أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتقارير

كيف يؤثر رفض الحوثيين فتح “طرق تعز” على “الهدنة” والملفات “بناء الثقة” الأخرى؟!

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:

تستمر جماعة الحوثي في رفض تنفيذ آخر بنود الهدنة التي بدأت في ابريل/نيسان الماضي بفتح الطريق الرئيسية مع مدينة تعز المحاصرة منذ سبع سنوات. يؤثر ذلك على استمرار الهدنة وملفات بناء الثقة الأخرى التي تتوسط فيها الأمم المتحدة.

ورفع الحصار عن مدينة تعز هو المطلب الوحيد للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وهو البند الوحيد الذي يفترض بجماعة الحوثي تنفيذه لإنجاح الهدنة. فلم يسبق أن قدم الحوثيون تنازلات من أجل إنهاء الحرب في البلاد منذ 2014م.

وحسب مسؤولين مفاوضين وخبراء فإن رفض الحوثيين رفع الحصار عن مدينة تعز وفتح الطريق الرئيسية التي تربط المدينة بمنطقة “الحوبان” قد يؤدي إلى إنهاء الآمال بتمديد الهدنة التي تم تجديدها لمدة شهرين مطلع يونيو/حزيران الماضي.

اقرأ أيضاً.. (انفراد) مصدر حكومي ينفي تصريحات الحوثيين: محاولة للتنصل من فتح “طريق تعز”
طريق الحوثيين

وأدى فشل الأمم المتحدة في إقناع الحوثيين بالمبادرة التي قدمها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى إعلان الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا تعليق أي حديث في الملفات الأخرى حتى فتح الطرق الرئيسية.

وبدلاً من الطريق الرئيس، اقترح الحوثيون فتح طريق وعر قديم يربط تعز بالريف؛ وقال السكان والمسؤولون في تعز لـ”يمن مونيتور” إن الطريق المقترح ضيق وغير معبد ولم يُستخدم منذ قيام الجمهورية اليمنية، وكان مخصصاً للحمير في زمن الأئمة.

وقالوا إن “الطريق الرئيس المعروف ولو تأخر”.

قال مسؤول في الحكومة مطلع على ملف المفاوضات لـ”يمن مونيتور” حول تأثير رفض الحوثيين فتح طريق تعز: يهدد كل شيء، كان يفترض أن نبدأ المرحلة الثانية من النقاشات في الهدنة من تثبيتها إلى الاتفاق حول الإيرادات وتسليم رواتب الموظفين الحكوميين، إلى توسيع عدد الرحلات والوجِهات من مطار صنعاء الدولي.

وقال إن الحوثيين يشيعون أن الحكومة مسؤولة عن عرقلة رحلات، “هذه إشاعات سيئة وغير صحيحة، هناك إشكاليات إجرائية في مصر والأردن وهذه مسؤولية اللجنة الفنية التابعة لمكتب المبعوث الأممي، وليست قراراً سياسياً من الحكومة القرار السياسي من قِبلنا بالسماح لجوازات الحوثيين تم اتخاذه”.

وقال مسؤول آخر في وقت سابق لـ”يمن مونتور” إن القرار في فتح طرقات تعز سياسي وليس عسكري ولا فني، هم “لا يريدون فتح الطريق حتى لا تنتعش المدينة”، أما عسكرياً فيفترض أن تخشى القوات الحكومية وليس الحوثيين بالنظر إلى المواقع والدخول والخروج من وإلى وسط المدينة.

يتوقف كل شيء

وأضاف “طلبنا واحد من الحوثيين فتح طريق تعز الرئيسية المعروفة للناس ليشعر السكان بانفراجة في الهدنة، فتحنا مطار رئيسي وذللنا الصعوبات الفنية حوله، وفتحنا الميناء للمشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة رغم أن عائدتها تستخدم لمجهود الحرب، والحوثيون لا يريدون فتح طريق واحد فقط!”

وتابع: سيتوقف كل شيء مفاوضات المرحلة الثانية، والحديث حول الإيرادات والبنك المركزي وتوسيع الوجهات وعدد الرحلات، سنبقى فقط في ملف وقف إطلاق النار واللجنة العسكرية، وستمضي الملفين الآخرين من المرحلة الأولى كما هي في مطار صنعاء وميناء الحديدة وفي طريق تعز.

وحول آخر المستجدات بشأن التفاوض في طريق تعز قال في مكتب الرئاسة لـ”يمن مونيتور”:: التقى رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي مع “غروندبرغ” الأسبوع الماضي وأبلغه بتوقف الحديث عن باقي الملفات حتى فتح طريق تعز الرئيس، ووعد بلقاء الحوثيين في مسقط والرد علينا بعد ذلك.

وقال المسؤول: لم يتحدث إلينا غروندبرغ عقب لقاء الحوثيين في مسقط ويبدو أن جهوده كانت مخيبة للآمال.

وأضاف: يمكن عدم تجديد الهدنة في حال رفض الحوثيون فتح الطريق الرئيس إلى تعز، ولن يكون أمام الجميع إلا العودة للقتال.

وقال المسؤول في الحكومة: لا نتمنى أن نصل إلى مرحلة نلاحظ أن الهدنة تقوم على حساب الحكومة، أي عملية سلام يفترض ألا تقوم لصالح طرف على حساب طرف آخر، أو منتصر ومهزوم، هي توصل إلى تسوية وهذه التسوية تكون فيها ربح لكلا الطرفين وتنازل من الطرفين.

 

فشل الهدنة

وأضاف: “وإذا لم يكن هناك استجابة من الحوثيين، فهم من حكموا على الهدنة بالفشل”.

وحول مهمة المبعوث، قال المسؤول: هي الوصول إلى “حل سياسي” في اليمن، ولكن ما نلاحظه أن الجماعة أغلقت الباب على المبعوث الأممي منذ اليوم الأول واستمر رفضهم أكثر من ستة أشهر منذ تعيينه، حتى قدمت الحكومة تنازلات من أجل أن يصل إلى صنعاء ولقاء قادة الجماعة. وبالفعل قدمنا هذه التنازلات وسمحنا للمشتقات النفطية بدخول ميناء الحديدة.

وأضاف المسؤول: والآن ناقشنا الطرقات في عمّان لمدة أسبوعين، ثم ناقشوه في صنعاء لمدة أسبوعين، وقدم المبعوث مقترحاً وافقنا عليه في الحكومة، ثم قالوا يدرسوه في صنعاء لمدة أسبوعين وفي النهاية قدموا مبادرتهم. وإلى الآن “لا نستطيع التوصل معهم إلى اتفاق بشأن طريق، فكيف سنتفاوض على رواتب الموظفين وكم سيأخذ وقت للإيرادات، فكم ستحتاج من الوقت للتفاهم هل عامين؟!” فهناك أمور تأجلت بسبب تعنت الحوثيين وأوقفت التقدم في العملية السياسية بغض النظر كنا موافقين عن هذه العملية أو لا.

وأضاف المسؤول الحكومي: لكننا نرى أنه وما دام هناك هدنة فنحن نحاول أن “نستغل هذه الهدنة ليستفيد منها المواطن، ونقدم أكبر خدمة من هذه الهدنة للمواطن سواء من خلال زيادة عدد الرحلات، من خلال فتح الطرقات ومن خلال دفع الرواتب.

وتابع: نحاول أن يكون لدينا “انفتاح واسع خلال الهدنة من أجل أن يكون هناك خدمات يشعر بها المواطن”.

وانتقد دبلوماسيون يمنيون وغربيون الحوثيين لرفضهم رفع حصارهم ودعوا الجماعة إلى الرد الإيجابي على جهود السلام.

وحذر وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك من أن عدم رغبة الحوثيين وتأخرهم في فتح الطرق في تعز سيعرض الهدنة للخطر.

وقال إن حكومته قبلت اقتراح الأمم المتحدة بشأن تعز لأنه كان بمثابة اختبار لدوافع الحوثيين لتحقيق السلام وإنهاء الحرب.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى