الحرب تضيف أعباء جديدة على كاهل المستأجرين في صنعاء اليمنية
وفي عاصمة اليمن، صنعاء، التي سيطر عليها الحوثيون منذ سبتمبر/ أيلول من العاصم 2014، ما أدى إلى فرار الرئيس والحكومة، غابت الرقابة القانونية، وسادت الفوضى البلاد، ما أتاح فرصة لبعض الاستغلاليين في رفع الأسعار واقتناص حاجات الناس. يمن مونيتور/ خاص/ من خديجة إبراهيم
نجا “محمد علي” وعائلته من موت محقق أثناء الاشتباكات التي دارت بين مسلحي الحوثي وقوات موالية للرئيس السابق “علي عبدالله صالح” من جهة، والجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة أخرى في مدينة “تعز”، وسط البلاد، لكنهم لم ينجوا من جشع المؤجرين وأصحاب العقارات الذين استغلوا حاجة النازحين إلى صنعاء بحثاً عن مكان آمن.
يقول “علي” لـ”يمن مونيتور”، “إن المؤجرين كانوا يرونه باعتباره فريسة وفرصة سانحة للاستغلال، وليس نازحاً يبحث عن ملجأ آمن له ولأسرته بعد أن شردتهم الحرب”.
ويشكو بعض المستأجرين من طمع وأنانية المؤجرين الذين يرفعون الإيجارات إلى مبالغ تكاد تكون خيالية في هذا الوضع فيما يقول آخرون أنهم وجدوا أنفسهم أمام خيارين إما القبول برفع الإيجار أو مغادرة الشقة.
يقول “فارس الياسري” إنه اضطر للعودة إلى القرية بسبب عجزه عن دفع إيجار شهرين وعدم تفهم المؤجر لوضعه في ظل فقدان الكثرين لأعمالهم ومصادر رزقهم منذ شهور”.
ويضيف “الياسري” لـ”يمن مونيتور”، أنه لم يجد الحل البديل لبقائه في العاصمة صنعاء ما جعله يعود إلى ممارسة الأعمال الزراعية في القرية لتوفير لقمة العيش لأسرته بعيداً عن الاستغلال الذي يمارسه كثيرون بالمدينة.
وفي عاصمة اليمن، صنعاء، التي سيطر عليها الحوثيون منذ سبتمبر/ أيلول من العاصم 2014، ما أدى إلى فرار الرئيس والحكومة، غابت الرقابة القانونية، وسادت الفوضى البلاد، ما أتاح فرصة لبعض الاستغلاليين في رفع الأسعار واقتناص حاجات الناس.
في مقابل تزايد حالات الجشع لدى بعض المؤجرين، هناك آخرون تفهموا ظروف المستأجرين وقاموا بتخفيض قيمة الإيجارات لتصل إلى نصف المبلغ المستحق في بعض الحالات.
تقول “حليمة اليماني” إن زوجها يدفع نصف الإيجار فقط على الشقة التي يسكنونها منذ ثلاث سنوات”، مشيرة إلى “أن المؤجر هو من بادر بهذا المقترح عندما علم بتدهور وضعهم المادي وعدم قدرتهم على دفع كل المبلغ”.
وتوضح اليماني لـ”يمن مونيتور” أن “هناك مؤجرين لا يأخذون أي مبلغ من بعض المستأجرين العاجزين عن دفع الإيجار، تقديراً للظروف الصعبة التي يكر بها غالبية اليمنيين نتيجة الحرب التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من عام.
بدوره، يرى “علي حميد” (مالك عمارة) أنه يملك ثمان شقق وقام بتخفيض نسبة 50 % من الإيجارات على المستأجرين، لعلمه أن أغلب الموظفين أصبحوا عاطلين عن العمل وغير قادرين على توفير الإيجارات”.
ويضيف حميد لمراسلة “يمن مونيتور”، أن “ثلاثة من المستأجرين كانوا أبدوا رغبتهم في ترك الشقق لتدهور وضعهم المادي بعد شهرين من بدء الحرب، إلا أنه رفض خروجهم من العمارة وخفض لهم نصف الإيجار، ثم عمم التخفيض على كل المستأجرين”.
ويشدد “حميد”، على “ضرورة وجود التراحم بين الجميع وتقدير ظروف الآخرين خصوصاً في الأوقات الحرجة”، مستهجناً “استغلال بعض المؤجرين للمستأجرين وخاصة النازحين منهم”.
ومنذ سيطر الحوثيون على صنعاء في الـ21 سبتمبرـ أيلول 2014 غادر الكثيرون العاصمة صنعاء، خوفاً من بطش الجماعة المسلحة التي اختطفت الكثيرين، إلا أن هذا لم يؤثر في أسعار الإيجارات.
وفي الـ26 من مارس 2015، أي قبل عام من اليوم، انطلقت عملية “عاصفة الحزم” بقيادة السعودية ضد الحوثيين وقوات موالية لـ”صالح”، وعلى إثرها غادر بعض سكان الأحياء المجاورة للمعسكرات في صنعاء خوفا من القصف وشظايا مخازن الأسلحة، ليتحولوا إلى نازحين باحثين عن بيوت وشقق للإيجار.