دون موازنة منذ 5 سنوات.. كلية المجتمع في لحج توقف الدراسة ومطالبات بالتدخل لاستئنافها
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من محيي الدين فضيل
لم تستقر العملية التعليمية في كلية المجتمع بمحافظة لحج اليمنية منذ قرار الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، إنشاءها في العام 2017، وتوقفت الدراسة فيها لأكثر من مرة لانعدام الموازنة التشغيلية للكلية الوليدة وهو ما تسبب في تعثر العملية التعليمية لدى العشرات من الطلاب الدارسين فيها.
ومنتصف شهر مايو الماضي، قررت إدارة الكلية الكائن مقرها بمديرية المضاربة بمحافظة لحج، إعلان توقيف الدراسة فيها لأسباب أبرزها انعدام الموازنة التشغيلية، وسط مطالبات للجهات المعنية بالتدخل لإيجاد حل لإستئناف العملية التعليمية”.
ووفق عميد الكلية الدكتور كمال عبد الرقيب، فإن “قرار الايقاف جاء على خلفية تردي وضع الكلية وانعدام الموازنة التشغيلية، والمقدرة بمليون ومائتي ألف ريال يمني، والتي لا تكفي لتغطية تكاليف تشغيل المولد الخاص بالكلية بالإضافة لنقل الأساتذة في الكلية من محافظة عدن إلى لحج”.
وأضاف عميد الكلية في حديث لـ”يمن مونيتور”، أن طاقم الكلية البالغ عددهم 41 معلما وإداريا يعملون بشكل تطوعي منذ افتتاح الكلية في العام2017 ويتقاضون مكافئات تمنحها الكلية لهم تقدر بين 30-50 ألف ريال دون أي امتيازات أخرى يتحصلون عليها.
ورغم الوعود الكثيرة التي تحصّل عليها العاملون في الكلية بالتوظيف، إلا أنها لم تشفع لهم بالحصول على أجور تعاقدية وهو ما فاقم من وضعهم ما اضطر البعض منهم إلى التوقف عن التدريس والبحث عن مصدر دخل آخر”.
وساهم وجود مبنى سابق لإحدى المدارس تم التبرع لصالح الكلية، في افتتاح العملية التعليمية في الكلية بعد أشهر قليلة فقط من افتتاحها حيث تضم الكلية تخصصات التمريض واسعافات أولية وحاسوب ومحاسبة، قبل أن يتم إضافة تخصص قبالة العام المنصرم، إذ احتفلت الكلية بتخرج ما يزيد عن1000 طالبا وطالبة من مخرجات الكلية في حفل نظم في عاصمة المحافظة بحضور محافظة لحج اللواء أحمد تركي.
وطالب العشرات في توقيعات تم توزيعها في مناطق لحج محافظ المحافظة تركي، بالتدخل وإيجاد دخل ثابت كموازنة دائمة تشغيلية للكلية لاستئناف العملية التعليمية فيها وإبعاد شبح التوقف الذي يتكرر كل عام.
وفي هذا الشأن، يقول ياسين عبد الباقي نائب عميد كلية المجتمع للشؤون الادارية والمالية في لحج، إن طاقم الكلية العامل فيها يملك توجيهات صريحة منذ فترة رئيس الحكومة السابق أحمد بن دغر، بتوظيف طاقم الكلية رسميا، لكن لم يتم تنفيذ تلك التوجيهات رغم صراحتها فجميع الطاقم منذ افتتاح الكلية قبل 5 سنوات يعمل بشكل تطوعي ولا يتحصلون على وظائف أو حتى أجور تعاقدية نظير عملهم في الكلية .
وتابع عبد الباقي في حديث لـ”يمن مونيتور”: “توقفت الدراسة قبل شهرين ثم استأنفت بفعل تدخل جهات عدة ثم توقفت لذات الأسباب ، فالموازنة الحكومية المقدرة بمليون ريال شهريا يتم إنفاقها في أجور نقل المعلمون من عدن إلى لحج، بما يعادل 20 رحلة في الشهر بمعدل 50 ألف في كل رحلة فيما متطلبات الكلية الأخرى من نظافة وأدوات قرطاسية لا تتوفر لها موازنة تشغيلية.
وحسب عبد الباقي، فإن ذلك، أثر على الدراسة في الكلية، إذ تراجع الاقبال على الكلية في العام الأخير إلى نحو 150 طالبا وطالبة في جميع التخصصات، نظراً لعدم انتظام الدراسة في الكلية، وانعدام السكن الطلابي فيها على الرغم من وجود 100 غرفة سكنية لكنها بحجاة ماسة للصيانة وإعادة تهيئتها لتصبح صالة للسكن.
من جهته، قال الطالب في الكلية علي وصفي إن “الكلية تفتقر للعديد من المقومات في مقدمتها المختبر بالإضافة لعدم وجود المولد الكهربائي لتشغيل الحواسيب حيث تقتصر الدراسة في الكلية على الجانب النظري دون العملي”.
وأضاف وصفي أن “الطلاب يعانون من جميع تلك المعوقات بالإضافة لنقص الكادر التعليمي حيث يحضرون في الكلية احيانا دون حضور الأساتذة الذين يصلون من عدن أحيانا”.
وتقف الكثير من المعوقات في طريق العملية التعليمية في اليمن منذ اندلاع الحرب فيها عام 2014، من بينها عدم صرف المرتبات، وعدم وجود ميزانية تشغيلية للمؤسسات التعليمية، وهو ما أثر بشكل كبير على العملية التعليمية ووصل الأمر بالعملية التعليمية والتربوية إلى أدنى مستوياتها.