دفن المخلفات السامّة فصل جديد من ويلات الحرب في اليمن
يمن مونيتور/قسم الأخبار
يعاني اليمن مزيدًا من ويلات الحرب، حيث تتشكل جبالٌ من المخلفات السامة لتزيد من الأضرار.
فبالقرب من العاصمة صنعاء بات مكب الأزرقين يمتد على مساحة واسعة، حيث تفد مئات الأطنان يوميًا من النفايات العضوية والصلبة والطبية الخطيرة غير المعالجة التي ترسلها مستشفيات في صنعاء، بينما ينتظر الفقراء الشاحنات المحملة بأكياس القمامة لجمع المواد القابلة لإعادة التدوير.
وبهذا الخصوص، يقول بهاء الدين الحاج رئيس قسم البيانات بمكب الأزرقين للنفايات أنهم لم يجدوا بديلًا سوى دفن المخلفات السامة مع بقية النفايات في المكب، محذّرًا من تسبب هذا الأمر بأضرار صحية جسيمة في المستقبل، إلى جانب تلوث المياه الجوفية.
الحرب تدمّر مشروع محرقة النفايات
فقد دمرت الحرب مشروع محرقة النفايات الخطيرة في المنطقة، ومنذ 2015 وحتى يومنا هذا لم تعوّض هذه الخسارة ليدفع الثمن كلٌ من الأرض والإنسان في اليمن، وهذا ما أكده إبراهيم الصرابي مدير مكتب الإدارة العامة للنظافة في صنعاء الذي قال إنه تم استهداف المبنى الذي كان سيقام فيه المشروع وجرى تحطيمه بشكل كامل.
وينتظر القيمون اليوم دعمًا لإعادة بناء المنشأة المدمرة، يستند بشكل أساسي على الهدنة الأولى التي بدأت في أبريل/ نيسان الفائت بين أطراف النزاع منذ عام 2016.
ويردف الصرابي أنه “تم التنسيق مع المجلس الأعلى للتواصل مع بعض المنظمات ومن المرتقب بحث سبل الدعم والتمويل معهم مع بداية العام الجديد”، في محاولة للاستفادة من هذه الهدنة لتحقيق المكاسب البيئية والصحية، إنما يقف الأمر على مدى استمرار الهدنة.
تداعيات خطيرة على التربة والآبار
ومن صنعاء، يشرح رئيس مؤسسة “حلم أخضر” البيئية محمد الحكيمي لـ”العربي” مخاطر الدفن العشوائي للنفايات الضارة، وأبرزها النفايات الطبية التي يتم جمعها من ثلاث محافظات رئيسية قرب العاصمة ويجري خلطها مع النفايات الصلبة دون فرزها والتي يصل مجموعها إلى أكثر من 1500 طن يوميًا.
ويكشف الحكيمي في هذا الإطار أن المكبات في اليمن عمرها يتجاوز الـ 40 سنة وبالتالي لا تزال تعمل على الطريقة البدائية، بحيث لا توجد مكبات هندسية سليمة تراعي الأسس البيئية والصحية، ما يهدد بتلويث التربة والمياه.
ويتابع رئيس مؤسسة “حلم أخضر” قائلا: “يقع مكب الأزرقين بالقرب من الآبار الجوفية والمناطق الزراعية في صنعاء، وقد أكدت الهيئة العامة لحماية البيئة أنه خلال العامين الماضيين تلوثت الآبار والتربة الزراعية بالفعل”.
هل من حلول قريبة لهذه الكارثة الصحية؟
أما عن سبل معالجة هذه الأزمة، فيلفت الحكيمي إلى مبادرة واحدة في محافظة لحج بإشراف الـ UNDP، ونجحت العام الماضي في تحويل مكب النفايات لتصبح محطة لإنتاج الطاقة الكهربائية من خلال إعادة التدوير، مشددًا على ضرورة الاقتداء بهذه التجربة في مختلف المحافظات.
ولكن تبقى العقدة في الجهة التي ستتسلم هذا الملف. ويضيف الناشط البيئي: “للأسف وزارة الصحة في اليمن تعاني من انقسام بين صنعاء وعدن بحيث لا يستطيع القيمون اتخاذ مبادرة في ظل هذا الوضع”.
ويشير إلى أن “كل ما يتم الآن هو مبادرات من جهات خارجية مثل منظمة الصحة العالمية وبعض المنظمات الدولية وهي لا تغطي الاحتياجات على أرض الواقع”.