آراء ومواقف

إنترناشيونال سلتة

فيصل علي

تختفي المطاعم اليمنية في كوالالمبور في الأزقة والشوارع الخلفية والبعيدة، هربا من الإيجار المرتفع وهروبا من زحمة الزبائن، لازم المباشرين حقنا ما “يحوشوش” ولا الطباخين أيضا، نحن أمة لا تحب الزحمة ولا الوقوف في الطابور، فقط لقمة السهل والرزق الأسهل.

تختفي المطاعم اليمنية في كوالالمبور في الأزقة والشوارع الخلفية والبعيدة، هربا من الإيجار المرتفع وهروبا من زحمة الزبائن، لازم المباشرين حقنا ما “يحوشوش” ولا الطباخين أيضا، نحن أمة لا تحب الزحمة ولا الوقوف في الطابور، فقط لقمة السهل والرزق الأسهل.
حتى لو كان لنا الريادة وجودة الصنعة، نتعامل مع المنتج اليمني كما نتعامل مع الجنبية، رأسها “صيفاني” أصيل والا حتى “تصيفن”، وحديدها هندوان قديم وذهبها حميري معدوم، ومعانا 200 جنبية في كل اليمن مشهورات وننقلهن من “قيل” إلى أخر ومن ملك إلى شيخ، وبقية الجنابي رديئة ولا عاد عرفنا نصنع مثل “الاولات” ومثلنا مثل حمار على غير العادة أضاع الطريق، مع أنه مبرمج على “جوجل ماب” ونظام الخرائط جي بي اس شغالة، لكن مدري كيف وقعت عليه وأضاع” الصعبة”.
يحتفي العالم هنا في جنوب شرق آسيا بالأكل اليمني، البعض من العرب يحاول القول إنه أكل عربي، مع أن معظم العرب من غير اليمنيين حاولوا فتح أسواق لمنتجاتهم المحلية، لكنهم فشلوا فالاسم اليمني مطلوب بشدة كماركة، والأكل يثبت للزبون صحة الادعاءات.
ينسى أصحاب المطاعم أن غزو الأسواق قد تغيرت مفاهيمه منذ 500 سنة، حين وصل التجار اليمنيون إلى جنوب شرق آسيا، وأن العالم قد تغير، لم يعد عهد الدكاكين موجودا وأن العالم صار ماركات مسجلة من كنتاكي إلى فليبس بدي لحلاقة المناطق الحساسة، وأن اقتصاد الدكان “روح زمان القلافد والقفة والدبية والقنامة والغرارة والبقشة” انسوا تلك المفاهيم فكل شيء تغير.
طبعا من المستحيل أن يجتمع عشرة من أصحاب المطاعم، ويكونوا شركة أغذية مساهمة محدودة، وكله على “سب الميدرة” وعدم الثقة، الحضرمي ذكي لأنه لا يضع البيض كلها في سلة واحدة، وإنما يقسمهن “عصائب وغرائر” وسوى خمسة دكاكين والباقي على الله، وهذا هذيان محض في عالم المؤسسات والشركات العابرة للقارات.
من المستحيل أن يفكر صاحب مطعم بفتح فرع له في المولات العملاقة حيث يمر يوميا آلالف الزبائن، لماذا لا يفتح أحدهم زاوية للفحسة والسلتة في مول برجي بتروناس؟ سلته في بتروناس الله يسامحك.. آمين يا رب، سامحني على طرح الفكرة مجانا للرأي العام، أما غير ذلك لا تسامحني يا رب إن لم أقله.
تحسين وتجويد المنتج لا يحتاج إلى علماء ذرة ولا إلى مليار دولار، يحتاج فقط إلى خبير ديكور وطباخين مهرة وخبير مولات وإيجارات ومتذوق أطعمه يتحسس العيب والنقص من ملعقة شربة.
خمسة عشر ألفا من اليمنيين يقيمون في ماليزيا وعشرات المطاعم البعيدة عن الحركة، المهم أنها تقدم الشيشة ويتجمع فيها المتسكعون العرب، وآخر الليل الدرج “عطل”، المشكلة مش منكم بل من المسلسلات والأفلام المصرية الهابطة، ومن تقليدكم لصورة “المعلم الخرونج” الي يشيش بباب المقهى أو المطعم.. نقل الشكل المصري أو اللون المصري إلى ماليزيا مجرد مهزلة، الناس هنا تخرج للعمل سنة الفجر وتعود ستة المغرب لا وقت للشيشة ومقاهي سيدنا الحسين والسيدة زينب.. في مجتمع العمل لا مكان للمتسكعين.
ما يهمني أنا كعابر سبيل لست تاجرا ولا لي في تجارة الفحسة ولا في إنترناشيونال سلتة عرض المنتج اليمني، الذي ينافس ويعرض بطريقة حضارية وفي أماكن تجارية معروفة، يهمني اسم اليمن والترويج للأكل اليمني كماركة، تدل على هوية وحضارة يمنية، يهمني أن تكونوا طيبين أينما كنتم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى