أنشئت في خمسينيات القرن الماضي.. أقدم مدرسة في لحج اليمنية مهددة بالانهيار (تقرير خاص)
يمن مونيتور/ وحدة التقارير / من محي الدين فضيل
قرابة 70 عاما مضت على تشييد مبنى مدرسة “التربة” للتعليم الأساسي بمديرية المضاربة شمال محافظة لحج جنوب اليمن، (أقدم المدارس التعليمية بالمحافظة)، ومع مرور الزمن بات هذا الصرح التعليمي الشامخ مهدد بالانهيار والسقوط جراء الاهمال، والوعود المتكررة بإجراء عمليات الترميم.
تشير المعلومات، إلى أن التعليم النظامي في المدرسة بدأ في العام 1956 من خلال أربع فصول دراسية بنيت في عهد الاستعمار البريطاني بعد أن نقل نظام التعليم في المنطقة من جامع أبو الأسرار التاريخي للمدرسة، وعلى إثرها تخرج الآلاف من الطلاب والطالبات من المدرسة.
وحالياً، يقتصر التعليم في المدرسة على النظام الأساسي بعد فصل النظام الثانوي التابع لها إلى مدرسة مستقلة مطلع العام2000، وقد تخرج منها الآلاف من الطلاب ومنهم من وصل إلى رأس هرم السلطة في البلاد.
مراسل “يمن مونيتور”، زار المدرسة التي توصف بـ”العتيقة”، واطلع على حجم الانهيار الذي طال المبنى في جميع الفصول الدراسية والمكتبة المدرسية، حيث تظهر عوامل الانهيار في النوافذ والأبواب وتشققات الجدران وسقوف المبنى.
“وعود الترميم تذهب إدراج الرياح”
وفي هذا الشأن، يقول عقيل علي عبد الرحيم مدير مدرسة التربة حالياً، إن إدارته والادارات السابقة للمدرسة خاطبت جميع الجهات بشأن المدرسة ووضعها، وما آلت إليه الأوضاع، لافتاً إلى أن الادارة الحالية للمدرية اضطرت خلال العام الدراسي الأخير إلى وضع الكراتين (حافظات المواد الغذائية) على النوافذ المتساقطة لقدمها للحفاظ على الطلاب من صقيع البرد”.
وأضاف مدير المدرسة، في حديث لـ”يمن مونيتور”، أن جميع الوعود التي تلقتها المدرسة ذهبت أدراج الرياح ولم تحقق المدرسة مرادها وازداد الوضع سوءً حيث تعرضت الكثير من الكتب المدرسية إلى الاتلاف وتساقط سقوف الكثير من فصول المدرسة، ما دفع الادارة الحالية إلى نقل الوثائق التاريخية خلال حقبة الخمسينات والستينات إلى منازل المعلمين للحفاظ عليها.
وتابع: “توجد في المدرسة وثائق الطلاب منذ تأسيسها بالإضافة إلى توجيهات وتوقيعات مدير المعارف ومسؤولون بريطانيون كانوا يقومون بزيارة المدرسة حيث وأن المدرسة كانت الوحيدة الموجودة في مناطق المضاربة وتوافد إليها الطلاب من مختلف المناطق للدراسة وطلب العلم.
وناشد مدير أقدم مدرسة في لحج، الجهات المسؤولة بالإيفاء بوعودها وإنقاذ ما تبقى من المبنى التاريخي للحفاظ على هذه المعلم التربوي الهام وتاريخه الطويل لدى الآلاف من الطلاب والطالبات من أبناء المحافظة.
وكان مدير مكتب وزارة التربية في مديرية المضاربة بمحافظة لحج فهد عبد القادر، بشر مطلع العام الدراسي الماضي بإدراج المدرية في إدارة المشاريع المطلوب ترميمها لكن لم يحدث شيئا من تلك الوعود” وفقاً لمصادر محلية.
“جيل رفيع وصل لرأس الدولة عبر هذا المعلم”
وحسب رئيس مجلس الآباء في المدرسة علي المطري، فإن أولياء أمور الطلاب الطالبات في تلك المناطق متخوفون على تعليم أولادهم في مبنى المدرسة بسبب تهالكه وقدمه، خاصة خلال الأمطار الأخيرة التي زادت من وضع المدرسة إلى الأسوأ.
وناشد المطري عبر “يمن مونيتور”، السلطة المحلية والتربية التعليم إلى الصدق في مواعيدها و‘عطاء هذا المعلم حقه من الاهتمام نظير ما قدمته المدرسة، طيلة ستة عقود من خدمة العمل التعليمي في الصبيحة قبل تساقط وانهيار المبنى وعدم جدوى الندم بعد ذلك.
وأشاد المطري، بأهمية المدرسة نظير ما قدمته في تخريج الكثير من المسؤولين في الدولة على رأسهم وزير الدفاع السابق والمحتجز لدى الحوثيين محمود الصبيحي بالإضافة لبرلمانيين يمنيين، مشيراً إلى وجود وثائق بذلك تحتفظ بها المدرسة كشاهد على ذلك، مخاطبا تلك الجهات برد الجميل لهذه المدرسة.
الجدير بالذكر، أن عدد المدارس في مديرية المضاربة بمحافظة لحج، يبلغ عدد48 مدرسة أساسية وثانوية فيما يبلغ عدد الطلاب فيها12 ألف طالبا وطالبه، ويمثل النقص في الكادر التعليمي منذ سنوات الحرب أبرز المشاكل التي تواجه تلك المدارس عقب توقف التوظيف ودخول 200 معلما في سن التقاعد عن العمل بعد انتهاء الخدمة.