أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

“تدني الأجور وتضخم المعيشة” وراء تسرب المعلمين في وداي حضرموت شرقي اليمن (تقرير خاص)

يمن مونيتور / وحدة التقارير / أحمد بارجاء

مع دخول العام الدراسي الجديد في اليمن، يعاني مئات الآلاف من المعلمين اليمنيين، ظروف معيشية صعبة، رافقها تضخم كبير في المعيشة بفعل انهيار العملة الوطنية، وتدني في الأجور، ما اضطر العديد من المعلمين في وادي وصحراء حضرموت شرقي البلاد، إلى لإيجاد مصادر بديلة للدخل لإعالة أسرهم في حين واصل آخرون مطالباتهم للسلطات الحكومية بتحسين مرتباتهم ومعالجة أوضاعهم ملوحين بالإضراب والانقطاع عن التدريس.

ويحذر مراقبون، من أن تجاهل الحكومة اليمنية ووزارة التعليم، لمطالب المعلمين، في تحسين مرتباتهم ودفعها بشكل منتظم، إلى الانهيار التام في قطاع التعليم والتأثير على ملايين الأطفال اليمنيين، خاصة الفئات الأكثر تهميشا، لا سيما وأن التعليم في مناطق سيطرة الحوثيين أصبح في حكم شبه المنعدم بسبب انقطاع المرتبات منذ 2016.

وفي وادي وصحراء حضرموت، أصدرت لجنة متعاقدي صندوق دعم التعليم ولجنة “أنا المعلم” لمتابعة حقوق المعلمين، بياناً مشتركاً يدعوا المعلمين الإضراب العام حتى تتحقق مطالبهم. وتتمثل تلك المطالب في رفع أجورهم ودفع مرتباتهم وبدل العلوات.

يبلغ عدد معلمي وادي وصحراء حضرموت 6603 معلماً أساسياً من ضمنهم 864 متقاعدو بالإضافة إلى 5703 متعاقداً ضمن صندوق دعم التعليم بوادي وصحراء حضرموت  لتعليم 133,926 طالباً في 374 مدرسة وفق إحصائيات مكتب وزارة التربية والتعليم بوادي  وصحراء حضرموت .

يعزو أحد المعلمين اليمنيين في وادي حضرموت، أسباب تكرار الاضراب، إلى عدم إيفاء الحكومة اليمنية بالتزاماتها، تجاه مطالب وحقوق المعلمين وتحسين أوضاعهم منذ 2017.

ويقول المعلم الذي فضل عدم ذكر اسمه، لـ”يمن مونيتور”، إن “صرف العلاوات السنوية لم تعد تصرف للمعلمين منذ عام 2011، مشيرة إلى ما يتم استلامه عبارة عن تسويات بسيطة تدفعها السلطة المحلية بالمحافظة ما بين 4000 إلى 8000 آلاف ريال يمني (الدولار = 1190 ريالاً)”.

وأشار إلى أن “ارتفاع أسعار المشتقات النفطية الذي أدى إلى ارتفاع أجوور المواصلات وكذا انهيار العملة الوطنية، تسبب في إعاقة عمل وانتظام المعلمين في التدريس”.

وشدد على، ضرورة إعادة هيكلة الأجور لتتناسب مع الوضع الإقتصادي للبلد وليتمكن المعلم من العيش مع أسرته في حياة كريمة”.

ومضى قائلاً: ” في 2015 قبل الحرب وتدهور العملة كان راتبي بنحو 57 ألف ريال يمني بما يعادل 1150 ريال سعودي, واليوم راتبي 73 ألف ريالا يمنيا ما يعادل اليوم 250 ريال سعودي”.

في السياق أيضاً، يقول معلم آخر من معلمي وادي حضرموت، إن “أغلب العاملين في القطاعات الأخرى لديهم دخل إضافي آخر، لكن المعلم هو الأساس في هيكل الدول ، تخرج على يديه السياسي والطبيب والمهندس والإعلامي والمحاسب و الإداري وغيرهم الكثير، ولا يزال حتى اليوم الأقل دخلاً فهم”.

ونوه إلى أن “المعلم اليوم وصل إلى حالة يرثى لها وإلى حد أن بعضهم في هذا الوقت لم يستطع أن يشتري لأولاده مستلزمات المدرسة وأكتفى بمستلزمات السنة الماضية”.

وتسبب الحرب التي شنها الحوثيون منذ استيلائهم على السلطة في سبتمبر 2014، في تدمير التعليم، وحرمان الآلاف من المعلمين من حقوقهم ومصدر رزقهم، كما تسببت الحرب في تسرب ملايين الأطفال من التعليم.

كما تسببت الإجراءات الحوثية حول العملة اليمنية، بانقسام مصرفي أثر بشكلٍ كبير على بعض المناطق لا سيما تلك الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا.

وكانت منظمة “يونيسف” ومنظمة التربية والثقافة والعلوم الأممية “يونيسكو”، أكدتا في بيان مشترك أن العديد من المعلمين في اليمن اضطروا إلى إيجاد مصادر بديلة للدخل لإعالة أسرهم، نظرا لتعليق دفع الرواتب وتعرض المدارس للهجوم باستمرار، وأن تأخير دفع رواتب المعلمين من المرجح أن يؤدي إلى الانهيار التام لقطاع التعليم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى