آراء ومواقف

ما أهمية تحرير تعز؟

عبد الصمد درويش

تتسارع الأحداث في اليمن، فها هي تعز، المدينة التي تركت وحيدة أشهر طوالاً تواجه قدرها، تصنع الآن تاريخها من جديد، على يد أبنائها لتكسر قوى الانقلاب، وتتخلص من ظلم الحصار.

تتسارع الأحداث في اليمن، فها هي تعز، المدينة التي تركت وحيدة أشهر طوالاً تواجه قدرها، تصنع الآن تاريخها من جديد، على يد أبنائها لتكسر قوى الانقلاب، وتتخلص من ظلم الحصار.
تتنفس تعز الصعداء بعد حصار خانق، تنفست معها الروح اليمنية أوكسجين المعنويات، في مجابهة الانقلاب الحوثي الصالحي، وتحديداً المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، وحليفهم صالح، بشكل كامل، كما هو الحال في أغلب مدن الشمال اليمني، بما فيها العاصمة صنعاء.
ثمّة بوادر تصب في مصلحة الوطن اليمني نحو التخلص من انقلاب مليشيا الحوثي وصالح، برزت هذه البوادر عقب التقدم الذي أحرزته المقاومة في تعز، تبعتها أنباء عن انشقاق شخصيات قبلية في مناطق الطوق حول صنعاء. وبلا شك، هذا ما سيقض مضجع صالح وحلفائه، كون الرجل، منذ أسابيع، يحشد التعبئة في تلك المناطق، ويرسل قيادات من حزبه، لاستعطاف رجال القبائل في محاولةٍ، لأن يستميتوا في مواجهة المقاومة الشعبية والجيش الوطني الذين باتوا قريبين من صنعاء، بعد سيطرتهم على مواقع مهمة في مديرية نهم، وقبلها مناطق واسعة في محافظات الجوف ومأرب.
تخوض تعز تمشيط مختلف الجبهات نحو التحرير الكامل الذي يتوقع خلال أيام أو أسابيع، وسيمثل ذلك انكساراً كبيراً في صفوف قوى الانقلاب، لن يتوقف على تعز، بل سيصل صداه إلى بقية المحافظات، مثل إب والحديدة وذمار، مع خصوصية بعض المناطق التي سيدفع الحوثيون كل ما في وسعهم للبقاء فيها، مثل صنعاء وصعدة وحجة، لوجود خرافة السلالة الهاشمية التي استغلها الحوثي، واستنزف أبناء تلك الأسر في حروبه، غير أن هذه المواجهة لن تطول مهما استمرت.
يستدعي هذا الزخم الشعبي النابع من انتصار تعز من الشرعية والتحالف العربي عدم إهداره إن أرادوا تسارعاً فعلياً على طريق دحر الانقلاب، وعودة الشرعية فعلاً. بمعنى ترتيب صفوف المقاومة والجيش الوطني في أكثر من جبهة، ودعمهما لتحقيق تقدم، تبدو المعنويات الحالية أكثر استشرافاً له، وتوقاً إليه، أضف إلى ذلك حالة التصدّع غير المعلنة بين تحالف الانقلاب، عقب مفاوضات وفد حوثي زار السعودية قبل أيام، وصل بهم الحال إلى مواجهةٍ عسكريةٍ في مواقع من محافظة حجة الشمالية، قرب منطقة حرض القريبة من الحدود السعودية.
كما كانت تعز سباقةً، ونبراساً لثورة الحادي عشر من فبراير، بل وما سبقها من ثورات منذ مطلع خمسينيات القرن الماضي، وإسهامها المبكر ضد حكم الإمامة، شكلت خلالها هذه المدينة شرارة الانتصارات ومهد التحولات الكبرى ونبع الوطنية الجامع للكل من دون استثناء.
ستكون بالقدر نفسه على طريق الخلاص من الانقلاب، ومعادلة مختلف النتوءات الحاصلة حالياً، والنداءات التي تستهدف تعميق الشرخ في الجسد اليمني، فهي المدينة والمدنية معاً، وأيقونة اليمن والنضال والتعايش، فبتحريرها الكامل ينفرط عقد الانقلاب بشكل متسارع، وسيعم النصر ربوع البلاد.
نقلا عن العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى