الخرافة عمود حكم السلالة الحوثية
محمد المياس
يستخدم الحوثيون في اليمن الخرافات الدينية بمسميات مختلفة لتحقيق أهدافهم السياسية والعسكرية، والاقتصادية تماما كما فعل النظام الإيراني وحزب الله في لبنان؛ ويجري ذلك بشكل متوازي مع انتهاج سياسة التجهيل والتجويع بحق المواطنين في مناطق سيطرتهم.
سيطرة الحوثيون – الشيعة – على المناطق التي ينتشر فيها المذهب الزيدي القريب من المذهب الشيعي إضافة إلى امتلاكهم القوة بعد انقلابهم على الدولة في 2014 وعوامل أخرى كثيرة جعلت من هذه المناطق أرض خصبة لتقبل هذه الخرافات وإن كان في بداية الأمر بالنسبة لغالبية المواطنين مجرد تقبلا شكليًا بهدف النجاة من البطش إلا أن سياسة التجهيل والتجويع التي تطالهم والغزو الفكري في المدارس والمراكز الصيفية الذي يُغرس في عقول أطفالهم جعلت الكثير من المواطنين يؤمنون بهذه الخرافات، ويقاتلون من أجلها دون إدراك.
يستغل الحوثيون اليوم هذه الخرافات الدينية في نهب أموال المواطنين إلى جانب تلك الأموال التي تنفق بالمليارات من المال العام لإقامة حفلا الهدف منه أن يصنعوا من أنفسهم أولياء على اليمنيين وأنهم السادة وما دونهم مجرد عبيد في الوقت الذي يموت الشعب جوعًا بلا مرتبات، ويفتقر إلى أبسط حقوقه فضلا عن استغلالهم لهذه الخرافات الدينية المصطنعة في عمليات التحشيد العسكري إلى جبهات القتال..
قد يقول قائل، من الصعب إقناع شخص ما بتقبل خرافة عنصرية تستعبده باسم الولاية والسلالة، وتصنع منه عبدا مطيعا لجماعة معينة، وفي الحقيقة أن هذا القائل إما أنه يعيش خارج نطاق سيطرة هذه الجماعة أو أن نظرته للواقع سطحية، ولم يدرك حتى الآن الهدف الحقيقي من انتهاج هذه الجماعة لسياسة القمع والتجويع والتجهيل، إلى جانب صناعة هذا الوهم، بالرغم من أنه يدرك بأن المواطن اليوم في مناطق سيطرة هذه الجماعة تنازل عن كامل حقوقه، متقبلا التسلط والظلم والذل.. يا هذا إذا لك سلطة على شخص ما ضعيف وذليل، وظلت توبخه كل يوم لمدة عشر سنوات بجملة (أنت حمار) سيأتي يوم وتنمو له آذان حمار وينوق بصوت الحمار.