إطلاقُ النارِ في الأعراس ظاهرةٌ مقلقة تتسع مع الحرب وغياب الدولة! (تقرير خاص)
يمن مونيتور/وحدة التقارير/ خاص:
أصبح اقتناء السلاح الشخصي من الضروريات لدى الكثير من المواطنين المدنيين في اليمن لاستخدامه في الأوقات الضرورية، منها في المناسبات كالأعراس والنجاح ونحو ذلك.
وظاهرةُ إطلاق النار في الأعراس- في كثير من الأحايين- تحيل الأجواء الفرائحية إلى أحزان بسبب رصاصة طائشة أطلقها مدني لا يجيد استخدام السلاح فعادت على مدني آخر فكان ضحيتها.
يقول المواطن عزان قائد إن”الحرب في اليمن عملت على انتشار السلاح بيد الكثير من المواطنيين، وقد أصبح من السهل اليسير الحصول على السلاح؛ فهناك أسواق لبيع وشراء الأسلحة والطلقات النارية، دون أي ضوابط؛ في ظل غياب الدولة وتراجع دور الأمن؛ بل قد أصبح بيع وشراء السلاح مهنة لدى الكثير من الناس؛ لذلك أصبح السلاح في متناول الجميع”.
وأضاف عزان لـ” يمن مونيتور” أصبحت ظاهرة إطلاق النار في الأعراس من قِبل أهل العريس أو أصدقائه أو العريس نفسه عادةً يتفاخرون بها، وبحجم الفرحة الكبيرة التي تعيشها هذه الشريحة قد يعيش الآخرون الحزن والأسى”.
ومضى قائلًا:” الناس- اليوم- يقولون: إنه ليس هناك فرحة سوى أفراح الأعراس لذا فهم يحاولون أن يعيشوها بكامل تفاصيلها؛ يرون أن الكل ينبغي عليه أن يعلم أن في بيت فلانٍ من الناس فرحًا وأن السبيل لإشهار هذ الفرح هي الطلقات التي تملأ السماء”.
وواصل ” يبدأ أهل العريس من اليوم الأول للاحتفال بإطلاق النار وفي كثير من الأعراس يحدث أن يطلق أهل العريس النار كل ليلة حتى نهاية أيام العرس وفي أثناء وصول العروس تكثف الطلقات النارية وقد يقع ما يقع من حزن وأسى خلال هذه اللحظات”.
( إقلاقُ السلم الاجتماعي)
في السياق ذاته يقول نجيب الشميري لـ” يمن مونيتور”تعد ظاهرة إطلاق النار في الأعراس من الممارسات والسلوكيات التي تخالف مبدأ السلم الاجتماعي وتتعارض مع مظاهر الفرحة في المجتمع اليمني؛ إذ إن إطلاق الرصاص الحي لايكون إلا في المواجهات العسكرية أو الحروب”.
وأضاف” هذه الظاهرة القاتلة قد تحيل الفرح إلى مأتم في ظرف ثانية واحدة فقط، وكثيرةٌ هي الحوادث التي حدثت واردت الكثير قتيلًا بسبب راجع من رصاصة”.
وواصل الشميري “ظاهرة إطلاق النار في الأعراس تشهد تزايدًا خلال سنوات الحرب وهذا يعود إلى غياب الرقابة الأمنية ولجوء بعض الجهات الأمنية إلى محاسبة من يقوم بإطلاق الرصاص في الأعراس ليس للحد من انتشار الظاهرة وإنما لأجل الابتزاز وأخذ المقابل المادي؛ وهذا ما جعل الناس يطلقون الراصاص الحي في الأجواء للتعبير عن أفراحهم غير مباليين بما سيحدث بعد ذلك”.
وأرسل الشميري رسالته لمن يتفاخرون بإطلاق الرصاص في الأعراس” أقول لهم أفراحكم قد تحول حال غيركم إلى أتراح، وقد لا ينجو منها أقرب الناس إليكم، وعدم إطلاقكم الرصاص في الأعراس ليس دليلًا على البخل ونحوه ولكنه دليل وعي ومسؤولية وإدراك أن الرصاص يقتل ولا يسعد ، يميت ولايحيي ، يحزن أكثر مما يفرح”.
(تزايدُ عدد الضحايا)
من جهته يقول شعيب الأحمدي لـ” يمن مونيتور”تعاني المجتمعات العربية التي تشهد الحروب وينتشر فيها القتل والدمار للنفس الإنسانيّة البريئة بسبب الرصاص والطلقات العشوائية الطائشة التي قد يطلقها إنسان فقير ماديًا وعلميًا دون علم بالنتيجة المأساوية التي ارتكبها في وقت البهجة والسرور التي يعيشها في الوقت نفسه، ومن هذه المجتمعات مجتمعنا اليمني الذي يعاني من الحرب منذ أكثر من سبع سنوات، وبهذه السنوات تزايد عدد الضحايا سواء بالقتل عمدًا أو بالقتل عن طريق الخطأ”.
وتابع الأحمدي “عندما يكثر الجهل والتخلف وتنتشر الأسلحة ويكثر حاملوها في كل مكان، تتزايد المأساة في المجتمع، وهنا عندما غابت الدولة في زمن الحرب اختلفت الموازين وتغيرت المعادلة التي يعيش فيها الإنسان، فهناك أهالي الأعراس ينصبون المخيمات ويحتفلون ويرقصون ويطلقون الرصاصات العشوائية إلى الأجواء فرحًا وتعبيرًا عن سرورهم، وهناك في الطرف الآخر تنصب مخيمات للعزاء والمواساة ويعج المكان بصوت البكاء والنحيب على رحيل عزيز عليهم فُقد بسبب طلقة طائشة”.
وأردف” في وقتنا الراهن الذي تشهد فيه اليمن كاملة وتعز على وجهة الخصوص، تشهد الحرب بهذه السنوات أصبح إطلاق النار في الأعراس والمناسبات ظاهرة أشبه بالمعتاد عليها؛ وكل هذا لأن غالبية من في المجتمع يمتلك السلاح ولا يوجد رقيب أو حسيب، على الرغم من أن هذه الظاهرة قد تأتي بنتائج خطيرة بحق الإنسان البريء”.
وواصل” يوم بعد آخر يتزايد عدد الضحايا وتنتشر رائحة الموت وتتعالى أصوات النحيب والبكاء في المجتمع، منها بسبب الحرب ومنها بسبب جنون أهالي الأعراس”.