يمكن أن نتفق مع من يقول بأن نظام الوحدة اليمنية الذي حكم وأدار البلاد منذ عام ٩٠ قد فشل في إقامة دولة ناجحة وفي تحقيق العدالة، وأنه تحول لنظام أسري حزبي قبلي اوصل البلاد إلى انسداد سياسي قادها للفشل و لهذا الحال الذي تعيشه اليوم ..
ولكن الانسداد السياسي والفشل كذلك كان مصير نظام الحكم في الجنوب والذي لا يشفع له أو يعفيه من الحكم على تجربته بالفشل وجود شكل مؤسسي أديرت به الدولة، فذلك النجاح الجزئي اطاح به الفشل السياسي الذي نتج عن الانفراد الايديلوجي و بناء مؤسسات الدولة على خلفية مناطقية ضيقة ..
لايمكن أن يكون الحل للأزمة اليمنية باستنساخ تجارب الماضي نفسها وتكرار الأخطاء بنفس النهج والسلوك، ولن يفيد الاستقواء بالدعم الخارجي الإقليمي أو الدولي والذي لن يكون بأكبر مما حصل سابقا، دون الوصول إلى استقرار سياسي واعتراف بالآخر والاحتكام للوصول إلى السلطة إلى إرادة الشعب الحرة لتحديد نظام الحكم الأنسب ..
وللوصول لهذا الجو المستقر والحر والآمن لابد من عودة مؤسسات الدولة وبنائها بناء وطني وتقويتها ودعم استقلاليتها عن المسار السياسي، فهي الضامن الوحيد لنجاة البلاد من صراعات التيارات السياسة الذي حصل بالأمس ومن واقع الملشنة والتجزئة الذي نعيشه اليوم ..
من صفحة الكاتب على موقع فيسبوك