أوجاعٌ قاسية تتجرعها اليمنيات في تعز جراء حصار الحوثيين! (تقرير خاص)
يمن مونيتور/ تقرير خاص
أثار تجاهل الأمم المتحدة لملف حصار تعز الكثير من الغضب في أوساط سكان المحافظة والكثير من الناشطين الإنسانيين ممن يتابعون ما يحدث في تعز جراء الحرب والحصار.
وتضرر كل سكان المدينة من الحصار لا سيما شريحة النساء والتي أصبحت أكثر عجزًا مع الحصار الجائر.
مئات من النساء والفتيات بين قتيلة وجريحة في تعز بسبب الحصار والألغام والقنص الحوثي، والآلاف من الفتيات من انقطعن عن التعليم والدراسة بسبب التهجير والحصار.
احتجاجات نسوية متكررة تطالب بفك الحصار وتندد بتجاهل الأمم المتحدة، كان آخرها قبل يومين.
تقول الناشطة داليا محمد لـ” يمن مونيتور” نحن نتساءل لماذا كل هذا التجاهل تجاه تعز وفك الحصار عنها، فقد عانت هذه المدينة كثيرًا وتأثرت من الحصار المدينة كلها بما فيها شريحة النساء”.
وأضافت” هناك الكثير من الطالبات من توقفت عن التعليم بحجة أنها تعيش في الطرف الآخر ولأسباب أخرى كا الوضع الاقتصادي الذي لا يسمح، وكذلك فارق العملة، والمواصلات، و الكثير من الأسر تكون غير قادرة على أخذ بيت بالإيجار لابنتها لتكمل تعليمها وفي الوقت ذاته لا تأمن الأسر على ترك بناتها بعيدة عنها، هذا فقط في الجانب التعليمي”.
وتابعت داليا ” الكثير من حالات الطلاق تمت والكثير من المشاكل الأسرية حدثت نتيجة التباعد الأسري، فإما أن يكون الزوج داخل المدينة وزوجته بعيدة عنه أو عكس ذلك وهذا ما أثر سلبًا على الحياة الاجتماعية بشكل عام”.
عناء المرضى
وبينت داليا محمد في حديثها لـ” يمن مونيتور أن ” عناء المرضى يزداد كل عام فمعاناة مرضى الفشل الكلوي كل يوم تتفاقم وكذلك مرضى السرطان خصوصًا أن الطرف الآخر- الحوبان- لا توجد به مراكز غسيل كلوي ولا مراكز تختص بمرضى السرطان، وهذا ما أدى إلى أن الكثير من الحالات ساءت والكثير من الحالات توفت؛ لأن البعد كلف المرضى الكثير من الوقت والجهد والمال لأجل السفر للعلاج داخل المدينة”.
وأوضحت ” كل المبادرات التي تمت من عام 2016 والحوثيون يشترطون لأجل فك الحصار عن تعز فتح مطار صنعاء وما دام وقد فتح مطار صنعاء فالأولى فك حصار تعز، كفى هذه المدينة تعبًا وعناء”.
وواصلت ” إنسانية الأمم المتحدة تتجزأ وإن كان المبعوث الأممي يقول إن إنسانيته موحدة فالأولى أن تفتح طرق مدينة تعز، خصوصًا وأن هذه المدينة محاصرة عن بعضها، مدينة تعز بسبب الحصار لا تتصل بأجزائها الأخرى، هي في معزل عن أجزائها الأخرى وليس المحافظات الأخرى وحسب”.
في السياق ذاته تقول بسمة محمد( طالبة إعلام): إن “المرأة في تعز عانت بشكل كبير بسبب الحصار الجائر على مدينتها، بل أصبحت في حالة يرثى لها، فالحرب والحصار خلَّفا العديد من المآسي للمرأة في تعز”.
وأضافت” هناك من فقدت رب أسرتها وهناك من فقدت منزلها، وهناك من أصابتها إحدى الرصاصات وأعاقت حركتها، وفي الجانب الآخر من كانت تعمل في إحدى المؤسسات وفقدت مصدر دخلها والكثير طالبات العلم من توقفت عن مواصلة التعليم لأسباب تختلف من واحدة لأخرى، ولكن العامل الرئيسي كان الحصار وما خلفته الحرب”.
وأردفت بسمة لـ” يمن مونيتور” نزحت بعض النساء ولم يستطعن الرجوع إلى منازلهن أو زيارة أهاليهن بسبب عدم استقرار أمن المدينة فتعيش معظم نساء المدينة حياة صعبة للغاية، وهناك من تعاني من أمراض عصية لكنها لا تقدر على الخروج من المدينة للبحث عن دواء؛ بسبب وعورة الطريق وارتفاع تكاليف السفر”.
وتابعت” الكثير من نساء تعز من اللاتي يعانين من المرض من تبات تكابد المرض وتفضل البقاء على الوجع على أن تعيش معاناة أخرى تضاعف حالتها الصحية والنفسية في السفر في الطرق الوعرة والبعيدة”.
وواصلت ” المرأة في تعز في زمن الحرب والحصار تجد نفسها عاجزة أمام تلك الظروف القاسية التي فرضها عليها الحصار فتسوء حالتها النفسية؛ لأنها لا تستطع القيام بأي شيء يقيها شر الحرب والحصار وهذا ما أدى إلى إصابة الكثير من النساء داخل مدينة تعز بالحالات النفسية الميؤوس منها”.
من جهتها تقول المواطنة رضية أحمد” ثلاث سنوات لم أزر فيها أهلي الذين يسكنون في الحوبان؛ وذلك لأن تكاليف السفر باهظة من ناحية وبعد المسافة من ناحية أخرى”.
وأضافت رضية لـ” يمن مونيتور” مضت ست سنوات على زواجي لداخل مدينة تعز لم أزر فيها أهلي إلا مرة واحدة قبل ثلاث سنوات”.
وأردفت” حتى دخولي للمدينة في يوم زفافي كنت أرتدي العباية السوداء كأني أعيش يومًا عاديًا لا يوم زفاف وفرح كما تعيش بقية الفتيات يوم زفافها؛ فقد اضطر أهلي أن يودعوني وداعًا عاديًا وأن أفارقهم فراقًا غير عادٍ وكل ذلك بسبب حصار الحوثيين لمدينة تعز وغضبهم عليها”.
وتابعت” إلى اليوم الكثير من أهلي من غادروا الحياة وأنا لم أزرهم ولم أعش معهم ولو للحظات، وأطفالي اليوم لم ينعموا بحنان أجدادهم ولم يروهم إلا عن طريق صور في الجوال وكل هذا لأني غير قادرة على السفر”.
وواصلت” فك الحصار عن تعز مطلب إنساني قبل كل شيء، ينبغي أن ينظر له بمصداقية ومسؤلية واهتمام فقط لأجل الإنسان الذي تعب كثيرًا داخل هذه المدينة”.