نشرت صحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية تقريرا حول الإنجاز الذي حققه طبيب يمنيّ مهاجر في المجر (هنغاريا)، حيث حصل على لقب “أفضل طبيب” لهذا العام في هذا البلد، وحظي بدعم واسع من مستخدمي شبكة الإنترنت في بلاد تستمر فيها الحكومة بإظهار عدائها للمهاجرين.
يمن مونيتور/متابعات
نشرت صحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية تقريرا حول الإنجاز الذي حققه طبيب يمنيّ مهاجر في المجر (هنغاريا)، حيث حصل على لقب “أفضل طبيب” لهذا العام في هذا البلد، وحظي بدعم واسع من مستخدمي شبكة الإنترنت في بلاد تستمر فيها الحكومة بإظهار عدائها للمهاجرين.
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أنه منذ بداية أزمة الهجرة التي تعاني منها أوروبا، اشتهرت الحكومة اليمينية القومية في المجر، برئاسة فيكتور أوربان، بعدائها الموجّه نحو المهاجرين. فقد صرّح رئيس الوزراء أمام البرلمان المجري في 21 أيلول/ سبتمبر سنة 2015 على خلفية وصول المهاجرين إلى الحدود “أن هنغاريا وكلّ أوروبا في خطر محدق”.
وذكرت الصحيفة أن حكومة أوربان أطلقت حملة من الملصقات تستهدف فيها المهاجرين، حيث كُتب عليها: “إذا أتيتم إلى المجرّ، فلن تستطيعوا الاستحواذ على عمل المجريين”. كما نظمت استشارة وطنية “حول الهجرة والإرهاب”، ودعت إلى التصويت على مشروع قانون من شأنه أن يجرّم المهاجرين غير القانونيين الموجودين في البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من كلّ هذه التدابير المتخذة ضدّ اللاجئين، تمكّن طبيب الأطفال اليمني عبد الرحمن عبد الرب محمد، الذي هاجر منذ حوالي 20 سنة إلى المجر، من الظّفر بلقب “أفضل طبيب لهذا العام”، بعد حصوله على أعلى نسبة من الأصوات إثر تصويت تمّ على شبكة الإنترنت، بمشاركة حوالي 12 ألف مريض ونحو 100 طبيب مرشّح.
ونظمت شركة صناعة الأدوية اليابانية “أستيلاس فارما المساهمة”، هذا التصويت، فهي تقدّم سنويا جوائز لأطبّاء يتمتّعون بكفاءة مهنية عالية وبخصال حميدة. وتنظم الشركة هذه التظاهرة بالتعاون مع كلّ من كلية الأطباء وجمعية المستشفيات في المجر، وذلك بهدف تشجيع الأطباء على البقاء في البلاد وعدم الهجرة إلى أماكن أخرى.
وأضافت الصحيفة أن الطبيب عبد الرحمن هو مثال ناجح لاندماج المهاجرين داخل المجتمعات الأوروبية، فهو رجل دمث الأخلاق ولا يتوانى عن مساعدة المرضى. ويقطن الطبيب في مدينة “جيولا” التي تضمّ حوالي 30 ألف نسمة، حيث يدير قسم الولادات في مستشفى “كالمان باندي”، ويلقّبه الجميع هناك “بالعمّ عبدو”. ويعالج عبد الرحمن عبد الرب الرضّع حديثي الولادة والأطفال، ويعتبره الجميع هناك “رجلا استثنائيا”.
وتحدّثت الصحيفة عن نشأة الطبيب عبد الرحمن عبد الرب، الذي ولد في عائلة من المزارعين، وقرّر أن يصبح طبيبا للأطفال في سنّ الثانية عشرة، حينما شاهد بأمّ عينيه موت أخته الصغيرة البالغة من العمر سنتين إثر ابتلاعها قطعة نقود معدنية.
وبفضل مساعدة أحد أساتذته، استطاع الطبيب عبد الرحمن الحصول على منحة دراسية بتمويل مشترك من حكومتي المجر واليمن، للدراسة في جامعة “سيجد الطبية”. وفي سنة 1998، بدأ بممارسة الطبّ، وذلك عندما سمحت المجر للأطباء الأجانب بالبقاء في البلاد.
ونقلت الصحيفة عن الطبيب قوله إنه حصل على عدّة عروض عمل في دول أخرى، أبرزها بريطانيا، لكنّه لم يُرد مغادرة المجر؛ لأنه ببساطة يشعر بالانتماء لمدينة “جيولا” التي وصفها بـ”المدينة المتسامحة التي يعيش فيها كلّ من الرومانيين والألمان والمجريين في سلام”. وتجدر الإشارة إلى أن عبد الرحمن عبد الرب يتحدث اللغة المجرية بطلاقة، وقد أسّس عائلة في المجر، وحصل سنة 2007 على الجنسية.
ترجمة عربي21