الشرعية تتوحد لمواجهة الانقلاب!
في وقتٍ اشتدت فيه الأتعاب على الشعب اليمني وزادت عليه المواجع، واتسعت رقعة الفقر والجوع الناتج عن الحرب التي حطبت الأخضر واليابس، تتوحد الصفوف في اليمن الحبيب تحت صف الشرعية لتكون ضد عدو واحد هو العدو نفسه الذي انقلب على الشرعية في 2014 وخاض حربًا ضدها متسلطًا على مؤسسات الدولة ناهبًا ممتلكات المواطنين محاولًا إعادة الأرض والإنسان اليمني إلى زمن الإمامة بل إلى أسوأ من ذلك بكثير.
خاض الحوثيون حربًا ضد الشرعية والرئيس الذي انتخبه الشعب وصعد على رضا من الشعب، وبهذه الحرب رمى الحوثيون فيها بالكثير من أرواح اليمنيين الأبرياء إلى الهلاك الحتمي وخلال سنوات الحرب التي مرت استغل الحوثيون الوضع الذي تعيشه الشرعية والانقسام الذي حصل فيها وحاولوا جاهدين توسيع الشرخ الحاص فيها؛ لأن في ذلك فائدة كبرى ستعود لهم؛ فعاشوا فرحين بعد الانقسام الحاصل في صفوف الشرعية.
واليوم ها قد توحدت الصفوف تحت مجلس قيادي واحد بقيادة د. رشاد العليمي وهذا التوحد غير المسبوق معناه أن الشرعية اليمنية اليوم تستعيد قواها في مواجهة العدو الذي عثى في الأرض فسادًا وأهلك الكثير من أبناء الشعب، وتسلط على مؤسسات الدولة وقضى على أرواح وأملاك الكثير من المواطنين دونما سبب.
الحوثيون اليوم يشعرون بالقلق الكبير تجاه ما حدث، فأن يتم هذا التوحد بلا شك معناه أن هناك يدًا قوية سوف تضربهم بدون رحمة، معناه أن نهايتهم قد اقتربت إذا لم يرضوا بالأمر الواقع ويتنازولون لأجل بقائهم على قيد الحياة، معناه أنهم لم يعودوا كما كانوا قبل هذا التوحد، لم تعد لهم تلك السيطرة التي يحاولون فرضها ولم تعد لهم قوة تقدر على مواجة الشريعة والشعب الذي لم يعد يطيق بقاءهم ولو للحظة من الزمن.
انزعاج كبير من قبل الحوثيين تجاه المجلس الرئاسي الذي تم تشكيله وتجاه هذه اللحمة التي حصلت في صف الشرعية وفي وقت لم يُتوقع أن تحدث على الإطلاق.
فبعدما أحدث المتآمرون شرخًا كبيرًا في صفوف الشرعية، هاهي تلتحم اليوم وتوضح للعالم أن السلام هو نهجها وأن الحفاظ على الشعب ووحدته ومقدراته هو همها الوحيد وأنها سوف تسعى جاهدة للعمل لأجل تحقيق ذلك وإن كلفها هذا الأمر الكثير.
تفاؤل كبير يتوسط اليمنيين بالخروج من هذا الوضع المأساوي الذي رافقهم لسنوات كثيرة، شعور عميق بفرحة كبرى فماذا لو تحقق الأمن في أرض اليمن، الأمن بكل نواحي الحياة، الأمن الغذائي والصحي والاجتماعي، ماذا لو انتهت الحرب وعادت لليمن روحها من جديد ونعم الناس بحياة الهدوء والاستقرار ماذا لو انتهى صوت الرصاص والمدافع وفتحت الطرقات وعاد الأسرى إلى أهلهم؟، إن مجرد التفكير بهذا الأمر يبعث السعادة والفرح لمحبي الوطن وهو في الوقت ذاته يبعث القلق والتوتر لكل تجار الحرب داخل اليمن وخارجه، فاللهم نصرك لهذا الشعب المظلوم.