كتابات خاصة

هاتوا ديوني عندكم

فكرية شحرة

ديونكم لنا دماء وأيتام وأيامى وبيوت فجرتموها، وعقول صادرتموها بجهل وخرافات وأباطيل في ديننا، ديونكم لنا حرياتنا.. كيف حاصرت أفكارنا؟

أنا مديون.  لا.. لست مديونا مثلكم.
ديني لا يتجاوز بضع ريالات أسد بها حاجة من حوائج العمر التي غلبت.
ولقد تعودت بفضلكم وسياساتكم أن تظل حاجتي في صدري لا تقتضي أو تنتهي.
أما ديونكم لنا فقد أثقلت كاهل الأرض والسماء، وأغضبت الله وحتى أدعياء حقوق الإنسان. ديونكم لنا جعلتنا آخر البشر في كل شيء.. في الكرامة، في السعادة، في العلم، وفي الأمان وفي الرخاء.
ديونكم تراكمت عليكم عبر العقود من الزمان بلا حياء!!! صارت جبال من ديون وحقوق لن تسددوها ولو امتلأت كروشكم بكل الهبات والعطاء.
لو فاضت محاجركم من السحت والسرقات كلا.. لن تؤدوها لنا.
هل تريدون قائمة بديونكم لنا؟
هل أعددها حين نزعتموها منا وحتى أجدادنا من كل شبر من أرض الوطن قسرا، يا ولاة الأمر يا حكامنا؟  يا ساداتنا؟
ديونكم لنا، أرضي أعيش فيها مكرما وأشرب من مائها متى أشاء.. لا أحاصر فيها لأني صرخت هاتوا ديوننا.
ديونكم لنا دماء وأيتام وأيامى وبيوت فجرتموها، وعقول صادرتموها بجهل وخرافات وأباطيل في ديننا، ديونكم لنا حرياتنا.. كيف حاصرت أفكارنا؟
ديونكم لنا، حلم دولة مدنية سرقتموها على غفلة وقتلتموها أيضا مديونة للصندوق الدولي أو صندوق أسود لحقائق غابت عن وعينا.
ديونكم لنا.. أطفالنا يعيشون كالأطفال، يتعلمون، يأكلون، يشربون، ويحلمون بمستقبل زاهر بين أب لم يقتل وأم تبك دما..
ديونكم خيرات أرضي كيف ضيعتموها، وديونكم أن نسافر فلا يوقفونا بتهمة أننا من هنا..
أنا المديون.. ولكن ديني في رقابكم، دمي كيف سفكتموه حلالا وهو عند الله محرما؟ 
ديونكم لنا بلغت عنان السماء، فهلا سددتموها لنا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى