في لحج اليمنية.. نساء مكافحات يواجهن حرارة الصيف بإحياء صناعات يدوية قديمة (تقرير خاص)
يمن مونيتور/لحج/ محيي الدين فضيل
في قرية الحمراء شرق مدينة الحوطة بمحافظة لحج جنوب اليمن، دفعت الحالة المعيشية المزرية أم فضل في الأربعينيات من عمرها للعمل في صناعة المراوح اليدوية لتحسين دخل أسرتها، في ظل شح مرتب زوجها الذي يعاني من عدة أمراض أقعدته عن العمل.
تقول أم فضل إنها بدأت مهنة صناعة المراوح اليدوية من سعف النخيل في العام 2007 عقب زواجها، وتفاقم المتطلبات في ظل راتب لا يسد الاحتياجات في حياتها الجديدة، إذ تقول إنها تعلمت مهنة صناعة هذه المراوح من عمتها بعد أن كانت من قبل تعمل في حياكة المعاوز في بيت والدها لكن زواجها دعاها لتعلم صناعة المراوح من إحدى قريباتها من أجل العمل لتوفير مصدر دخل لها ولبيتها.
وتفيد أن هذه المهنة ساعدتها في توفير الكثير من الاحتياجات مع غلاء المعيشة، وعدم كفاية دخل زوجها المتعب، رغم العمل الشاق حيث تنجز في اليوم مروحتين في ظل الالتزامات الأخرى، وبعد أن تنجز عددا من المراوح، تقوم بإرسالها لسوق الحوطة حيث تتعامل مع أحد المحالّ لبيعها أو إرسالها للقرى حيث تزداد الطلبية لها في فصل الصيف.
تواصل أم فضل حديثها لـ “يمن مونيتور” قائلة: إن أسعار المراوح اليدوية متفاوت، فهناك احجام مختلفة منها الصغير والمتوسط والكبير وتباع بين أسعار 300-600 حيث اضطرت لرفعها مائة ريال عن السعر السابق بسبب موجة الغلاء، حيث ارتفع اسعار العزف التي تقوم بشرائه من السوق.
وساهم تردي خدمة التيار الكهربائي وانعدامها في بعض المناطق الساحلية بجنوب البلاد، إلى تنامي تجارة بيع المراوح اليدوية مع ارتفاع درجات الحرارة في هذه المناطق حيث يغلب استخدامها من قبل النساء الكبيرات لتلطيف الأجواء الحارة،
وفي سياق آخر تقول آمال كرد، والتي تقوم بصناعة الأغطية التي توضع على الرؤوس “ظله”، إن العديد من مناطق تبن والحوطة لاتزال تتعامل مع هذه الصناعات لا سيما النساء العاملات في الحقول والمزارع في الصيف الملتهب أو النساء اللائي يمارسن الرعي وجلب الحطب لمنازلهن.
وأضافت آمال أن عملية الحبك لهذه القوافي متعبة جدا ولها ضرر على النظر، وتأخذ جهدا ووقتا وإن كانت غير مربحة لكنها تسهم في تغطية بعض الالتزامات في منزلها…
ووفقا لكرد فإن أسعار هذه الظلل بين300-500 ريال وهو مبلغ مجحف، نظير الجهد المبذول المضني لكن النساء العاملات يتحملن المعاناة من أجل لقمة العيش.