أطفال تعز تنهشهم قذائفُ الحوثيين!
اثنا عشر طفلًا تم قصفهم من قبل مليشيا الحوثي في حي الروضة داخل مدينة تعز وبالتزامن مع وجود المستشار العسكري للمبعوث الأممي في هذه المدينة المحاصرة لعامها الثامن، وفي زمن الهدنة المزعومة كذبًا التي يرعاها المجتمع الدولي ويستغلها الحوثيون في قصف المدنيين ويدفع ثمنها المواطنون العزل.
هذه الجريمة التي حدثت مؤخرًا ليست الأولى في حق أطفال مدينة تعز فهناك الكثير من الضحايا الذين سقطوا إثر قصف الحوثيين للتجتمعات السكنية داخل المدينة، وفي زمن الهدنة بالتحديد، فقد عانى أبناء محافظة تعز كثيرًا من قصف الحوثيين للأحياء السكنية وراح الكثير من الضحايا إثر ذلك، في ظل تجاهل كبير من قبل المجتمع الدولي الذي يدندن بقوله إن الهدنة في اليمن هي مفتاح للسلام وإنهاء للحرب.
كل ما يحدث من خروقات للهدنة من قبل الحوثيين آخرها هذه الجريمة التي طالت حي الروضة وراح ضحيتها شهيد وأحد عشر جريحًا من الأطفال، كل هذا يوضح أن هذه المليشيات لا تعترف بالسلام بقدر ما هي تعيش على الحروب وقتل الأبرياء.
إن هذه المليشيات تتلذذ بقتلها الأبرياء وتعيش على دماء الضحايا، وبفعلها هذا تؤكد أنه لا يمكن التعامل معها بالسلم على الإطلاق.
لقد أثارت هذه الحادثة الكثير من الوجع في قلوب أبناء تعز، بل أثارت الغضب الشعبي بشكل كبير، كيف لهذه المليشيات أن تُقبل على ارتكاب جريمة بشعة كهذه بالتزامن مع وجود الزيارة الأممية في المدينة نفسها، إن هذا بحد ذاته استفزاز كبير لأبناء تعز من قبل الحوثيين ومن المبعوث الذي تجاهل ما حدث وقال إنه لم يأتِ لأجل هذا.
أبناء تعز اليوم يجزمون أن هذه المليشيات لا يمكن التعامل معها سلمًا وإنما الحرب والحسم العسكري هوالرد الوحيد الذي يمكن أن يُسكت الحوثيين ويوقفهم عند حدهم، فلا هدنة يمكن أن تستمر ولا قبول لاقتراح جديد بشأن تمديد مثل هذه الهدنة الكاذبة التي مهدت الطريق للحوثيين ليمارسوا مزيدًا من الجرائم في حق المدنيين ولتوسيع دخل هذه المليشيات أكثر من خلال فتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء.
المستشار العسكري للمبعوث الأممي لم يكلف نفسه حتى أن يزور هؤلاء الأطفال الذين وقعوا ضحايا قصف الحوثيين وهذا ما أثار الكثير من الحنق في أبناء تعز تجاه هذه الزيارة، فالسؤال الذي يطرح نفسه على المستشار العسكري للمبعوث الأممي هو ما الذي يمكن أن تمنحنونا من زيارتكم هذه وأنتم اليوم لا تنظرون لأوجاعنا ولا تسمعون أنيننا، ما الجديد الذي ستقدمونه لنا غير مزيدٍ من الأوهام والسراب الخادع الذي تمنحنونا إياه بكل مبادرة تزعمون أنها أتت لتعزيز السلام وإيقاف الحرب.
هذه الجريمة سوف تضيف نقطة سوداء جديدة لصفحة الحوثيين المليئة بالدم والجرائم البشعة، وهي في الوقت نفسه تأتي حَكمًا على المجتمع الدولي الذي يعمل لإحلال السلام في اليمن حسب قوله، فإذا ما تم تجاهلها كما تم تجاهل الكثير من قبلها لا شك أن أبناء تعز لن يعفوا عن هذا التجاهل وسيعملون على الحسم العسكري وإنهم على ذلك لقادرون.