الأخبار الرئيسيةغير مصنفكتابات خاصة

محاولة الخروج من (جحر الحمار)

أحمد عثمان

علي صالح ومعه الحوثي وقفوا كثيرا أمام الحشدين  الجماهيرين اللذين أقيما اليوم في صنعاء؛ طبلوا له كثيرا وعولوا عليه، وربطوا آمالا ومازالوا على هذا الحشد الجماهيري(الخدج). علي صالح ومعه الحوثي وقفوا كثيرا أمام الحشدين  الجماهيرين اللذين أقيما اليوم في صنعاء؛ طبلوا له كثيرا وعولوا عليه، وربطوا آمالا ومازالوا على هذا الحشد الجماهيري(الخدج).
لا نريد الحديث عن حقيقة الحشود، ودبلجة الصورة فهو لا يعنينا ولا يفرق كثيرا.
هنا نريد أن نؤكد فقط أننا مع الفعاليات الجماهيرية والاحتجاجات السلمية كأداة تعبير حضارية، ومن أجلها قدمنا آلاف الشهداء ذبحوا في جمعة الكرامة وساحة الحرية وكنتاكي والقاع وشوارع تعز وعدن والحديدة..الخ.
وكم هي الفعاليات الجماهيرية التي قمعت باستعلاء مقيت من نفس الأطراف التي تحاول أن تدخل اليوم نادي النضال السلمي!
الحقيقة أنهم  يتظاهرون سلمياً في الوقت الضائع، وبعد أن مسحوا قيمة الجماهير ومشروعية الشارع وشرعية الدولة  بقوة السلاح.
ولو أن التظاهرات السلمية تجدي في هذه البلاد، لكانت مظاهرات الاصطفاف الوطني التي أغرقت صنعاء مطالبة (الحوثي وصالح)  فقط بإنهاء الإنقلاب واحترام الشعب والعودة إلى الحوار الوطني.
ولو كانوا قدروا واحترموا تلك الجماهير لكان وضعهم واليمن اليوم وضعاً أفضل، بعيداً عن (عين البوري) و(جحر الحمار)
حسناً، إذا كان هناك من دلالة لهذه المظاهرات التي نظمها اليوم الحوثي وصالح فهي الإعتراف بسقوط المشروع العسكري الإنقلابي، مشروع العنف وثقافة (ما نبالي ما نبالي)، وهذه خطوة جيدة في الألف خطوة يتوجب تنفيذها، وهي خطوة جاءت نتيجة مباشرة لعاصفة الحزم التي يتظاهرون ضدها والمقاومة الشعبية، ولولاها لما عادوا يستجدون بالسلمية التي استعلوا عليها ووصفوها بـ”العمالة والدعشنة”، حينها خرجوا ليسخروا من تلك الجموع ويشطبوها من خانة الوطنية ويلحقوها بالخيانة والارهاب، ولم ينصتوا إليها وهي ترج صنعاء والمدن اليمنية بهتافات الشعب، فعمدوا إلى أصوات المدافع والصواريخ لدهسها واسكاتها.
واليوم هاهم يعودون حبواً إلى تحت أقدام الجماهير يتوسلون بالفعاليات السلمية لإنقاذهم من بحر الدم ولعنة القوة ولفح النار التي أشعلوها كإرادة فوق إرادة الشعب وصوت الجماهير، وهذه عادة المستبدين والطغاة وقطاع الطرق.
هذه المظاهرات لا معنى لها سوى أنها محاولة بائسة لاعتراف ناعم بهزيمة مشروع الغلبة الذي اتكلوا عليه ونسوا أن الأمور بيد الله.
ومع كل هذا، فإننا نعتبر العودة للمظاهرات السلمية مؤشر إيجابي وفي خانة النصر المحسوب للمقاومة الشعبية وثقافة الثورة السلمية 11 فبراير، ولا يسعنا إلا أن نقول (أهلاً وسهلاً بكم في نادي النضال السلمي)، لكن عليكم أن تدركوا أن لهذا النادي شروطاً ومواصفات لا تنطبق عليكم وأنتم بحاجة إلى تحديث شامل، وتطهير من أدران العنف وثقافة الغلبة والنخيط واعادة تاهيل وتربية وطنية  طويلة ومكثفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى