آراء ومواقفالأخبار الرئيسيةغير مصنف

نم يا “محمد” الكبير

عامر السعيدي

   أنا لن أصدق .. لن أصدق أبدا.
الكرامة لا تموت، النهر لا يتوقف، القمر لا يسقط ، الصدق لا يذهب والحياة لا تنام .
محمد اليمني.. اليمني ياله من اسم فخم وشاهق وعصي حتى على الموت .. إنها اليمن في اليمني ، إنه اليمني في اليمن ، الإنسان والتراب، الثورة والنور، الحلم والأمل الجميل .
صديقي، لا بل صديقنا، لا لا بل صديق الخيمة والشارع والعابرين،صديق المظلومين والمتمردين والغاضبين .
محمد أيها المصحف الوطني الشريف، يا أغاني روعتنا ويا مطر فرحتنا، يا قمح الأحلام وسنبلة الفقراء وصباحات المستبقل الذي رسمناه على الأرصفة والجدران .
لا تسموه شهيدا فالمسيح لم يصلب ولن يموت، ما قنصوه ولا قتلوه ولكن شبه لهم ولكم، هو هناك خلف التل يرقب لوعتنا ويبتسم.
سيعود محمد على شكل غيمة تظلل المدينة وتروي عطشها ، سيحلق في الأعلى كنجمة الصباح لكي يحرسنا من الشجن، وسيكون بالقرب منا كما لم يفعل من قبل .
عندما نجوع سيهطل علينا أرغفة و رواء وحين نغيب سيفتقدنا أسئلة وحنينا وعندما نتعب سيربت على أكتافنا وقلوبنا فهو هكذا بالقرب دائما.
لقد قتلوك يا آخر الملائكة، قتلوك يا بيت السلام، قتلوك يا أناشيد أيوب، قتلوك يا طعام المحتاجين، قتلوك يا مطلع الفجر و زهرة الوادي.
لم تحمل السلاح ،بل الكاميرا لتظل عنوانا عريضا للسلمية التي رضعناها معا من صدر أمنا الثورة ومع ذلك قتلوك .
طالما دافعت عنهم يا محمد، والتقطت الصور لقادتهم في المناسبات ولشبابهم في المسيرات لكنهم قتلوك.
ذنبك يا صديقي الغالي، يا محمد الروح أنك توثق الموت ليتذكر الزمن واليمن قبح هؤلاء السفلة وفداحة ما ألحقوه بالبلاد التي أخثنوها حد الهلاك .
لن أصدق يا محمد لكنني أبكي كأم مكسورة. أبكي وأتذكرك في كل لحظة وأنت تسأل إن كنا تناولنا العشاء أو نخرج لتطعمنا وتسقينا .
أتذكرك وأنت تسأل أين سنجلس بكرة وأتذكر نزقك الجميل وأنت تغضب منا وتسامح سريعا .
اتذكر أيامنا الأخيرة في صنعاء وقلقنا على بعضنا وهروبنا من استراحة إلى أخرى .
أتذكر كل شيء يا محمد.. كل شيء وأبكي.
نم قرير العين والقلب يا محمد اليمني ،ونقسم باسمك العظيم أن لا تموت وستظل حيا فينا تطاردهم وتلعن أيامهم وتبصق في وجهوهم .
نم أيها الشعب الثائر والغاضب.. نم يا صلاة أمهاتنا ويا بهاء أطفالنا وبوابتنا إلى اليمن الذي نريد .
نم يا صديقي
إن هذا الموت مفتاح القيامة
رحمة الله على روحك يا محمد الكبير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى