كتابات خاصة

” تعز”.. ثنائية النصر والخذلان

وئام عبدالملك

بالأمس، خاض رجالات المقاومة الشعبية معركة شرسة في الدفاع الجوي وفي جبهات أخرى، وارتقى 6 شهداء، وأصيب26 آخرون بجروح. بالأمس، خاض رجالات المقاومة الشعبية معركة شرسة في الدفاع الجوي وفي جبهات أخرى، وارتقى 6 شهداء، وأصيب26 آخرون بجروح.
وفي معركة السيطرة على معسكر الدفاع الجوي، قاتل الشباب ببسالة، حتى نفدت كل ذخيرتهم، وفي الوقت الذي كانوا فيه بحاجة لتعزيزات لم يحصلوا عليها، وواجهوا الموت بكل شجاعة، وكان وطنهم ومدينتهم نصب أعينهم.
وتم كما قيل، منع وصول تعزيزات من قبل المنطقة العسكرية الرابعة، والتي يقع مركزها في العاصمة المؤقتة” عدن”، الخاضعة لسيطرة دولة الإمارات العربية المتحدة، ما دفع بنشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للمطالبة بإقالة قائد المنطقة العسكرية الرابعة أحمد اليافعي.
ومنذ كسر الحصار الجزئي عن المدينة بسواعد أبناء تعز الشرفاء، والمواطنون يراقبون عن كثب الأحداث، لتتكشف أمامهم الحقائق تباعا، وبات يشعر المدنيون في تعز باستياء كبير تجاه الحكومة الشرعية، وقوات التحالف العربي، الذين ما تزال تعز بعيدة عن أولوياتهم، وأصبحوا يشعرون بأن العديد ممن يرتدون لثام الوطنية، هم يرتدون رداء “المتاجرة بالوطن”.
بعض شباب المقاومة يشترون الذخيرة من أموالهم الخاصة، لا ذخائر لديهم، وهم يشعرون بامتعاض كبير من تخاذل بعض القيادات الحكومية التي كانوا يعتقدون أن وجودها سيغير مسار الكثير من الأمور، ومن التصريحات التي يصفونها بـ” الكاذبة”، من للتحالف والحكومة الشرعية، الذين يتحدثون عبر وسائل الإعلام، وكأنهم صناع النصر، ولم يقصروا في دعم المقاومة في تعز!
العديد من شباب المقاومة كانوا يعتقدون أن فتح المنفذ الغربي، يعني أن التعزيزات العسكرية ستكون بشكل متواصل، لكن ذلك لم يحدث، للأسف الشديد.
ولكن وعلى الرغم من الخذلان الذي تجده المقاومة في تعز منذ اليوم الأول للمعارك فيها، ومعرفة كل شبابها المخلصين بأنهم في أية لحظة سيرتقون شهداء، ما زالوا يتحدثون عن المعارك القادمة، التي لن يتراجعوا عن خوضها، فكثيرا ما صُنعت الانتصارات العظيمة، وإن كان هناك فارق كبير في التسليح.
ولا اسوأ من أن تسمعوا يا قادة، من أحد الجرحى: “نحن نبذل أرواحنا لأجل هذه البلد، التي تتربعون أنتم على كرسيها، ونقترب من الموت، دون أن تحركوا ساكنا، أو تضمدوا جراحنا”.
لقد أثار الحديث عن اقتراب نهاية المسار العسكري في اليمن، قلق الكثيرين، الذين يرون أنه ربما يُترك الداخل اليمني يواجه مصير الحرب الأهلية، فيما تتم تسويات من أي نوع في الحدود، وهذا سيمثل كارثة لكل اليمنيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى