يمن مونيتور/ وكالات
نشرت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، الثلاثاء، موجة جديدة من الصور التي التقطها تلسكوب جيمس ويب بالأشعة تحت الحمراء، وذلك خلال حفل انتظره بفارغ الصبر عشّاق الفضاء حول العالم.
وكانت “ناسا” قد كشفت عن الصورة الأولى الإثنين، في حفل أقيم في البيت الأبيض، وظهرت فيها آلاف المجرات التي تشكلت بعيد الانفجار العظيم قبل 13 مليار سنة، بعدسة التلسكوب الفضائي جيمس ويب.
وأفادت بأن هذه الصورة هي “الأكثر عمقاً والأكثر وضوحاً التي تُلتقط للكون حتى اليوم”. ولا تستطيع العين البشرية رؤية الأشعة تحت الحمراء، لكنّ التلسكوب جيمس ويب مجهّز بتقنيات تمكّنه من ذلك.
الصور الأولى
تُظهر الصورة الأولى، التي تم إصدارها يوم الاثنين، مجموعة ضخمة من مجموعات المجرات كعدسة مكبرة للأجسام الموجودة خلفها. هذا ما يسمى بعدسة الجاذبية، وقد أنشأ هذا أول منظر للمجال العميق لـ ويب يتضمن مجرات قديمة وخافتة بشكل لا يصدق.
بعض هذه المجرات البعيدة وعناقيد النجوم لم يسبق رؤيتها من قبل. يظهر عنقود المجرات كما ظهر قبل 4.6 مليار سنة.
تتكون الصورة، التي التقطتها كاميرا ويب بالقرب من الأشعة تحت الحمراء، من صور تم التقاطها بأطوال موجية مختلفة من الضوء على مدار 12.5 ساعة جماعية. الملاحظات الميدانية العميقة هي ملاحظات مطولة لمناطق السماء التي يمكن أن تكشف عن أجسام خافتة.
الصورة الثانية
يقع السديم الدائري الجنوبي، المعروف أيضًا باسم “الانفجار الثماني”، على بُعد 2000 سنة ضوئية من الأرض. يتضمن هذا السديم الكوكبي الكبير سحابة غازية متوسعة حول نجم محتضر.
الصورة الثالثة
ستكشف رؤية التلسكوب الفضائي لخماسية ستيفان الطريقة التي تتفاعل بها المجرات مع بعضها البعض. تم اكتشاف هذه المجموعة المجرية المدمجة لأول مرة في عام 1787، وتقع على بعد 290 مليون سنة ضوئية في كوكبة بيغاسوس. ووفقًا لبيان ناسا، فإن أربع من المجرات الخمس في المجموعة “محبوسة في رقصة كونية من لقاءات متقاربة متكررة”.
الصورة الرابعة
يقع سديم كارينا على بعد 7600 سنة ضوئية، وهو عبارة عن حضانة نجمية، حيث تولد النجوم. إنها واحدة من أكبر السدم في السماء وألمعها، وهي موطن لكثير من النجوم أكبر بكثير من شمسنا.الآن، تم الكشف عن “المنحدرات الكونية” في صورة ويب جديدة لا تصدق.
تُظهر صورة ويب التي تشبه المناظر الطبيعية منطقة قريبة وشابة تتشكل فيها النجوم تسمى NGC 3324 في سديم كارينا.
تم اختيار الأهداف من قبل لجنة دولية، بما في ذلك أعضاء من وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الكندية ومعهد علوم تلسكوب الفضاء في بالتيمور.
البعثة، التي كان من المتوقع أصلاً أن تستمر لمدة 10 سنوات، لديها قدرة وقود فائض كافية للعمل لمدة 20 عامًا، وفقًا لنائب مدير ناسا بام ميلروي.
وستكون هذه أول صورة من بين العديد من الصور التي ستأتي من ويب خلال العقدين المقبلين، والتي تعد بتغيير جذري في الطريقة التي نفهم بها الكون.
ما هو تلسكوب “جيمس ويب”؟
“جيمس ويب” هومشروع تبلغ قيمته 10 مليارات دولار، وأُطلق بنجاح في ديسمبر/ كانون الأول، وهو حالياً على بعد مليون ونصف مليون كيلومتر من الأرض.
ويتمتّع التلسكوب بقدرة رصد ظواهر فضائية أقدم من تلك التي استطاعت التلسكوبات رصدها بفضل مرآته الرئيسية الضخمة وأدواته التي تلتقط الإشارات تحت الحمراء، ما يتيح له الرصد عبر سحب الغبار.
ويُتوقع تحديداً أن يجعل التلسكوب مراقبة المجرات الأولى التي تشكّلت بعد بضع مئات ملايين السنين فقط بعد الانفجار العظيم ممكنة، بالإضافة إلى الكواكب الموجودة خارج المنظومة الشمسية.
وبفضل عملية إطلاق ناجحة تولتها شركة أريان سبيس، وهي شريكة “ناسا” في مشروع التلسكوب، سيتمكن “جيمس ويب” من العمل لعشرين سنة، وهو ضعف ما كان متوقّعاً له.