معهد بروكينغز: بايدن أمام فرصة لإنهاء حرب اليمن
يمن مونيتور/قسم الأخبار
يملك الرئيس الأميركي، جو بايدن، فرصة لتعزيز هدفه المتمثل في إنهاء الحرب اليمنية عندما يزور السعودية الشهر المقبل، بحسب تحليل لمعهد “بروكينغز”.
ووفقا للتحليل الذي كتبه، بروس ريدل، وهو زميل أول في السياسات الخارجية بمركز سياسات الشرق الأوسط ومدير مشروع الاستخبارات بمعهد “بروكينغز”، فإن الرئيس بايدن يمكنه الضغط على العاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان لفعل المزيد من خلال رفع ما تبقى من الحصار المفروض على شمال اليمن وجعل الهدنة دائمة.
كان فريق بايدن نشطا للغاية بالفعل في إيصال الحرب إلى هدنة هي الأولى منذ عام 2016، إذ دخلت حيز التنفيذ في أبريل وتم تجديدها حتى أغسطس، بحسب التحليل الذي يطالب بتجديدها دون حد زمني.
ويرى الكاتب أنه يجب استخدام النفوذ الذي توفره علاقات الولايات المتحدة الأمنية لإخراج السعوديين من اليمن على اعتبار أن دور واشنطن حاسم في المجهود الحربي السعودي الذي سيظل على الأقل لسنوات قادمة.
ويدور النزاع في اليمن منذ عام 2014 بين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى في شمال البلاد وغربها، وقوات الحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية. وتسبّبت الحرب بمقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة.
ويعتبر وقف إطلاق النار أكثر عرضة للخطر بسبب استمرار حصار المتمردين الحوثيين لمدينة تعز ثالث أكبر مدن البلاد. وعرض الحوثيون فتح طرق خلفية إلى المدينة لكن ليس الطرق الرئيسية كما يقول الخبير الاستخباراتي ريدل الذي يؤكد أن الحوثيين رفضوا الأسبوع الماضي اقتراح تسوية من الأمم المتحدة خلال محادثات بالأردن.
ويمكن أن يشجع بايدن السعوديين على تقديم حوافز للحصول على صفقة لفتح تعز بالكامل، وفقا لتحليل المعهد الأميركي، حيث سيكون أكبر الحوافز تخفيف الحصار السعودي على الشمال الذي يسيطر عليه الحوثيون.
كما يجب السماح بدخول المزيد من الوقود إلى الحديدة، الميناء الرئيسي للبلاد، بالإضافة إلى كميات غير محدودة من الغذاء والدواء والإمدادات الإنسانية الأخرى.
ويتهدد خطر المجاعة الملايين من سكان اليمن، فيما يحتاج آلاف بينهم الكثير من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين، إلى علاج طبي عاجل غير متوافر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير. ويعتمد نحو 80 بالمئة من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات للاستمرار، وفقا لفرانس برس.
وأضاف الكاتب: “يجب على بايدن أيضا الضغط على السعوديين وشركائهم الخليجيين لسحب قواتهم من أجزاء جنوب اليمن التي يحتلونها. السعوديون في محافظة المهرة بجانب عمان والإماراتيون يسيطرون على جزيرتي سقطرى وبريم. يجب وضع كل هذه الأراضي تحت سيطرة السلطة المؤقتة الجديدة المدعومة من السعودية والتي تم إنشاؤها في أبريل لتحل محل حكومة عبد ربه منصور هادي الضعيفة”.
وتابع: “من غير المرجح أن يتم لم شمل اليمن في أي وقت في المستقبل المنظور، لكن يجب على الأقل استعادة وحدة أراضيها من القوات الأجنبية”.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس بايدن بقادة دول مجلس التعاون الخليجي الذين يجتمعون في المملكة، حيث إن الدول الخليجية انضمت للتحالف بقيادة السعودية في اليمن قبل 7 سنوات باستثناء عمان.
يمكن للرئيس بايدن أن يشجعهم على بذل المزيد من الجهد لإعادة بناء البنية التحتية لليمن للمساعدة في التراجع عن أضرار الحرب، كما يجب أن يركز مشروع كبير على تحديث الميناء في عدن الخارج عن سيطرة الحوثيين.
واعتبر الكاتب أن الحوثيين جزء صعب للغاية من المشكلة في اليمن على اعتبار أنهم معادون للولايات المتحدة ولديهم ارتباط وثيق بإيران وحزب الله وغالبا ما يكونوا عنيدين في المفاوضات.
وستساعد إعادة فتح الاقتصاد اليمني على العالم في جعل نظام الحوثي أكثر مرونة في الأجزاء التي يسيطر عليها المتمردون والتي تضم 80 من سكان اليمن، طبقا للتحليل.
ويتمتع بايدن بنفوذ هائل على السعوديين الذين يتوقون إلى استعادة سمعتهم المشوهة التي تضررت من الحرب ومقتل الصحفي جمال خاشقجي. وكما صاغتها مجلة “الإيكونوميست” مؤخرًا، فإن أفضل طريقة لتحسين صورتك هي تحسين سياستك.