الحوثيون يستخفون بعقول اليمنيين الخاضعين في مناطق سيطرتهم؛ يريدون من خلال غالبية خطاباتهم معرفة من يُكذِبون شعاراتهم وأقوالهم حتى وإن كانت أقوال وشعارات كاذبة وواضحة وضوح الشمس مثلاً: كأن يقول القيادي الحوثي مهدي المشاط: بأنه يسكن في بيت بالإيجار، ويتعرض لمضايقات من المؤجر كما هو حال أي مواطن بسيط، أو أن يقول: أمريكا وإسرائيل هي من تتأمر على رواتب الموظفين!
يحاول الحوثيون بخطاباتهم هذه قياس مدى وعي المواطنين من خلال مدى تقبلهم لهذه الخطابات بالرغم من سخفها، ومخالفتها، لواقهم الذي يعيشونه ويشاهدونه أمامهم، وذلك لمعرفة كم نسبة التجهيل التي استطاعوا صناعتها في أوساط هذا الشعب منذ بدء انقلابهم وسيطرتهم على الدولة في العام 2014.
خطابات مقلدة من خطابات جدّهم الإمام “أحمد حميد الدين” كحكاية “القطرنة” المشهورة منذ 1948، حيث كان الجهل مسيطرا على الشعب اليمني بسبب الحكم الإمامي القائم على سياسة الاستعباد والتجهيل؛ حينها أخبر الإمام أحمد أتباعه أن يعلنوا للشعب بأن “الجن” انفلتوا من قبضته وعليهم أن يتقطرنوا، وأمر أتباعه بالتجسس ونقل الأخبار لمعرفة من سينفذ هذا الأمر، بهدف قياس وعي الشعب، ومعرفة رؤوس حركة التمرد التي بدأت في ذلك العام. فلمّا وجد جدّهم الإمام التجاوب من الشعب بالقرطنة تنصل من دعوات الإصلاح التي كان يطالب بها البعض.