أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

دمار المدارس يضاعف التسرب المدرسي غربي تعز (تقرير خاص)

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من محيي الدين فضيل

لاتزال خمس مدارس رئيسية في مديرية الوازعية بمحافظة تعز (جنوب غربي اليمن)، مدمّرة على الرغم من مرور أكثر من خمس سنوات على توقف الحرب في المديرية بعد هزيمة الحوثيين فيها، واستئناف الدراسة الأمر الذي أحدث ضرراً كبيرة بالعملية التعليمية وتسبب في تسرب المئات من الطلاب بسبب دمار المدارس “الجزئي والكلي”، وعدم مقدرة أولياء الأمور على إرسال أبنائهم إلى مدارس بعيدة خوفا عليهم من حوادث الطرق والألغام التي زرعها الحوثيون في مناطق متفرقة من المديرية.

وتعد مدرسة الوفاق بمنطقة “حنه” ثاني أكبر مناطق عزلة المشاولة أكبر عزل المديرية كثافة سكانية من أكثر المدارس المتضررة في المديرية والتي كانت تحوي أكثر من 600 طالبا وطالبة، قبل اندلاع الحرب في جميع فصولها للتعليم الأساسي، بيد أن استخدامها كثكنة عسكرية من جميع الأطراف في الحرب تسبب في تعرضها القصف طيلة سبعة أشهر بالقذائف والطيران وهو ما تسبب بدمار شبه كلي في المدرسة التي يهددها السقوط في بقية فصولها المتبقية جراء الإهمال.

يقول مدير المدرسة عبدربه قزقز لـ”يمن مونيتور”، إن المدرسة تعرضت لضرر كبير بفعل استخدامها في الحرب في الأعمال العسكرية وهي المدرسة التي لم تبنيها الدولة وإنما كانت هدية من مجموعة “هائل” الخيرية لسكان المنطقة، لكن الحرب دمرتها وسط مناشدات الأهالي للجهات المعنية بإعادة بنائها وترميمها.

ويضيف مدير المدرسة، أن “الأهالي أحجموا عن إرسال أولادهم للمدرسة بسبب الدمار الكبير الذي لحق بها خلال الحرب، والتي جعلت سقوفها وجدرانها آيلة للسقوط في أي لحطة، في حين يأمل الطلاب والمعلمون في البقاء من أجل التعليم تحت ظروف قاسية وغير طبيعية في المدرسة.

وأشار قزز إلى أن “المدرسة كانت تحوي أكثر من600  طالب للصف الأول وحتى التاسع لكن الدمار قلص الطلاب إلى حدود 250 طالبا وطالبة، والصفوف من الأول إلى الصف الخامس بسبب الدمار الذي لحق بباقي فصولها، حيث لم تعد صالحة للتعليم، في حين أرسل بعض من أولياء الأمور أولادهم للدراسة في مدارس خارج المنطقة والبعض الآخر أبقاهم في البيوت محرومين من التعليم على أمل إعادة بناء المدرسة في المنقطة”.

في السياق ذاته، يقول مدير التربية في مديرية الوازعية على الظرافي، إن “خمس من المدارس من إجمالي 32 مدرسة في عُزل المديرية الأربع باتت خارج الجاهزية، ما ساهم في تراجع العملية التعليمية رغم تجاوز الطلاب حاجز الـ 12 ألف طالبا وطالبة نصفهم من الفتيات.

وأضاف الظرافي في حديث لـ”يمن مونيتور”، “أن مدرسة الوفاق بحنه، والميثاق بعزلة الظريفة، ومدرسة المعقم، تعد المدارس الأكثر تضرراً بفعل الحرب، إذ تسبب دمارها في تسرب العشرات من الطلاب والطالبات، وهو ما أثّر على العملية التعليمة رغم مخاطبة المكتب التعليمي بالمحافظة وتواصله مع العديد من الجهات المختصة لإعادة ترميم ما تم تخريبه خلال الحرب الأخيرة من هذه المدارس.

من جانبه، يقول علي أحمد سيف مدير مدرسة الميثاق في عزلة الظريفة، إن “المدرسة التي يديرها تعرضت لضربة طيران خلال استخدامها من قبل الحوثيين كثكنة عسكرية في العام 2016 الأمر الذي خلف أضراراً كبيرة فيها وأخرج نصف فصول المدرسة عن الجاهزية وباتت خارج الاستخدام للعمل التعليمي”.

يضيف مدير مدرسة الميثاق في حديثه لـ”يمن مونيتور”: “أن الدمار للمدرسة تسبب في تسرب الطلاب والمعلمون، فيما بقيت مجموعة صفوف مع مجموعة من الطلاب يتلقون التعليم في ثناء المدرسة في ظل ظروف تعليمية سيئة للغاية، وهو ما ساهم في تراجع العملية التعليمية ومخرجاتها في المنطقة رغم تزايد الطلاب مع كل عام دراسي”.

ويبلغ عدد المدارس في عزل الوازعية الأربع 32 مدرسة منها خمس مدارس خارج الجاهزية، أربع منها في عزلة المشاولة إحداها في عاصمة المديرية، وكان يدرس فيها أكثر من 12 ألف طالبا وطالبة، كما تعد مدرستا الخنساء والزهراء للبنات أكبر مدارس البنات كثافة حيث يدرس فيها أكثر من1500 فتاة للتعليم الأساسي والثانوي.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدراس يبلغ أكثر من مليوني طفل، وأن ما يزيد على 2000 مدرسة تضررت أو دُمرت بسبب الحرب، ما جعل من الصعوبة بمكان حصول كثير من الأطفال على التعليم، وهذا ما يعني تضييق سُبل الحصول على الوظائف والفرص المستقبلية التي من شأنها إنقاذ هؤلاء الأطفال من الوقوع في مستنقع الأعمال الوضيعة.

كما تفيد تقارير لمنظمات محلية وأخرى حكومية، أن جماعة الحوثي لا تزال تحتل عدداً من المدارس في مناطق النزاع، كما تسببت في تدمير أعداد أخرى من المدارس، لاستخدامها كمخازن للأسلحة، وتم استهدافها لهذا الغرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى