أبرز ما ورد في ختام قمة جدة للأمن والتنمية بمشاركة بايدن وزعماء تسع دول عربية
يمن مونيتور/ (رصد خاص)
أعلنت السعودية، السبت، اختتام قمة جدة للأمن والتنمية، التي شهدت مشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن وزعماء دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى مصر والأردن والعراق، والتي ناقشت الأوضاع الإقليمية وأزمة الطاقة.
وقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في بداية القمة إنها تأتي في الوقت الذي تواجه فيه المنطقة والعالم تحديات كبرى، وأضاف “نأمل أن تؤسس هذه القمة لعهد جديد من الشراكة الإستراتيجية بين دول المنطقة والولايات المتحدة”.
وأكد أن “القمة عكست عُمقَ العلاقات المتينة التي تربط دولنا بعضها ببعض، وبالولايات المتحدة الأمريكية،”.
وأشار إلى أن القمة “شهدت حرصا على مُواصلة التقدم والتعاون، فيما يُعزز مسيرة عملنا المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، في جميع المجالات”.
كما أعلن عن زيادة مستوى طاقة بلاده الإنتاجية إلى 13 مليون برميل نفط يوميا بحلول 2027، وبعد ذلك “لن يكون لدى المملكة أي قدرة إضافية لزيادة الإنتاج”.
ودعا ولي العهد، إلى “مواصلة ضخ الاستثمارات في الطاقة الأحفورية وتقنياتها النظيفة، وتشجيع ذلك على مدى العقدين القادمين لتلبية الطلب المتنامي عالمياً”.
“لن نترك الشرق الأوسط لروسيا والصين وإيران”
بدوره، قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إن الولايات المتحدة لن تبتعد عن منطقة الشرق الأوسط وتترك فراغا تملؤه روسيا والصين وإيران.
وأضاف أن إدارته لديها رؤية واضحة حول ما ينبغي القيام به في الشرق الأوسط، وإن الولايات المتحدة ستظل شريكا عاملا ونشطا في المنطقة.
وأضاف بايدن أنه سوف يكون هناك أعضاء جدد في التعاون بين دول المنطقة بما فيها “إسرائيل”، وأن بلاده سوف تدعم الشراكة مع الدول التي تلتزم بمبادئ النظام العالمي.
واتهم الرئيس الأميركي إيران بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، وأضاف “سنواصل جهودنا الدبلوماسية للضغط على البرنامج النووي الإيراني ونحرص على ألا تحصل طهران على سلاح نووي”.
وأشار بايدن إلى أن واشنطن تجمع مليارات الدولارات لتخفيف الأزمات الغذائية في المنطقة.
وأشاد بايدن بما وصفه “تضحيات الجنود الأمريكيين” خلال العقدين الماضيين في العراق وأفغانستان، وتطرق إلى العملية التي أدت مقتل قائد تنظيم داعش في سوريا.
وأضاف أن رؤية الولايات المتحدة الآن للمنطقة تركز على “إعادة بناء الثقة وتقديم حلول حقيقية” للازمات التي تواجهها.
وأكد أن الولايات المتحدة ستبقى في منطقة الشرق الأوسط وستنخرط بنشاط مع الشركاء في المنطقة.
“لا استقرار في ظل النزاعات”
ومن جانبه، قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن اجتماع اليوم ينعقد وسط تحديات أمام المجتمع الدولي لتعزيز التعاون لإيجاد حلول للقضايا العالمية، مؤكداً أنه لا أمن ولا استقرار ولا تنمية في ظل النزاعات.
وأضاف أمير قطر أن احتكام أطراف النزاعات للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة يوفر على الشعوب الكثير من الضحايا والمآسي، وأن الأزمات والحروب في أي منطقة تؤثر على العالم بأسره.
وقال الشيخ تميم أيضا إن الحرب في أوكرانيا ساهمت في مفاقمة أزمة اقتصادية قد تؤدي لكوارث إنسانية، وإن بلاده “لن تدخر جهدا في العمل مع شركائنا في المنطقة والعالم لضمان التدفق المستمر لإمدادات الطاقة”.
وأكد أمير قطر على موقف بلاده الثابت بتجنيب منطقة الخليج والشرق الأوسط عموما مخاطر التسلح النووي. واعتبر الشيخ تميم أن تحقيق الاستقرار في منطقة الخليج ضروري ليس لها فحسب، بل للمجتمع الدولي بأسره.
وأكد أمير قطر على ضرورة حل الخلافات في المنطقة بالحوار القائم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل بشؤونها الداخلية، وعلى حق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وفقا للقواعد الدولية.
وبشأن القضية الفلسطينية، قال الشيخ تميم إنه لم يعد ممكنا تفهم استمرار الاحتلال بسبب السياسات الانتقائية في تطبيق قرارات الشـرعية الدولية، وإن التوتر سيظل قائما ما لم تتوقف إسرائيل عن بناء المستوطنات وتغيير طابع القدس واستمرار الحصار على غزة.
وأكد أمير قطر أنه لا يجوز أن يكون دور العرب اقتراح التسويات، ودور إسرائيل رفضها والزيادة بالتعنت كلما قدم العرب تنازلات، مشيرا إلى أن الدول العربية أجمعت رغم خلافاتها على مبادرة سلام عربية، ولا يصح التخلي عنها لمجرد أن إسرائيل ترفضها.
وشدد الشيخ تميم على أن أحد أهم مصادر التوتر وعدم الاستقرار سيظل قائما ما لم تتوقف إسرائيل عن انتهاكاتها للقانون الدولي، وأن المخاطر المحدقة بالمنطقة في ظل الوضع الدولي المتوتر تتطلب إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.
وأوضح أمير قطر أنه لا يخفى على أحد الدور المحوري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط والعالم، وأهمية العلاقات الخليجية والعربية عموما مع الولايات المتحدة وضرورة الحفاظ عليها وتعميقها.
“لا استقرار دون حل القضية الفلسطينية”
من جهته، قال ملك الأردن عبد الله الثاني أن قمة اليوم تأتي في وقت “تشهد منطقتنا والعالم تداعيات أزمة كورونا وانعكاسات الأزمة الأوكرانية”.
وقال الملك عبد الله إنه لا أمن ولا استقرار في المنطقة دون حل للقضية الفلسطينية وإقامة دولة على حدود عام 1967، مؤكدا أنه “يجب أن يشمل التعاون الاقتصادي أشقاءنا في السلطة الفلسطينية”.
وبدوره، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن الانطلاق نحو المستقبل يتوقف على كيفية التعامل مع أزمات المنطقة الممتدة، وإنه حان الوقت “لكي تتضافر جهودنا المشتركة لوضع حد للصراعات والحروب الأهلية في منطقتنا”.
وأكد السيسي أنه لا بد من “تكثيف جهودنا المشتركة لحل نهائي لعملية السلام لا رجعة عنه، وأنه يجب التوصل لتسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين”.
ومن ناحية أخرى، اقترح رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إنشاء بنك الشرق الأوسط للتنمية والتكامل، وقال إن بلاده تسعى “لتعزيز بيئة الحوار في منطقتنا لما يخدم مصالح الشعوب”.
ومن جانبه قال ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إن دول مجلس التعاون الخليجي تأمل أن تكون هذه القمة بداية انطلاقة جديدة لمعالجة قضايا المنطقة، وإن التحديات التي تمر بها المنطقة “تتطلب منا المزيد من التشاور والتعاون لمواجهتها”.
وأكد ولي عهد الكويت أن دول مجلس التعاون الخليجي ماضية في تعزيز الشراكة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة.
“لقاءات ثنائية قبيل انعقاد القمة”
واستبق بايدن القمة -التي أطلق عليها قمة جدة للأمن والتنمية- بلقاءات ثنائية بدأها بلقاء مع رئيس الوزراء العراقي، وأتبعه باجتماع مع الرئيس المصري، وكان آخر لقاءاته الثنائية مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات.
وأكد بيان أميركي عراقي مشترك أهمية الالتزام المتبادل بالشراكة الثنائية بين البلدين وفقا لاتفاق الإطار الإستراتيجي، مشددا على أهمية تشكيل حكومة عراقية جديدة تستجيب لإرادة العراقيين واحترام العراق واستقلاله.
كما أكد هذا البيان -الذي صدر عقب اجتماع بين بايدن والكاظمي- أهمية تقوية المؤسسات العراقية وتمكين قوات الأمن من تحقيق الاستقرار بالعراق والمنطقة.
وقال مسؤول أميركي إن الرئيس بايدن سيبحث في جدة تكامل القدرات الصاروخية والدفاعية بين دول الشرق الأوسط.
ويدعم بايدن التطبيع بين السعودية وإسرائيل، لكنه -وفق ما أوضح هذا المسؤول- يعتبر الأمر قرارا سياديا وأنه لن يضغط على أي من الطرفين في شأنه، كما أشار بشكل عام إلى أن تطبيع علاقات إسرائيل مع الدول العربية مسار منفصل عن حل الدولتين.
وبشأن الموضوع الاقتصادي، نقلت رويترز عن هذا المسؤول الأميركي قوله إن واشنطن تأمل أن تصدر منظمة أوبك إعلانا الأسابيع المقبلة عن زيادة إنتاج النفط.
“مليار دولار للأمن الغذائي”
على الصعيد، أعلن أسؤول كبير بالإدارة الأميركية إن الرئيس سيعلن اليوم -خلال القمة التي سيعقدها مع زعماء عرب- تخصيص الولايات المتحدة مليار دولار في صورة مساعدات جديدة على المديين القريب والبعيد للأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال أيضا إن زعماء دول مجلس التعاون الخليجي سيلتزمون أيضا بتقديم 3 مليارات دولار، على مدار العامين المقبلين، في مشروعات تتماشى مع شراكات الولايات المتحدة في البنية التحتية العالمية والاستثمار.
“منع إيران من امتلاك سلاح نووي”
وكان بايدن قد وصل الجمعة إلى السعودية، واجتمع بملك البلاد سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير بن سلمان ومسؤولين سعوديين كبار آخرين.
وتعهدت واشنطن والرياض بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، وبالحفاظ على استقرار أسواق الطاقة العالمية، وذلك بعد محادثات أجراها الرئيس الأميركي مع المسؤولين السعوديين في جدة، حيث وصل إليها قادما من تل أبيب في أول رحلة رسمية مباشرة تربط بين السعودية وإسرائيل.
وأكدت واشنطن والرياض في بيان مشترك فجر اليوم أهمية التعاون الإستراتيجي الاقتصادي والاستثماري، لا سيما في ضوء الأزمة في أوكرانيا وتداعياتها.
كما شدد الجانبان على أهمية منع إيران من الحصول على سلاح نووي، وضرورة وقف دعم طهران “للإرهاب” من خلال المجموعات المسلحة التابعة لها، وكذلك ردع التدخلات الإيرانية بالشؤون الداخلية للدول.
وأكد البيان السعودي الأميركي المشترك أيضا أهمية الحفاظ على حرية التجارة عبر الممرات البحرية الدولية، لا سيما باب المندب.
وبحسب هذا البيان، أكد بايدن التزام بلاده القوي والدائم بدعم أمن السعودية والدفاع عن أراضيها، كما رحب بتعهد السعودية بدعم سوق نفط عالمية متوازنة من أجل تحقيق نمو اقتصادي مستدام، حيث جدد الطرفان تعهدهما باستقرار أسواق الطاقة العالمية.
وقد أعلن البيت الأبيض أيضا أن السعودية وافقت على الحفاظ على جميع الالتزامات والإجراءات الحالية في جزيرة تيران.
وسبق أن أعلنت وكالة الأنباء السعودية توقيع 18 اتفاقية ومذكرة للتعاون بين الرياض وواشنطن في مجالات الطاقة والاستثمار والاتصالات والفضاء والصحة، وذلك على هامش زيارة بايدن للمملكة.
وشملت الاتفاقيات التعاون في مجالات صناعة الطيران، والصناعات الدفاعية والتدريب والتأهيل والطاقة النظيفة. ومن بين الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين اتفاقية أرتميس مع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) لاستكشاف القمر والمريخ.
“الهدنة في اليمن”
إلى ذلك، أكدت السعودية والولايات المتحدة، على أهمية فتح الحوثيين للطرق الرئيسية المؤدية إلى مدينة تعز ثالث أكبر المدن في اليمن، وضرورة إحراز تقدم في اتفاق الهدنة الأممية وتحويلها إلى اتفاق سلام دائم.
وأكد الجانبان، في بيان مشترك، صادر عن المباحثات التي أجراها ولي العهد السعودي مع الرئيس الأمريكي على هامش قمة جدة للأمن والتنمية، على هدفهما المعلن منذ فترة طويلة لإنهاء الحرب في اليمن.
ودعا البيان المشترك، المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف موحد يطالب الحوثيين بالعودة إلى محادثات السلام تحت رعاية الأمم المتحدة، بناءً على المرجعيات الثلاث بما في ذلك قرار مجلس الأمن 2216 الصادر في عام 2015، مضيفا أن الاتفاق السياسي بين الأطراف اليمنية هو الكفيل بحل النزاع بشكل دائم وعكس مسار الأزمة الإنسانية البالغة.
وأكد الجانبان، دعمهما لمجلس القيادة الرئاسي اليمني، معبرين عن شكرهما للمجلس على التزامه بالهدنة والخطوات التي أسهمت في تحسين حياة اليمنيين في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك تسهيل استيراد الوقود واستئناف الرحلات الجوية من صنعاء، كما شددا على ضرورة إزالة جميع العوائق أمام تدفق السلع الأساسية وإيصال المساعدات داخل اليمن.
وأضاف البيان المشترك: “كما شجعت السعودية والولايات المتحدة جميع الجهات الإقليمية الفاعلة على تقديم الدعم الكامل للهدنة التي نتج عنها أطول فترة من السلام في اليمن خلال الستة أعوام الماضية، ورحبت السعودية بدعم أمريكا للهدنة ومساهمتها في الجهود المبذولة للدفع بالعملية السياسية في اليمن”.
كما رحب الجانبان، بقوة المهام المشتركة 153 المنشأة حديثا للتركيز على أمن مضيق باب المندب في البحر الأحمر، وزيادة ردع التهريب غير الشرعي إلى اليمن، كما رحبا بتولي السعودية قيادة قوة المهام المشتركة 150 التي تعزز أهداف الأمن الملاحي المشترك في خليج عمان وشمال بحر العرب.