آراء ومواقف

عن الظلم في حياتنا

خديجة الوصابي

لعل من أكثر الأمور المثيرة للدهشة المؤدية للخيبة هي مساعي الظالم الحثيثة في إثبات ما ليس له بحق، حيث ينادي بحقوق ومطالب يدعي أنها له ومن حقه. لعل من أكثر الأمور المثيرة للدهشة المؤدية للخيبة هي مساعي الظالم الحثيثة في إثبات ما ليس له بحق، حيث ينادي بحقوق ومطالب يدعي أنها له ومن حقه، مثيراً الضجيج حولها، فيكُثر الشكوى، ويستعطف من حوله ليشرّع لمطالبه الآخذة في التعدي على حقوق الآخرين كما لو كانت حقاً، وللسطو على حقوق الآخرين كما لو كان قوانين عادلة.
ويذهب حد تصديق نفسه وتكذيب الآخرين من أصحاب الحقوق واتهامهم بما ليس فيهم، واستغلال أتفه الأحداث وأبسط الأمور ليثبت بها ومن خلالها أحقيته المزعومة في ظل صمت وذهول تام من المظلوم، بعد أن اخرسته براعة ظالمه وفنونه الشيطانية في الاحتيال والكذب مكتفياً بالانسحاب مادام الحكم بينهما أنصت لمن يثير الضجيج ويبرع في استدعاء الأدلة والبراهين.
وفي هذا الموقف يستمر بعض الناس في المطالبة بحقوقهم حتى ينالوها، وآخرين يؤثرون الانسحاب من هذا المشهد تاركين الدفاع عن حقهم، موكلين الأمر لله تعالى أن يأخذه لهم في القريب العاجل.  
وهم بهذا الانسحاب يعطون الضوء الأخضر لظالمهم في التمادي عليهم وعلى غيرهم بعد أن منحوه فرصة الظفر بحقوقهم …!!
وهكذا من إيمان عميق بأحقية الأخذ من الآخرين، من النفس التي ترى حقها وحدها بسبب الأنا العالية التي لا ترى إلا ذاتها وبأنها محقة في كل ما تفعل.. منها ينشأ الظلم،
ومن صمت المظلوم واندهاشه بعد أن خذله الحَكَم يتمادى الظالم فيما يراه حقاً طبيعيا له،
ومن حَكَم غفِل قصدا أو بدون قصد عن رؤية المشهد كاملاً، فلا يرى إلا جانب واحد من القضية، يستمع للشكوى الملحنة والادعاء بالمظلومية من طرف واحد ليُلقي بالحكم بناء على حقوق طرف دون أن يرى الآخر وحقوقه، ومن هنا يتغذى الظلم ليتجذر في الأسرة والعمل والمجتمع والدولة.
————
*باحثة وكاتبة في مجال النهضة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى