة عن عملية تزويد بالغاز الطبيعي لفرقة (t) للسفن، من منشأة بلحاف للغاز المسال. تقول الوثيقة “نأمل عطف سموكم في منع المسؤول في الشركة المحلية اليمنية للغاز المسال التي تسيّرها “توتال” ببلحاف بعدم الاحتكاك أو التدخل في ما تقوم به فرقتنا من عميات امداد انابيب الضخ إلى النقطة السرية (b) والخاصة بالسفن”.
لم نتمكن من الوصل إلى “الهلال الأحمر الإماراتي” للرد على الوثائق التي تحمل صفته، والذي يستخدم العمل الإنساني كغطاء لتمرير أهداف سياسية مخابراتية.