صحيفة إماراتية: رفض الحوثيين للمقترح الأممي يفقد عملية السلام في اليمن زخمها
يمن مونيتور/قسم الأخبار
قالت صحيفة البيان الإماراتية، اليوم السبت، إن رفض الحوثيين، المقترح الأممي بفتح ثلاث طرق لمدينة تعز المحاصرة، أفقد عملية السلام في اليمن زخمها الذي رافق إعلان الهدنة في مرحلتها الأولى ودخولها المرحلة الثانية.
وفقا للصحيفة: باتت المخاوف من تعثّر السلام تزاحم الآمال التي أحياها وقف إطلاق النار، واستئناف الرحلات التجارية من مطار صنعاء، وانتهاء أزمة الوقود التي كانت تعصف بمناطق سيطرة الحوثيين، مع السماح بتدفق سفن الوقود الى موانئ الحديدة، فيما زاد من قوة هذه الآمال دخول النقاشات مرحلة تمّ من خلالها تشكيل لجنة عسكرية مشتركة تتولى تثبيت وقف إطلاق النار والتعامل مع أي خروقات، والذهاب نحو فتح الطرقات بين المحافظات.
وأشارت”: فيما كان اليمنيون ينتظرون الاتفاق على إنهاء الانقسام المالي وصرف رواتب الموظفين المتوقفة منذ ست سنوات، والذهاب نحو محادثات سلام شاملة، أتى إصرار الحوثيين على رفض مقترحات فتح طرق عدة والتمسك بمقترح فتح طريق فرعي وحيد إلى مدينة تعز، بمثابة حجر عثرة كبيرة أمام هذه الآمال، ما دفع عضو مجلس القيادة الرئاسي، عثمان مجلي، للتأكيد أنّ الحكومة تفتقد وجود شريك حقيقي لتحقيق السلام في اليمن، رغم تقديم الحكومة العديد من المقترحات وذهابها لمشاورات عدة أفشلتها ميليشيا الحوثي بل وعرقلتها كل الجهود الدولية ورفضها تنفيذ القرارات الأممية.
واستعرض مجلي خلال لقائه، نائبة السفير الأمريكي لدى اليمن، كاثرين ويستلي، التنازلات التي قدمها المجلس الرئاسي والحكومة لتحقيق السلام، عبر العمل مع تحالف دعم الشرعية على تيسير دخول سفن المشتقات النفطية والمواد الغذائية ومتطلبات الحياة عبر ميناء الحديدة، واستئناف حركة الطيران التجاري من وإلى مطار صنعاء، فيما أساء الحوثيون تقدير هذه المواقف.
بدوره، قال السفير اليمني لدى بريطانيا، ياسين سعيد نعمان، إنّ الإعلان عن رفض مقترح المبعوث الأممي بشأن فتح المعابر إلى تعز، ما زال يطبخ ليتم إخراجه بطريقة تشفع للجهات الدولية المختصة تجنب المواجهة مع الحوثي، مضيفاً: «المهم إدراك الجميع أنّ الحوثي مرتاح باستمرار الحرب».
وأوضح مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبدالله السعدي، أنّ الحصار الحوثي على تعز والمعاناة المستمرة جراء الحصار، تتطلب من الأمم المتحدة تسليط الضوء على هذا الأمر وأبعاده الإنسانية، ودعم جهود المبعوث الخاص إلى اليمن، والضغط على الحوثيين للتنفيذ الكامل لبنود الهدنة الأممية، بما في ذلك رفع الحصار عن تعز وفتح الطرقات الرئيسية. واستعرض السعدي، مع المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بمعالجة أوضاع النزوح الداخلي، روبرت بيبر، الأوضاع الإنسانية والتحديات التي تواجه النازحين والتي تتفاقم بسبب الحرب واستهداف المدن والمخيمات، مشيراً إلى أنّ معالجة أوضاع النزوح الداخلي تتمثل بتشخيص الأسباب الرئيسية للأزمة، ودعم الجهود الهادفة لتحقيق السلام الشامل المستدام وإنهاء المعاناة الإنسانية.
وتطرّق السعدي للجهود التي تبذلها الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في ظل الظروف الاستثنائية، والحاجة الملحة إلى مزيد من الدعم الفني في مجال بناء القدرات بهدف تنفيذ مهام الوحدة، وتقديم الدعم اللازم لمعالجة تحديات النزوح الداخلي، والتخفيف من المعاناة الإنسانية، داعياً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود وتقديم مزيد من الدعم للوحدة التنفيذية للقيام بمهامها، والعمل على سد الفجوة التمويلية في خطة الاستجابة الإنسانية لتفادي العجز في إيصال المساعدات الضرورية للمحتاجين، وتنفيذ عدد من المشاريع المتصلة بأوضاع النازحين وتخفيف معاناتهم. ومع استمرار الجهود الإقليمية الدولية لإقناع الحوثيين بالمقترحات الأممية والحفاظ على الهدنة وتمديدها، فإن الطرف الحكومي يشدّد على أنّ فتح الطرق إلى تعز سيكون بوابة عملية سلام شاملة، وسيدفع باتجاه تحويل الهدنة إلى وقف شامل لإطلاق النار ومناقشة أوضاع الاقتصاد، وصولاً لقضايا الحل الشامل.