بعد أن أفنى 40 عاماً في الغربة “دون نتيجة”.. يمني يفتتح مصنعاً للخياطة في منزله ويأمل بتشغيل العاطلين
يمن مونيتور/ من محيي الدين فضيل
بعد أربعة عقود من الزمن قضاها في بلد الاغتراب (المملكة العربية السعودية)، لم يرى المواطن اليمني علي صالح(60 عاما)، منها سوى العودة إلى الوطن بخفي حنين، لكنه لم يستسلم لظروف الحرب الداخلية، أو للتجارب الفاشلة من حياته فقرر فتح مصنعاً جديداً على أمل أن يتحول إلى مشروعاً كبيراً ذات يوم يوظف فيه آلاف العاطلين الشباب.
وتسببت الاجراءات المتبعة في بلدة الغربة (السعودية)، بتفاقم معاناة الحاج علي صالح، ودفعته الظروف إلى العودة إلى ديارة ومسقط رأسه في بلدة ملبية بالمضاربة شمال لحج جنوبي اليمن، رغم البطالة والحرب والفقر المدقع التي تمر بها البلد.
التحق الحاج علي صالح في البداية، في محل للحياكة (الخياطة) شمال مدينة عدن لدى صاحب محل تجاري وبالأجر اليومي، ومنها اكتسب المهنة قبل أن يعمد إلى تأسيس مصنعاً خاصاً به، لكن غلاء الايجارات وضعف العمل أجبرته على غلق المصنع في مدينة عدن نقله إلى قريته الريفية شمال لحج.
يقول الحاج صالح في حديثه لموقع “يمن مونيتور”، إن الفكرة في تأسيس معمل للحياكة (الخياطة) لم تنتهي من رأسه، وأن لديه شباب عاطلون وأنه حريص على تشغيل الأيادي العاطلة عن العمل لإفادتهم في المقام الأول وحفظهم من الاستغلال في الأعمال الحرة الأخرى.
في بدروم أسفل منزله في غرفة تقدر بعرض (4 أمتار) وعرض (5 أمتار)، بداخل منزله بدأ قبل عام الحاج علي صالح مشروعه الخاص في تأسيس أول معمل للخياطة وتشغيل اثنين من أولاده”.
يقول الحاج صالح، إن “الفكرة كانت صعبة في البداية نظراً لشح الامكانيات وصعوبة إقناع جيرانه الريفيين بالفكرة الذين بحسب الحاج كانت غريبة عليهم لاسيما وأنهم يستوردون الثياب (الملابس) كل مرة من المدينة”.
يضف الحاج صالح حديثه لـ” يمن مونيتور”، أنه أشرف على تدريب ولداه اللذان صار الآن يجيدان حياكة المعاوز(ملابس) من ذاتهم من على المعمل الخشبي المتواضع من خلال العمل لساعات، وتوريد الملابس بعد ذلك للسوق حيث تزامن العمل خللا الفترة الحالية مع موسم الأعياد حيث ينشط العمل مرتان خلال العام”.
وبعد نحو ثمان سنوات من بدء المشروع، أصبح أبناء الحاج صالح ينجزان معوزا (ثوبا) كل يوم، بمعدل 30 معوزاً كل شهر، ليتم بعد ذلك نقله إلى السوق المحلي ووضعه للعرض في أحد المحال التجارية حتى بيعه”.
يكشف الحاج علي صالح، لـ”يمن مونيتور”، على أن أبرز المصاعب التي يواجهها في معمله الصغير والتي تتمثل في ارتفاع مواد الخياطة، والتي يتم استيرادها من العاصمة عدن (جنوباً) للمعمل ثم بعد ذلك ترسل الملابس بعد خياطتها إلى المدينة ثانيتاً بغرض عرضها وبيعها لكنه رغم ذلك يشكو قلة مردودها بسبب أوضاع الناس”.
يضيف صالح حديثه، أن “المعمل الخشبي الحالي يحتاج إلى توسعه أكثر وتحديث بعض المعدات ليقدم خدمته بشكل أكبر، ويضمن تشغل الكثير من أبناء قريته من الشباب العاطلين عن العمل”.
وبالرغم من كل تلك الصعوبات، يأمل “الحاج صالح”، أن يشغل الأيادي العاطلة مستقبلاً بدلاً من استغلالها في الأعمال الحرة الأخرى فمقدار 7000 ألف الريال (الدولار = 1100 ريالا) التي يجدها العامل في مكان آخر يجدها عامل المعمل في مكانه مع توفير حاجيات ومتطلبات العمل خارج المنطقة” بحسب ما يقول صالح.