أضحيةُ العيد.. حلمٌ بعيد المنال عن كثير من اليمنيين بسبب الفقر! (تقرر خاص)
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من افتخار عبده
غلاء الأضاحي والانقسام المصرفي للعملة المحلية يعيقان الكثير من اليمنيين عن شراء أضحية العيد الذي سيحل عليهم بعد أيام.
ويقترب عيد الأضحية فيما الكثير من اليمنيين يكافحون للحصول على لقمة العيش تاركين هم العيد وأضحيته خلف ظهورهم، يقولون في أنفسهم: لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.
ويشكو مواطنون من ارتفاع سعر الأضاحي وعدم مقدرتهم على شراء أضحيةً للعيد، فيما يُرجع تجار المواشي سبب ارتفاع أسعار المواشي إلى انقسام العملة المحلية وانهيار سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية.
سعيد حسن يعمل دلالًا في بيع المواشي في التحرير الأسفل داخل مدينة تعز المحاصرة لعامها الثامن، يقول لـ”يمن مونيتور” إن ” نسبة الإقبال على شراء المواشي المخصصة لأضحية العيد هذا العام قلت بشكل كبير على السنوات الماضية، فقد كان يأتي هذا الوقت والناس مقبلون على شراء المواشي وعلى بيعها أيضًا من قبل الناس الرعية بشكل كبير، لكن هذا العام هناك تخوف كبير من الناس من شراء الأضاحي لغلاء أسعارها”.
وأضاف حسن ” يصل أقل سعر للخروف الصغير الذي قد أصبح مسنًا وهو صالح لأن يكون أضحيةً إلى 70 ألف ريال، فيما بقية المواشي من الخراف والماعز يتجاوز سعرها الـ 100 ريال ومنها من يصل سعرها إلى200ألف ريال وأكثر من ذلك، وهذا ما يعيق المواطن عن شراء الأضحية حتى أن الذي يرى السوق لا يكاد يصدق أننا نعيش فترة ما قبل عيد الأضحى”.
وأردف” الكثير من الرعية (الذين يقومون بتربية المواشي) يأتون إلى السوق ليتأكدوا من الأسعار فإن ناسبتهم الأسعار جاءوا بما معهم من المواشي لبيعها وإن وجدوا الأسعار غير مرتفعة ينتظرون متى ترتفع أكثر حتى يبيعوا ما معهم، فصاحب الماشية يطلب مزيدًا من غلاء الأسعار والمواطن يصاب بالهلع إذا سمع أسعار الماشية وهذا ما جعل السوق باردًا إلى هذه الدرجة”.
وتابع حسن لـ” يمن مونيتور” الكثير من بائعي المواشي يريدون بيعها بالعملة الأجنبية أو بالعملة القديمة لأنهم يأتون بها من القرى التي تتعامل بالعملة القديمة أو يقولون إنهم يقومون بشرائها بالعملة القديمة، وهذا الأمر أصبح عائقًا كبيرًا للمواطن الذي يريد شراء أضحية وهو لا يمتلك من المال إلا القليل”.
في السياق ذاته يقول المواطن أبو إلياس” هذا العيد من أسوأ ما يكون بالنسبة للموطن اليمني الذي أتعبته الحرب ودواعيها ليس إلا على مستوى الأضحية؛ بل حتى على مستوى العافية لم تعد الصحة الجسدية كما يجب حتى نقدر أن نقول العيد عيد العافية، اليوم اصبحت العافية متدهورة بسبب الوضع القائم الذي نعيشه نحن المواطنون في ظل الغلاء الفاحش الذي جعلنا نعيش على القليل، القليل فقط الذي يبقينا على قيد الحياة”.
وأضاف” أضحية العيد لم نضعها في قائمة الاهتمام على الإطلاق؛ لأننا بالكاد نقدر على توفير الحاجات الضرورية أما الأضحية فهي مجرد كماليات وإن كان قد شرعها الشرع علينا فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، قد نكتفي يوم العيد بأخذ كيلو من اللحم إن استطعنا إلى ذلك سبيلا”.
وتابع ” هموم كثيرة تقع على عاتق المواطن البسيط المسكين الذي يسعى بكل جهده لتوفير الاحتياجات الضرورية واللازمة لأفراد أسرته، وللأسف الشديد فقد أصبح المواطن اليوم لا يستطيع توفير هذه الاحتياجات على الرغم من أنه يعمل ليل نهار -إن وجد عملًا – والبعض وهم السواد الأعظم من الناس عاطلون عن العمل بسبب البطالة الكبيرة التي جاءت بها الحرب إلى اليمنيين”.
وواصل” اليوم المواطن اليمني قد أصبح قاطعًا لرحمه؛ لأنه لا يستطيع تلبية احتياجات أبيه وأمه و أخواته، فهناك إلى جانب أسرته المكونة من الأولاد والزوجة أسرة أسرة أخرى مكونة من والديه بالإضافةإلى عمات وخالات وأخوات فقد أصبحنا في قطيعة عن كل هؤلاء، وما ضرنا إن قطنا عنا أضحية العيد”.
من جهته يقول المواطن أبو العز” اليوم لم تعد أضحية مسألة مهمة لدى الكثير من أبناء الشعب اليمني المغلوب على أمره، في ظل غلاء لم يشهد له الزمن مثيلاً من قبل في أسعار الماشية بشكل عام”.
وأضاف” أسعار خيالية يتداولها الباعة لتلك الماشية، واستغلال للقادمين على شراء أضحية العيد لهم ولأسرهم، الذين لا يزالون يعظمون شعائر الله، بينما الكثيرون يعودون مكسوري الخاطر لعدم قدرتهم على شراء الأضاحي، ويكتفون بقولهم لقد ضحى عنا نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم”.
وتابع أبو العز حديثه لـ” يمن مونيتور ” أما عني فساحاول أن أعيش أنا وأولادي بعض تفاصيل العيد بشىراء كيلو من اللحم في الثلاث الأيام الأولى للعيد إحياءً لسنة نبينا المصطفى وان كان هذا سيكلفني الكثير؛ لأن أسعار اللحم مرتفعة جدًا وفي أيام العيد بلا شك يستغل تجار اللحوم هذه المناسبة في الضغط علينا نحن المواطنين”.
بدوره يقول المواطن علاء محمد” كيلو من اللحم يوم العيد، هذه هي أضحيتي التي أنا أستعد لها، لست بقادر على شراء خروف يصل سعره لثمانين ألف ريال وأطفالي يبكون لأنهم بغير كسوة للعيد”.
وأضاف علاء لـ” يمن مونيتور” هناك أولويات ينبغي علينا النظر لها قبل النظر لأضحية العيد فأنا واجب علي أن أشتري متطلبات البيت الضرورية التي لا نستغني عنها كالأكل مثلًا، بالإضافة إلى أن ملابس العيد للأطفال من الأمور الضرورية فهم لا يرزقون بها إلا في العام مرة واحدة أو مرتين على الأكثر؛ لذا فالمبلغ الذي سأشتري به خروف العيد سأكسو به أطفالي الأربعة الذين ينتظرون العيد بفارغ الصبر حتى يلبسوا الجديد”.
وتابع” تركُنا شراءَ الأضحيةِ والاكتفاء بكيلو أو اثنين من اللحم لا يعني- إطلاقًا- تركنا لسنة الله ورسوله ولكن الظروف هي من تجبرنا على ذلك، فأنا عاملٌ في محل أحصل منه على مرتب قدره ستون ألف ريال بالعملة الجديدة وهذا الملبغ إذا أردت أن أشتري به خروفًا فلن ألقى ولذا سأترك هذا واهتم بأوليات أخرى تساعد أسرتي قدر الإمكان على أن يعيشوا فرحة العيد”.