كتابات خاصة

جمهورية الكرامة

فكرية شحرة

مرت خمسة أعوام لأقوى التحام شعبي ضد مظاهر الإمامة الطاغية من تخلف وجهل وفساد، فبرغم سطوع الجمهورية في السادس والعشرين من سبتمبر/ أيلول عام 1962، إلا أن عهد المخلوع كان استكمالا واستمراراً لأمراض الإمامة بصورة أو بأخرى. مرت خمسة أعوام لأقوى التحام شعبي ضد مظاهر الإمامة الطاغية من تخلف وجهل وفساد، فبرغم سطوع الجمهورية في السادس والعشرين من سبتمبر/ أيلول عام 1962، إلا أن عهد المخلوع كان استكمالا واستمراراً لأمراض الإمامة بصورة أو بأخرى.
وكلما لاحت ذكرى جمعة الكرامة أوجعتنا كرامتنا مما آل إليه حالنا حين تركنا ثعالب الغدر تسرح بين الخيام بأقنعة زائفة ظاهرها المدنية وباطنها الخيانة والإمامة.
لقد كانت تغتال الحلم تدريجيا من قلب الصف، حتى انتهى بها الحال أن تضع كفها الغادر في كف المخلوع لوأد الجمهورية في محاولة تلو أخرى.
لكن شجرة الجمهورية التي غرست في 26 سبتمبر وسقاها السبتمبريون الأحرار بدمائهم الطاهرة، مازال أبناؤهم يسقونها جيل من بعد جيل في وفاء لن يقل أو يزول ولكأنها أرتوت في جمعة الكرامة 18 مارس 2011، ذلك اليوم الفارق في عقلية جيل كامل من الشباب الذين طمحوا لتحقيق العدالة بالسلام فجابههم الطغيان بالرصاص واغتال كوكبة من خيرة شباب الوطن الحالم.
لقد كان يوم الغدر بكل قبحه الصادم لمشاعر اليمنيين الذين دفعوا أرواحهم وأبناءهم للخيام في أعلى صور المدنية للاحتجاج السلمي.
يوم لن تنساه ذاكرتنا رغم توالي المجازر والمذابح في حياة هذا الشعب، إنه ذلك اليوم الذي راقب فيه الملايين أرواح أبنائهم ترتقي لبارئها على شاشات التلفزيون عقب صلاة الجمعة التي نقلت مباشر على الهواء.
والآن وقد استأسدت الثعالب وبرزت أنياب الإمامة في وجوهنا جلية واضحة في زحف الهاشمية السياسية واستيلائها على حلم الدولة المدنية المتحضرة، علينا أن نعاهد تلك الأرواح الطاهرة لجمعة الكرامة بإن اليمن جمهورية حرة للأبد.
لن تئد الإمامة جمهوريتنا أو تخطفها تحت أي مسمى، وفي ظل أي فوضى أو مساندة من حاقد قد أشبع الشعب وجعاً، وسيظل صراعنا معهم قائما حتى يعتنقوا الجمهورية دينا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى