أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتقاريررياضة

“الرياضة”.. لماذا يتلقى اليمنيون هزائم في متنفسهم الوحيد؟ ولماذا ينجز الصغار ويفشل الكبار؟!

يمن مونيتور/ وحدة التقارير / من أسامة كُربش

أصبحت الرياضة هي المتنفس الوحيد للشعب اليمني في ظل الحرب الدائرة في اليمن ومصدر للفرح والسعادة على وجوه اليمنيين أو باعثة للألم والوجع في صدورهم وذلك يعود لما يُقدمه منتخباتهم من نتائج فمنتخب الناشئين العام الفائت أدخل البهجة والسرور على 30 مليون يمني بفوزه ببطولة غرب آسيا إلا أن الأمر يختلف عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الأول فيظهر بصورة قاتمة ويتكبد الخسارة تلو الأخرى.

وشارك منتخبنا الوطني الأول مؤخراً في التصفيات المؤهلة لكأس آسيا وظهر بمستوى هزيل وباهت بتحقيقه نقطة وحيدة بتعادل سلبي مع الفلبين وهزيمة قاسية من المنتخب الفلسطيني بخماسية نظيفة وزاد منتخب منغوليا المغمور من أوجاع اليمنيين بفوزه عليه بهدفين دون رد.

المستوى الكارثي للمنتخب أثار استياءً وغضباً واسعاً في الشارع الرياضي فمنهم من يُحمل القائمين على الرياضة سبب الانهيار وآخرين صبوا جم غضبهم على المدرب والبعض وجه أصابع الاتهام للاعبين، فما هي الأسباب التي أدت إلى تدني مستوى المنتخب وماهي سبل النهوض بالكرة اليمنية، ولماذا الناشئين وليس الكبار وحديث عن جوانب أخرى سنتعرف عليها في هذا التقرير.

قبل شهرين أعلن اتحاد كرة القدم اليمني تعاقده مع المدرب الجزائري عادل عمروش لتولي قيادة تدريب المنتخب براتب 25 ألف دولار على نفقة المملكة العربية السعودية وتعيين أمين السنيني مساعداً له من أجل التأهل لنهائيات كأس آسيا 2023 وتم عمل معسكرات اعدادية أولها كان في مدينة سيئون ثم في مدينة الطائف السعودية وبالأخير في العاصمة القطرية الدوحة ولم يتخلل هذه المعسكرات أي مباراة ودية للمنتخب.

وأشار المدرب الوطني محمد حسن البعداني المدرب الحالي لنادي التلال والمدرب السابق لنادي فحمان الذي قاده للإنجاز التاريخي بتتويجه ببطولة الدوري المحلي تحدث ل”يمن مونيتور” وقال إن ما حصل وما يحصل للمنتخب الأول كارثة وجريمة مكتملة الأركان.

وأضاف البعداني: يتحمل المسئولية بشكل رئيسي هو الاتحاد العام لكرة القدم وذلك من حيث اختياره للجهاز الفني فالمدرب الجزائري عادل عمروش لم يكن في المستوى المطلوب فرفض المدرب لعب مباريات ودية دليل على غباءه وكشف للاتحاد قدراته الفنية.

ويقول البعداني إن اختيار اللاعبين لتمثيل المنتخب لم يكن موفقاً ففي كل العالم فالدوري المحلي هو الفيصل لاختيار اللاعبين وللأسف اللاعبين الذين تألقوا في الدوري لم يتم اختيارهم، ويتساءل قائلاً هل يُعقل أن بطل النسخة الماضية من الدوري نادي فحمان لا يوجد ولا لاعب يمثله في المنتخب الوطني،

ويضيف: لا أعلم ما هي المعايير التي يستندون عليها في استدعاء اللاعبين، ويبدو أن من يربي شعر رأسه هو من يتم اختياره وهناك لاعبين يستحقون التواجد في المنتخب وأفضل بكثير ممن هم في التشكيلة الحالية مثل أسامة عنبر واحمد سعيد واحمد ماهر ومحمد دعبل.

المدرب خالد الزامكي يقول إن ظهور المنتخب بهذا الشكل السيء ليس مفاجئاً لأنه شيء متوقع بسبب العشوائية والتخبط وعدم لعب مباريات ودية والفوضى في الاختيار والاستبعاد للاعبين ، وخطأ الاتحاد العام بالتعاقد مع عمروش المدرب المغمور قبيل المشاركة بشهر وعلى أي أساس سيختار اللاعبين ، ومن العشوائية السفر لمكان التصفيات منغوليا قبل 24 ساعة من بدء المباراة وهي منطقة بعيدة وفارق التوقيت كبير  يتغير فيها المناخ والأجواء فيحتاج المنتخب لفترة أطول للتكيف.

الناقد الرياضي مراد ابو الرجال يقول ل”يمن مونيتور” أن سبب ظهور المنتخب بهذا المستوى هو بسبب ضعف الاستعداد وانقطاع النشاطات الرياضية داخل البلد ، واستمرار هذه العشوائية ستصل بالكرة اليمنية إلى أدنى تصنيف.

 

الحلول

ويرى محمد البعداني أن الحلول ممكنة أولها فرض بطولة الدوري بشكل موسمي ويتواريخ مُزمنّة، وبطولات دوري للفئات السنية، ورفع المكافأت والحوافز للبطل والوصيف من أجل قوة الدوري، والاهتمام بالصغار فمنذ العام 90 لم يُقام أي دوري للفئات السنية على مستوى الوطن.

وأيضاً الاهتمام بالمدرب الوطني وتأهيله وألا يكون تدريب المنتخب حكر على أشخاص معينين وهناك مدربين أكفاء جديرين بتدريب المنتخب لا يتم النظر لهم وأنا لا أتكلم عن نفسي.

ويرى الزامكي أن أنسب حل هو الاعتذار وتوقيف المنتخب عن المشاركة لمدة سنتين إلى ثلاث، مع تفعيل النشاط الداخلي بشكل كامل وقوي بحيث تكون مسابقات محلية تلبي الطموح تنتج لاعبين يمثلوا المنتخب، بحيث اللاعب يلعب أكثر من ثلاثين مباراة في الموسم، ونستطيع بعد ذلك بناء منتخب مشرف من خلال العمل الداخلي الدؤوب وضمان مشاركة جميع الأندية.

“لكن للأسف كل هذه الحلول لا يستطيع الاتحاد الحالي تطبيقها فلذلك من وجهة نظري يجب رحيل واستقالة الاتحاد الحالي وترك المجال للآخرين”-يقول الزامكي.

ابو الرجال قال “هناك حلول عاجلة وتتمثل باستدعاء لاعبين مغتربين وأصحاب الخبرة والاحتكاك وضمهم للمنتخب، وحلول للمدى البعيد هي إقامة دوري مدارس ودوري براعم وافتتاح أكاديميات، وعمل مسابقة دوري احترافي أو شبه احترافي”.،

 

المدرب الأجنبي أم المحلي

جدل كبير يدور حول هوية من يدرب المنتخب الأول وبرأي البعداني أن المدرب المحلي أفضل والمدرب الأجنبي لا يستطيع أن يقدم أو يضيف شيء لأنه ليس لدينا دوري قوي يفرز لاعبين أقوياء ولو أتينا بأفضل مدربي العالم لن يحققوا شيء وليس لديك لاعبين تم تأسيسهم بالشكل الصحيح بالتدريب والاحتكاك.

وبرأي الزامكي أن في هذا الوقت المدرب الوطني هو الأنسب لأنه أخبر بأغوار وأسبار الكرة اليمنية ويعرف تفاصيلها ويستطيع التعامل مع اللاعب وفق الظروف.

أما الناقد الرياضي مراد ابو الرجال يقول لا بد من الاستفادة من المدرب الأجنبي لأنه سيقدم خبراته للمدرب المحلي لذلك أنا أنصح بجلب مدرب أجنبي مع مساعد يمني، والمدرب الأجنبي يجب أن يتمتع بسمعة محترمة ويمتلك سي في مشرف.

 

الناشئون أفضل من الكبار

يُعرف لدى الجماهير اليمنية رضاهم عن منتخبي الفئات السنية الناشئين والشباب بتقديمهم أداءً جيداً ومشرفاً كان آخرها التتويج ببطولة غرب آسيا في ديسمبر الماضي فلماذا الناشئين وليس المنتخب الأول.

ويقول البعداني إن منتخب الناشئين يظهر بمستوى طيب لأن اللاعبين الصغار يلعبون بالفطرة والتدريب والامكانيات لا تؤثر فيهم كثيراً، لكن بعد العودة من الاستحقاق تكون الانتكاسة فاللاعب لا يمارس الأنشطة ولا يعود للنادي بعكس الدول الأخرى التي تهتم باللاعب من خلال توفير التدريبات على أعلى مستوى وتوفير الامكانيات ومواكبة التطور والاستمرار ببطولات دوري في بلده فهنا الفرق.

ويقول المدرب الزامكي إن اللاعب في الفئات السنية موهوب والموهبة هي من تحكم أما المنتخب الأول فتتعقد الأمور فنياً وتكتيكياً وبدنياً ويحتاج اللاعب من وصوله من الناشئين إلى الأول لبرامج تدريبية وتأهيلية واعدادية بشكل علمي ومنظم وهو ما تفتقده بلادنا.

أما أبو الرجال فيقول إن اللاعب في الفئات السنية يلعب بحماس وروح وهذا الحماس دائماً ما ينطفئ مع تقادم العمر وقلة الخبرة والاحتكاك لأن كرة القدم أصبحت صناعة ولصناعتها يجب توفير كثير من المتطلبات لإشعال هذه الموهبة ورفعها وصقلها إلى مستويات عظيمة.

والجدير بالذكر أن منتخبنا الوطني للناشئين يخوض معسكراً اعدادياً بقيادة المدرب الوطني قيس صالح استعداداً للمشاركة في الدفاع عن لقبه في بطولة اتحاد غرب آسيا التي ستُقام في الأردن في الفترة 22 – 30 من يونيو/حزيران الجاري وأوقعت القرعة منتخبنا في المجموعة الأولى بجانب كلاً من العراق والأردن وعمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى