في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. تضامن واسع مع الصحافيين اليمنيين المعتقلين لدى الحوثيين
يمن مونيتور/ رصد خاص
يحتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث من مايو/أيار من كل عام، في الوقت الذي لا تزال جماعة الحوثي تختطف العديد من الصحفيين اليمنيين في مناطق سيطرتها وإصدار حكم جائر بإعدامهم بعد اختطافهم وإخفائهم وتعذيبهم منذ العام 2015م.
وقتل 49 صحفيا ومصورا أغلبهم على يد المسلحين الحوثيين، منذ بداية الحرب الدائرة في اليمن، والتي دخلت عامها الثامن، وفق احصائية حديثة لنقابة الصحفيين اليمنيين.
وأعلنت العديد من المنظمات المحلية والإقليمية والدولية، تضامنها الواسع مع الصحافيين اليمنيين المعتقلين لدى جماعة الحوثي منذ عدة سنوات دون مبرر أو مسوغ قانوني، وطالبت بسرعة الإفراج عنهم وإطلاق سراحهم دون قيد أو شرط، وإفساح المجال أمام حريات الصحافة التي دمرتها الحرب كما دمرت بقية مقومات الحياة في اليمن منذ نهاية العام 2014.
وعبرت نقابة الصحفيين اليمنين في بيان لها، بمناسبة اليوم العالمي للصحافة، عن غضبها وألمها الشديد إزاء إصرار جماعة “الحوثيين” على اعتقال أربعة صحفيين، وهم “عبدالخالق عمران وتوفيق المنصوري وأكرم الوليدي وحارث حميد”، وإصدارها حكما جائرا بإعدامهم بعد اختطافهم وإخفائهم وتعذيبهم منذ العام 2015، بحسب تعبيرها.
وأكدت نقابة الصحفيين أن الحوثيين يواجهون المطالب المحلية والدولية بـ “إطلاق سراح الصحفيين الأربعة بصلف وتعنت ورفض في آن واحد”.
وتابعت النقابة: “في الوقت نفسه، لا يزال الصحفيان وحيد الصوفي ومحمد قايد المقري، مخفين قسريا لدى جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة في صنعاء حضرموت منذ العام 2015م، في ظروف غامضة، ما يفاقم حالة القلق الشديد لمصيرهما”.
وبحسب النقابة اليمنية، فإن العاملين في وسائل الإعلام الحكومية في مناطق سيطرة الحوثيين يعيشون ظروفا اقتصادية غاية في السوء، جراء انقطاع مرتباتهم منذ العام 2016، الأمر الذي دفع بالكثير منهم إلى العمل في مهن قاسية لا تتناسب مع قدراتهم وإمكانياتهم.
وقالت: “الصحفيون اليمنيون يعيشون أزمات متعددة، وحالة شظف معيشية بالغة السوء، وظروف قاسية من جوع وحرمان وقهر ومطاردة وإهمال وترهيب، بعد إغلاق عشرات الوسائل الإعلامية الأهلية والمعارضة، وفقدان مئات الصحفيين لأعمالهم، ومطاردة السلطات المختلفة والمتناحرة لأصحاب الرأي، وترويعهم، وتخلي مؤسسات الدولة عن مهامها في توفير سبل العيش الكريم، وحماية حقوق الصحفيين والموظفين والعاملين في مختلف مؤسسات الدولة”.
ودعت في هذا الاطار، الحكومة المعترف بها دوليا إلى سرعة صرف رواتب العاملين في وسائل الإعلام الحكومية، وعدم ربط قضيتهم باتفاقات لا تنفذ، بينما المعاناة تكوي الزملاء الصحفيين في كل لحظة.
كما طالبت نقابة الصحفيين كافة الأطراف، وفي مقدمتها جماعة الحوثيين، إلى إيقاف سياسة العداء تجاه الصحافة والصحفيين وأصحاب الرأي، والقبول بالتعدد والتنوع وحرية الصحافة، باعتبارها خطوة ضرورية ومهمة تسهم في تحقيق السلام وتصويب الأخطاء.
على صعيد متصل، أكد المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس جروندبرج، الثلاثاء، على ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن الصحفيين والإعلاميين المحتجزين في اليمن.
وقال جروندبرج: أكرر دعواتي لجميع الأطراف لحماية حرية الصحافة، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الصحفيين والإعلاميين المحتجزين وضمان بيئة مستقلة وآمنة ومواتية للعاملين في مجال الإعلام.
في السياق، طالب مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بضرورة العمل بجدية من أجل سرعة وقف أحكام الإعدام التي أعلنتها جماعة الحوثي بحق صحفيين معتقلين في سجونها وإطلاق سراحهم فورا.
وقال المركز في بيان (منظمة إقليمية حاصلة على الصفة الاستشارية لدى الأمم المتحدة)، “إن حرية الصحافة باليمن هي الأسوأ من أي مكان آخر في العالم”.
ووصف المركز في بيانه، وضع الصحفيين بأنه الأشد تعقيدا بسبب ظروف الحرب التي تعصف باليمن منذ انقلاب سبتمبر 2014، وبسبب تغول ميلشيات منفلتة في كل مفاصل اليمن واختطاف الدولة.
وطالب المركز، مبعوث الأمم المتحدة هانس غروندبرغ العمل على وقف أحكام الإعدام وإطلاق سراح الصحفيين والمعتقلين السياسيين دون اخضاع ذلك لأي نوع من المقايضة كون القضية قضية حقوقية بامتياز.
على الصعيد، طالبت منظمة رايتس رادار المجتمع الدولي بممارسة الضغط على جماعة الحوثي لإطلاق سراح الصحافيين المحتجزين لديها، وبالذات الذين يواجهون خطر الإعدام بقرارات غير عادلة.
ودعت المنظمة في بيان، أطراف الصراع في اليمن الى تجنيب وسائل الاعلام والصحافيين والعاملين في هذا المجال تبعات الصراع ووضع حدٍ لكل الانتهاكات التي تستهدف الصحافيين ووسائل الاعلام.
وأوضحت رايتس رادار أنها وثقت منذ بداية الحرب في سبتمبر/أيلول 2014 حتى مارس/شباط 2022، 1465 حالة انتهاك، تنوعت بين القتل والإصابة والاحتجاز التعسفي والاخفاء القسري والتعذيب، إضافة الى التدمير الجزئي أو الكلي للمؤسسات الاعلامية والاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة.
من جانبها، قالت منظمة ميون لحقوق الإنسان، إن الصحفيون في اليمن يعملون في بيئة عمل خطرة يتعرضون خلالها لانتهاكات جسيمة منها انتهاك الحق في الحياة، واستمرار فرض قيود غير مسبوقة على حرية الصحافة لا سيما في شمال البلد الذي دخل العام الثامن من الحرب.
وفي الوقت الذي يحيي العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة لايزال 4 صحفيين يمنيين يقبعون في سجون جماعة الحوثي في صنعاء ينتظرون موعد تنفيذ أحكام إعدام صورية أصدرتها بحقهم محكمة خاضعة لسلطة الجماعة المسلحة.
ودعت المنظمة، المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمجتمع المدني المحلي والدولي خصوصاً المنظمات المعنية بحماية الصحفيين لممارسة مزيد من الضغوط المستمرة على جماعة الحوثي لإلغاء الأحكام الجائرة بحق الصحفيين الأربعة وإطلاق سراحهم فوراً مع بقية الصحفيين المعتقلين لدى مختلف الأطراف.
بدورها، طالب “المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين صدي”، المنظمة بالإفراج الفوري عن الصحفيين والاعلاميين المختطفين والمعتقلين، داعية جماعة الحوثي الى التوقف الفوري عن استهداف الصحفيين وكل ما يمت إلى حرية الرأي والتعبير بصلة.
ودعت المنظمة، مجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها دوليا، الى توفير ضمانات كفيلة بحماية حرية الصحافة والصحفيين والاعلاميين اليمنيين، وتحمل المسؤوليات في ضمان تسهيل ملاحقة مرتكبي الجرائم والانتهاكات بحق الصحفيين.
وقالت إن “إن الصحفيين اليمنيين وهم يعيشون هذه المناسبة العالمية الخاصة بحرية الصحافة، يشعرون بألم كبير لاستمرار اختطاف جماعة الحوثي، أكثر من 10 صحفيين، منهم الصحفيين الأربعة التي أصدرت بحقهم أحكام إعدام غير قانونية ولم تسقطها بعد عنهم”.
ويعيش الصحفيون في اليمن وضعا شديد الخطورة، بعد أن تعرضت بيئة العمل الصحفي جراء الحرب للتجريف والقمع والإغلاق، وإلغاء التعددية الإعلامية، والتعامل مع الصحفي كعدو من أطراف الحرب، وفقا لتقارير حقوقية محلية ودولية.