من التجار إلى سرقة أرصدة مشتركي الاتصالات.. الحوثيون يفرضون حملة جبايات لدعم “عيد الغدير”
يمن مونيتور / صنعاء/ خاص
أقدمت جماعة الحوثي المسلحة، على فرض حملة جبايات جديدة، في ثمان محافظات يمنية تخضع لسيطرة وذات كثافة سكانية عالية، وذلك لدعم ما تسميه “عيد الغدير (الولاية)” الذي يصادف اليوم 18 من شهر ذي الحجة من كل عام هجري.
وبحسب مصادر ميدانية وأخرى في قطاع الاتصالات تحدثت لـ”يمن مونيتور”، شريطة عدم الكشف عن هويتها، فإن جبايات الحوثيين لهذا العام هي الأعلى من بين كل الحملات السابقة، إذ تنوعت بين إجبار التجار وأصحاب البسطات تحت تهديد السلاح على دفع الجبايات، وبين سرقة أرصدة المشتركين من أكبر شركة اتصالات حكومية تخضع لسيطرتها لأول مرة.
وقال شهود عيان لـ”يمن مونيتور”، إنهم شاهدوا مسلحين حوثيين يجوبون عددا من شوارع العاصمة صنعاء ذات الحركة التجارية، أمام المحلات التجارية لجمع الجبايات المفروضة على كل تاجر توجب مشاركته في هذه المناسبة بقوة السلاح، كما شنت حملات على أصحاب المشاريع الصغيرة بما فيهم أصحاب البسطات والعربيات الصغيرة في الأسواق العامة.
وقالت مصادر محلية لـ”يمن مونيتور” في صنعاء وريفها وكذلك في مدن إب والمحويت وريمة وذمار وعمران والحديدة، إن الجماعة شنت على مدى الأيام القليلة الماضية حملات ابتزاز وإغلاق طالت عدداً من المحلات التجار بعدد من أسواق وشوارع تلك المدن.
وأشار المصادر إلى أن الجماعة، فرضت مبالغ خيالية على تجار المحلات، وصلت إلى 50 ألف ريال لتجار التجزئة و100 ألف ريال وما فوق لتجار الجملة لدعم ما تسميه، إقامة المناسبات التي تروج لأحقية زعيم الجماعة في الحكم دون غيرهم من الناس.
“سرقة أرصدة مشتركي الاتصالات”
وفي خطوة لم يسبق لها أحد، شكا آلاف المواطنين اليمنيين المشتركين في شركة “يمن موبايل” الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، بخصم أرصدتهم بشكل مفاجئ دون سابق إنذار
لكن الشركة الخاضعة للحوثيين، ردت بأن العطل يأتي ضمن تحديث نظام الشركة، فيما اعتبره المشتركين مساهمة دفع جبايات لتمويل فعاليات الحوثيين المتعددة مثل “المولد النبوي، عاشوراء، جمعة رجب، يوم القدس العالمي، يوم الغدير، ليلة النصف من شعبان”، معتبرين ذلك مخالفة صريحة لقوانين العمل ودعما للجماعة في حربها على اليمنيين.
على صعيد متصل وجهت وزارة الأوقاف والإرشاد في الحكومة اليمنية، خطباء المساجد، على تخصيص خطبة الجمعة والمحاضرات والدروس لدحض خرافة “يوم الغدير والولاية” اليوم المقدس لدى جماعة الحوثي.
وأكد الوزارة في بلاغ لها، على “أهمية دحض هذه الخرافة التي يروج لها الحوثيون، وأن الأمر يستوجب الإشارة إلى هوية اليمن الحضارية والتاريخية والدور اليمني في حمل رسالة الإسلام منذ بواكيره الأولى وأن الأمر شورى”.
وشددت الوزارة اليمنية “على ضرورة توضيح أن الحكم باختيار الشعب وأهل الحل والعقد وأن نظرية حصر الحكم في سلالة بعينها وتميزها على غيرها غير مقبولة في بلانا وعند شعبنا”.
وأشارت إلى أن “ثورة 26 سبتمبر قامت ضد السلالة الكهنوتية وضحى ثوراها بدمائهم وممتلكاتهم ليعود الحق لأهله والاختيار للشعب وليتخلص اليمن من سلالة عنصرية تدعي الحق الإلهي في الحكم والدين والمال”.
ويوم الغدير أو “غدير خم”، أحد أكبر الأعياد التي يحتفل بها الشيعة الاثنا عشرية، ويصادف يوم الثامن عشر من ذي الحجة، وفي هذا اليوم من العام العاشر للهجرة خطب النبي عليه الصلاة والسلام خطبة في منطقة “غدير خم” عند عودته من مكة من حجة الوداع، وذكر فضائل علي بن أبي طالب، واستدل الشيعة بهذه الخطبة على أحقية علي في الولاية، وفق معتقداتهم.
ومع بداية كل عام، وقبل أي مناسبة طائفية، يعمد الحوثيون إلى تدشين مشروع نهب وجباية الأموال؛ سواء من خلال مؤسسات الدولة التي تخضع لقبضتها، أو من خلال ممارسات أخرى ابتزازية ضد التجار وأصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين.
وتسعى جماعة الحوثي (بحسب مراقبين) بالدرجة الأولى لضرب وتدمير القطاع الخاص من جهة، وغسل عقول النشء والشبان وبقية فئات المجتمع وجمع التبرعات والجبايات، وتحشيد المزيد من المجندين الجدد لإرسالهم إلى جبهات القتال من جهة ثانية.
وتفرض الجماعة المسلحة الجبايات على المواطنين والتجار لدعم إقامة الفعاليات ذات الصبغة الطائفية التي تنظمها تحت لافتات مختلفة، أبرزها ما تسميه المولد النبوي، ويوم الولاية، وعاشوراء، وذكرى الشهيد، وذكرى الصرخة، يوم القدس، وغيرها.