يمنيات يكافحن قساوة النزوح بسعف النخيل
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من محيي الدين فضيل
لم تجد مريم علي، النازحة من منطقة الحناية بمديرية مقبنة إلى الوازعية جنوب غرب تعز أي مهنة تقتات منه في مخيم النزوح سوى النخيل، تنسجه لتشكل منه صناعة أوان فخاريه، لتقبض منه مالا بسيطا غير أنه يمثل لها كثيرا في زمن التشرد والنزوح الإجباري جراء استمرار المواجهات العسكرية في منطقتها.
تقول مريم لـ “يمن مونيتور: يغادر الرجال من المخيم نحو سوق الشقير المركز الإداري للمديرية، للعمل تحت مهن عدة كي يتم توفير بعض احتياجات أسرهم في مخيم النزوح، فيما تتولى النساء العمل في نسج سعف النخيل لبيعه في الأسواق من أجل الحصول على المال.
وتحاول مريم أن تنتج كل يوم غطاء وكوفيه، من سعف النخيل، وبعد صناعة وتجميع عشر حبات تقوم بإرسالها للسوق لبيع الواحدة بخمسمائة ريال كي تحصل على خمسة آلاف ريال لا تكفي لشراء قطنه سكر في ظل الغلاء كما تقول.
واضطرت مريم للعمل حيث تنعدم المساعدات عليهن، في مخيم النزوح، ويعانين ظروف انسانية صعبة، ولا يجدن أي إغاثة غير ما يصلها من جهات تلتقي بهن وتزعم أنها تقوم بتسجيلهن ومن ثم لا تأتي هذه المساعدات.
500 أسرة نازحة
ويتجاوز عدد النازحين في مديرية الوازعية من مديرية مقبنة والمعافر زهاء500 أسرة يتوزعون بين مناطق عدة في مركز المديرية وفي السويدا والغيل ويسكن بعضهم في العش وبعضهم في خيم وفي منازل للسكان في المديرية.
وفي منطقة الغلة السفلى التابعة لمديرية موزع تعتمد زرعه محمد نازحة من منطقة البرادة بمقبنة، على نسج سعف النخيل وبيعه من أجل الحصول على المال لشراء بعض الاحتياجات وإن كانت تراها زرعت مهنة متعبة ومضنية.
تفيد زرعه أن عملية الصناعة تسبقها مرحلة قطع أو شراء سعف النخيل من المنطقة التي تم النزوح إليها، ثم وضعه مع الماء وتجفيفه ومن ثم البدء بنسجه مع بعضه ويختلف الإنجاز من يوم إلى آخر حسب القدرة، فإن كان لديها فراغ فهي تنجز أكثر ولكن بحسب، فالمنتج الذي يصنع لغرض النوم عليه بخلاف الذي يعمل ككوفيه او الغطاء الذي يعمل الخبز عليه فأغلب هذه الصناعات الشجرية تتراوح اسعارها بين300-1500 ريال يمني، وهي لا تلبي احتياجات النازحات اللائي تقمن بصناعتهن في ظل هذا الغلاء المستشري وفق زرعة.
ويقول صالح الروضي رئيس الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين في مديرية موزع، إن الظروف المعيشية الصعبة في مخيمات النزوح بمديرية موزع دعت الكثير من النازحات للاعتماد على الشجر كمصدر للعيش، برغم متاعبه وعدم قوة مردوه لكنه هو المتاح الممكن في ظل شحة الغذاء والإيواء الذي يعاني من أغلب النازحون في مخيمات مديرية موزع.
وأضاف أكثر من 2000 نازح في عزل المديرية يتوزعون بين11 مخيم يعانون أوضاعا صعبة جعلهم يعتمدون على الشجر كأساس للعيش في ظل هذه الظروف سواء من خلال نسج النساء لسعف النخيل، واعتمادها كقوت لهن او من خلال مادة الفحم التي وجدها النازحون في هذه الصحراء فرصة من أجل العيش والبقاء في ظل عدم القدرة على العودة لمناطقهم وخسارة ممتلكاتهم الحيوانية في الحرب.