أخبار محليةاقتصادالأخبار الرئيسية

السوق السوداء ونقاط الجباية وراء استمرار أزمة الوقود في تعز اليمنية

يمن مونيتور/ موسى المليكي

تشهد مدينة تعز (جنوب غربي اليمن)، أزمة وقود حادة، بعد أن سجّلت الأسعار ارتفاعا قياسيا مقارنة بالمحافظات الأخرى الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، إذ وصل سعر صفيحة البنزين سعة 20  لترا إلى 28 ألف ريالا (الدولار +1150)، والديزل إلى 29الف ريالا وهو ثاني أعلى رقم تصل إليه المدينة منذ اندلاع الحرب قبل ثمان سنوات.

وفي هذا الشأن، كشف مصدر في السلطة المحلية بمدينة تعز، (فضل عدم ذكر اسمه)، “أن بيع الوقود عن طريق السوق السوداء يعد السبب الرئيسي لارتفاع أسعار الوقود، وتكرار أزماتهما المستمرة”.

وأوضح المصدر، أن “المشتقات النفطية من البترول والديزل التي تدخل إلى مدينة تعز، جميعها يتم بيعها في السوق السوداء، ويتم توريدها من قبل تجار، وأن شركة النفط بالمحافظة متوقف عملها منذ أكثر من ست سنوات، وجميع الوقود المتوفر في المدينة لا يخضع لرقابتها.

وأشار إلى أن “موظفي شركة النفط بتعز لا يستطيعون النزول إلى محطات الوقود لأخذ المعايير والتأكد من كمية اللتر المعروض بيعه، باعتباره تجاري تم استيراده بطرق غير نظامية، ولا يتبع الشركة”.

ولفت إلى أن “اللتر من الوقود في المحطات المتواجدة ينقص على ما يتم بيعه لترين، أي أن الصفيحة 20 لترًا هي بالحقيقة 18 لترًا وليست 20 لترًا، وهذا يعتبر من أعمال “الغش””. بحسب المصدر.

وأفاد المصدر، بأن “حصة تعز من البترول والديزل قبل الحرب كانت نحو 35 مليون لتر من قود الديزل (البنزين)، و 28 مليون لتر البترول (البنزين)، ويوزع على 109 محطات في المدينة، إضافة إلى المصانع الكبيرة بأنواعها”.

وحسب المصدر فقد كان إجمالي الضرائب التي يوردها فرع الشركة بتعز لخزينة الدولة بنحو 700 مليون ريال شهريًا، لكنها اليوم تحولت إلى حسابات تجار السوق السوداء، والتي تقدر بمئات المليارات.

ويتهم مواطنون السلطات المحلية بالمحافظة، بالتواطؤ مع عمليات التهريب المستمرة للمشتقات النفطية، وطرق بيعها في الأسواق السوداء، بعد وصولها عبر طرقات ريفية وجبلية وعرة، تعرضت خلالها لعدة نقاط جبايات تابعة للجيش والمقاومة، إذ تفرض إتاوات باهظة على أصحاب السيارات المحمّلة بالبنزين”.

وإزاء هذه الأزمة، اكتفى محافظ تعز، نبيل شمسان، بعقد اجتماع مع المدير التنفيذي لشركة النفط لبحث إعادة فتح فرع الشركة في المدينة، ومحطات التموين التابعة لها، للحدّ من الارتفاع الجائر لأسعار المشتقات النفطية.

تجدر الإشارة إلى أن مدينة تعز  اليمنية، تعاني من استمرار أزمات الوقود منذ العام 2015 حيث انتشرت السوق السوداء لبيع الوقود في ظل الصراع الجاري بين الحكومة اليمنية والحوثيين، وعدم مراقبة تجار الوقود ومتابعتهم.

ويأمل المواطنين من الجهات المعنية، في ضبط عملية استيراد الوقود إلى المدينة، وضبط عملية التهريب إلى مناطق سيطرة الحوثيين للتقلل من الأزمات التي يفتعلها تجار الحروب في المدينة الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى